Wednesday 6th October, 1999 G No. 9869جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9869


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين 8 - 8
د, عبدالله ناصر الفوزان

يقول البعض إنها أزمة إمكانات، وأقول بل أزمة تنظيم وتفكير وتدبير بالدرجة الاولى,,,, فالطلبة عندما يداهمهم الخوف هم وأهاليهم بعد خروج نتيجة الثانوية العامة، يركضون في كل اتجاه يبحثون عن منقذ او على الاصح منقذين ليقينهم أنه كلما زادت الوساطات زادت احتمالات النجاة، ولا يكتفون بعدة وساطات لجامعة واحدة، بل لعدة جامعات وعدة كليات جامعية، بل ربما عدة كليات عسكرية أيضا، حتى يصل الأمر ربما بولي الامر لحمل حقيبة مخصصة لخطابات الوساطة كما شاهدت بنفسي,,,, وهذا يعني ان الاعباء اصبحت اضعافا مضاعفة والمشكلة استفحلت وتضاعفت أضرارها وعمّت الجميع فتحولت إلى عذاب حقيقي للطالب وولي أمره وأقاربه ومعارفه ولأعيان المجتمع وللمسؤول التعليمي,, وطبعاً هذه هي حال كل مشكلة تترك للظروف والتلقائية ولا تعالج بحكمة وعقل وتدبير وتنظيم.
لنفرض ان مجلس التعليم العالي باعتباره الجهة المسؤولة عن التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي كما ورد في نظام مجلس التعليم العالي والجامعات طلب من وزارة التعليم العالي تكوين جهات تسجيل مركزية في المدن الكبرى تتكون من بعض المسؤولين والعاملين في عمادات القبول والتسجيل في الجامعات والاجهزة التعليمية الاخرى وأوكل لها الاشراف المباشر عليها، على ان توكل صلاحية القبول إلى لجنة داخل جهاز التسجيل المركزي تتغير سنوياً وتشكل مع مطلع كل عام دراسي بطريقة غير علنية تجعل اعضاءها غير معلومين لمن قد يسعى للحصول على وساطة عند احدهم وتتخذ قرارها بشكل جماعي، ولنفرض ان تلك الجهة المركزية قامت بتوزيع استمارات التسجيل على المدارس الثانوية في وقت مبكر ليملأها الطلبة وتبعث إلى اللجنة مع استمارات النجاح الاصلية بأرقام محددة لكل استمارة يراجع الطلبة اللجنة بموجبها في الوقت المناسب,,,, في هذه الحالة ألا يؤدي هذا الترتيب الى القضاء على المشكلة تماماً لتعذر معرفة صاحب القرار الذي يمكن ان توجه له الوساطات ولكون اتخاذ القرار جماعياً ومن المستبعد اتفاق أعضاء اللجنة على تجاوز معايير القبول استجابة لبعض الوساطات,,,,؟؟ ثم ألا يؤدي ذلك إلى إراحة الطلبة وأولياء أمورهم من مشقة البحث عن الوساطات، وتخليصهم من التوتر وحرق الأعصاب,,؟؟ ثم ألا يؤدي ذلك إلى اعطاء الطلبة الخريجين شعوراً بالراحة وبعض الأمان انسجاماً مع إحساسهم بوجود جهة تهتم بأمرهم وتتابع اوضاعهم وتبدي ولو بعض الالتزام نحوهم,,,,؟؟ وألا يؤدي هذا إلى إراحة أعيان المجتمع أو تخفيف الحرج عنهم على الأقل,,؟ وألا يؤدي هذا إلى إراحة المسؤول التعليمي وحمايته من هذا العذاب الذي هو فيه الآن,,؟؟ ولو افترضنا بقاء تأثير الوساطات وهو أمر بعيد جداً أفلا تؤدي الخطوة المقترحة إلى تقليص هذه الوساطات المتعددة بعدد الجامعات والكليات الجامعية,,,,؟؟
وأخيراً أفلا يؤدي هذا إلى وجود جهة ترصد الحالة وتتوفر لديها المعلومة الدقيقة عن اسماء من لم تستوعبهم الجامعات وأعدادهم وبالتالي يتوفر لديها تصور عن حجم المشكلة وقدرة على المتابعة وايجاد الحلول الامر الذي نفتقر إليه حالياً مما يؤدي حسب ظني للمبالغات والتخرصات وقد نجد إذا توفرت المعلومة الدقيقة الحديثة ان المسألة اهون مما يتم تصويره الآن بكثير,,,, ولاحظوا أننا لم نذكر ما توفره الخطوة من توفير للوقت والجهد والكلفة المالية والقضاء على الازدواجية والتكرار وغير ذلك من المزايا الكثيرة الأخرى لأننا اقتصرنا على ما له علاقة مباشرة بقضيتنا الاساسية,,,,؟؟
إنني واثق كل الثقة انه لو تم إيكال الامر لوزارة التعليم العالي بهذه الصفة أو بما يشابهها لقامت بالمهمة خير قيام، ولأراحت الطلبة وأولياء الامور من مشكلة البحث عن الوساطات وهي المشكلة التي ما زالت تستفحل سنة بعد أخرى وتضغط على الاعصاب بصرف النظر عن وجاهة دواعيها من عدم ذلك، ولأدى ذلك لإزالة حمل ثقيل من على كواهل أعيان المجتمع، ولوفرت بذلك وقتاً ثميناً يمكن ان يستثمره المسؤولون التعليميون في الجامعات وغيرها في معالجة القضايا الخطيرة التي تحتاج إلى الكثير من وقتهم, وثقتي هذه مردّها ما لمسته من معالي وزيرها أخي الدكتور خالد العنقري - أثناء حوار تم بيننا منذ عدة أيام - من حرص واضح على رفع أي مشقة عن أبنائنا الطلبة وأي حرج عن اعيان المجتمع بسبب قضايا التعليم ومن حرص أيضاً على توفير الظروف المناسبة للمسؤول التعليمي ليخصص وقته وجهده لقضاياه الملحّة حسب الأهمية ومن قدرة واضحة على ذلك، ولأن حوار معاليه معي كان حكيماً وكريماً، فإن هذا يغريني الآن بأن ألتمس من معاليه ان يتبنى - بحكم كونه الأكثر قرباً وعلاقة بمجلس التعليم العالي - أسلوباً تنظيمياً يخفف من متاعب الناس طلبة أو أولياء أمور أو أعياناً في المجتمع أو مسؤولين تعليميين، وهو بالتأكيد أقدر وأعرف مني بالاسلوب المناسب لكني أوردت اقتراحي إحساساً مني بواجب المشاركة وإبداء الرأي ليس إلا.
واشكر معاليه على دعوته لي وعلى تخصيص جزء من وقته الخاص لبحث شأن عام وعلى سعة صدره وحسن خلقه كما أشكر جميع الاخوة الذين غمروني بآرائهم ومشاعرهم والاخوة الذين عقبوا على ما كتبت وجميع الاخوة القراء الذين أخشى أن أكون أثقلت عليهم بطول البحث مؤملاً أن يجدوا في أهمية الموضوع مبرراً لالتماس العذر لي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved