*الرباط- لطيفة سبأ
ارجع الوزير الاول المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي تميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية الى مايجمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز واخيه جلالة الملك محمد السادس.
وأكد اليوسفي ل(الجزيرة) ان المملكة العربية السعودية بالنسبة الى المغاربة هي القبلة التي يقصدونها، وان علاقات البلدين عميقة ومتجذرة ومتجددة.
وحول البناء المغاربي اشار الوزير الاول المغربي الى ان ذلك خيار استراتيجي تحتمه ضرورات تاريخية وجغرافية والمتغيرات التي يشهدها العصر.
علاقات ذات طابع خاص
*ماتعليقكم على الخصوصية التي تتسم بها علاقات الإخاء والود بين المملكة المغربية وشقيقتها المملكة العربية السعودية؟
-تتميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية بطابع خاص لما يجمع بين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وجلالة الملك محمد السادس الامر الذي يطبع العلاقات التجارية والاقتصادية والاجتماعية ببعد خاص.
وقد عرفت هذه العلاقات تطورا ملموسا سواء في حجم المبادلات التجارية بين البلدين او فيما يخص حجم الاستثمارات وكذلك القروض الممنوحة للمغرب, كما سجلت تحويلات المغاربة المقيمين في المملكة الشقيقة ارتفاعا ملموسا علىمدى السنوات الماضية مثلما تحسنت شروط اقامتهم وظروف عملهم.
إن المملكة العربية السعودية بالنسبة الى المغاربة هي القبلة التي يقصدونها في مواسم الحج او لتأدية مناسك العمرة, وهذا التنقل المستمر بين البلدين يتيح تعميق الروابط والصداقات والتواصل بين مواطني البلدين سواء على المستوى التجاري او الانساني.
وفي هذا السياق لابد من الاشارة الى انشاء مجلس الاعمال المغربي السعودي الذي يلعب دورا هاما في تدعيم علاقات الشراكة وتطوير الاستثمار.
ونحن الان بصدد تهيئة اجتماع اللجنة المشتركة المغربية السعودية لتحيين الاتفاقيات والبحث عن آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.
وعلى كل فإن ما يربط المملكتين ذو دلالات متعددة وقوية تفوق التقييم المالي او التجاري, انها علاقات عميقة ومتجذرة ومتجددة.
*وما تقييمكم لدور المغرب والمملكة العربية السعودية في مسيرة السلام بالشرق الاوسط؟
-يعتبر السلم والتضامن قضيتين مركزيتين في السياسة الخارجية للمملكتين.
وعلى هذا الاساس عملتا سويا لبلورة هذا التوجه في عدة مناطق شهدت توترا يهدد امن واستقرار سكانها.
وانطلاقا من تلك المبادىء السلمية عمل البلدان من اجل توفير فرص وشروط حوار بين الاطراف المتنازعة، خاصة بين الفلسطينيين والاسرائيليين سواء على مستوى الهيئة الدولية او على الصعيد الاقليمي.
واقتناعا من المملكة المغربية ان الحوار والتفاهم هما الوسيلة المثلى لتقريب وجهات النظر من اجل ارساء دعائم الاستقرار سنواصل السير على هذا النهج بما لايتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في تأسيس دولته الوطنية المستقلة واستعادة كافة حقوقه.
خيار استراتيجي
*رأيكم في الاتحاد المغاربي.
-اعتقد ان جلالة الملك محمد السادس يسير على خطىوالده في السعي نحو بناء صرح المغرب العربي، لان ارادة الملك بصدد هذه المسألة تلتقي مع اماني وتطلعات الشعب المغربي الذي تعلق دائما بهذا الامل سواء على مستوى احزابه السياسية، التي تعبر هي الاخرى عن ما يختلج في ضمائر المواطنين او على مستوى مجموعاته الاقتصادية او الاجتماعية وغيرها.
اننا شاعرون في المغرب، واظن ان الامر كذلك في الاقطار الشقيقة، ان عقبات وصعوبات ظرفية تحول دون الاسراع بوتيرة البناء المغاربي, اننا نؤمن بان ذلك خيار استراتيجي لايحق لنا ان نتخلى عنه، تحتمه مبررات تاريخية وجغرافية والمتغيرات التي يشهدها عصرنا.
وعليه فإن رأيي في الاتحاد المغاربي، مبني على مزيد من التفاؤل العقلاني،وزادتني السنون والتجارب السياسية التي قضيتها في كل المستويات والمواقع يقينا بما آمنت به في شبابي، كواحد من المناضلين في صفوف الحركة الوطنية, ومما يزيد في هذا التفاؤل ويقويه الاحساس المماثل الذي نحسه عند اشقائنا في الاقطار المغاربية على الرغم من ظهور ضباب كثيف احيانا يمنع الرؤيا دون أن يوقف السير.
الوئام يجب أن يسود
*وماذا عن العلاقات المغربية الجزائرية؟
-يرتبط هذا السؤال بما اثرته بخصوص بناء المغرب العربي, واستكمالا لما قلته فإننا نؤمن في المغرب ملكا وحكومة وشعبا بان الوئام يجب ان يسود العلاقات مابين الاشقاء سواء في المغرب العربي او بين باقي الاقطار العربية,وكما تعلمون فإن جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه كان داعية الى السلم والحوار والتفاهم, وانسجاما مع قناعاته الراسخة تلك، تعامل المغرب مع الملف الجزائري بما تمليه روح الاخوة والجوار فلم يستغل في اية لحظة الظروف العصيبة التي مر بها جارنا في السنوات الماضية, ومنع على نفسه اي تدخل ولو في شكل وساطة بين الاطراف السياسية, وكلما ظهرت علامات عودة الوضع الى طبيعته في الجزائر تعاطى المغرب مع ذلك ايجابيا.
ومن هذا المنطلق رحب المغرب على لسان عاهله الراحل بالمسار الانتخابي الذي اوصل السيد عبدالعزيز بوتفليقة الى رئاسة الجمهورية، وتم تبادل رسائل في مناسبات مختلفة وفي فترة وجيزة بين جلالة الملك الراحل والرئيس بوتفليقة, وكان مقررا ان يجتمعا في قمة ثنائية علىحدود البلدين لكن مشيئة الله ارادت غير ذلك.
كما ان جلالة الملك محمد السادس الذي اكد في اول خطاب للعرش تمسك المغرب بعلاقات حسن جوار وذكر بالاسم رئيس الجمهورية الجزائرية، هنأه جلالته بالنتيجة التي اقر بها الشعب الجزائري قانون الوئام المدني, هذه اشارة تصب في اتجاه تعميق العلاقات بين الجزائر والرباط.
ومن جهتي، اؤكد باسم الحكومة حرصنا التام على الدفع بعلاقاتنا في هذا الاتجاه حتى يزول اي تأزم بين البلدين، ولتأخذ علاقاتهما مجراها الطبيعي كبلدين متجاورين.
|