Wednesday 6th October, 1999 G No. 9869جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9869


النافذة
توظيف تقنية المعلومات لتطوير التعليم (2)

يجتاح العالم هذه الايام صيحة مدوية وذلك للمطالبة بإصلاح النظام التعليمي, فعندما يصحو شعب مثل الشعب الامريكي على صرخة الامة في خطر وذلك في عام 1983م والتي تنذر بتخلف النظام التعليمي وعدم تمشيه مع سير التطور العلمي والتقني والمطالبة بالاصلاح التعليمي فان ذلك لدليل على اهمية الاصلاح التعليمي، فاذا كان هذا شأن الدولة المتربعة على عرش الريادة التقنية والاقتصادية في العالم فما عسانا ان نقول لدول العالم النامي وتأتي تقنية المعلومات والاتصالات لتكون احد اهم المصادر المعقود عليها الآمال لتطوير التعليم، فماذا يمكن ان تفعل هذه التقنية في تطويرالتعليم؟, ان تواجد تقنية المعلومات في الفصل الدراسي والمعمل والبيت اتاحت للطالب الاعتمادية على النفس فبدلا من الاعتماد على الكتاب والمدرس صار بمقدور الطالب البحث عن المعلومة اينما كانت وذلك بالاتصال بشبكة المعلومات ثم صار بامكانه تحليل المعلومة وتوظيفها حسب المشروع او المعضلة المراد حلها، ثم بعد ذلك عرضها باسلوب شيق باستخدام الرسوم البيانية والصور والنصوص المطبوعة والصوت وذلك حسب مقتضيات الوضع وكل هذه العمليات باستخدام تقنية المعلومات، ويأتي دور المدرس كمشرف على العملية ومن فوائد تقنية المعلومات اعطاء الغير الفرصة في مشاركة الطالب في انشاء المشاريع وحل المشاكل وعرض الابداعات سواء المشاركة مع مجموعات داخل الفصل الواحد او حتى خارج الفصل مع مدارس اخرى وربما خارج القطر وهنا نلاحظ ان تقنية المعلومات والاتصالات قد كسرت قيد المكان فلم يعد الفصل الدراسي في ظل التقنية المعلوماتية الحديثة مثل فصل الامس وصار باستطاعة الطالب متابعة المهام المكلفة به من خارج الفصل الدراسي من البيت مثلا كما صار باستطاعة المدرس الاشراف على الطالب من خلال الشبكة ومن اي مكان يناسبه.
واحد الانتقادات التي وجهت للتعليم في الولايات المتحدة الامريكية هو ان نظام التعليم لم يتغير كثيرا منذ القرن التاسع عشر حيث ما زالت الفصول الدراسية كما هي والنظام التعليمي كما هو وخرجت الدعوة الى استبدال ادوات القرن التاسع عشر بادوات القرن الواحد والعشرين مثل استبدال الكتب المدرسية والطباشير والسبورة ب الحواسيب والوسائط المتعددة وكبلات الالياف البصرية وهذا في رأيي المتواضع دعوة متطرفة فالتعليم التقليدي السابق لا يمكن ان يلغى بجرة قلم وان يستبدل بالتقنية الحديثة وما هذه التقنية الا ادوات مساعدة فقط.
لقد جاء عن احد الباحثين الامريكيين قوله بما ان المعرفة اصبحت سهلة الوصول اليها لهذا يجب تغيير دور المدرس, فالمعلومات لا يحتاج الى تخزين في الذاكرة بعد الآن من اجل ان يكون لها فائدة ان الامكانية من الوصول الى المعرفة واسترجاعها بواسطة تقنية المعلومات والاتصالات في مثل اهمية حفظها في الذاكرة البشرية ان لم يكن اشد اهمية.
ومما يجعل استخدام تقنية المعلومات في تطويرالتعليم ممكنا هو التطور الهائل الذي حدث لهذه التقنية حيث لم تعد الاجهزة مقيدة بكبر الحجم وكذلك التكلفة انخفضت بحيث صارت الجدوى الاقتصادية لاستخدام هذه التقنية ممكنة اما الحدث المهم الآخر الذي جعل استخدام هذه التقنية فعالا في التعليم فهو الثورة في مجال الاتصالات اذ زادت سرعة نقل البيانات من آلاف وحدة نقل في الثانية bits الى بلايين وحدة نقل في الثانية وظهور الشبكة المعلوماتية الانترنت.
ومازال التقدم في تقنية المعلومات والاتصالات مبعث امل في نشر واستخدام هذه التقنية في مجال التعليم فهناك الحواسيب اللاسلكية التي سيكون لها كبير الاثر في تسهيل استخدام تقنية المعلومات في جميع مناحي الحياة ومنها التعليم وستطلق هذه التقنية الحاسوب من قيوده المكانية حيث يكون في العادة مربوطاً الى الجدار بكبلين واحد للكهرباء والاخر لشبكة الاتصالات وفي المقال المقبل سنتحدث باذن الله عن اسباب استخدام تقنية المعلومات في التعليم.
م, مشبب محمد الشهري
وللمراسلة على البريد التالي:
mmshahri * scs. org. sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved