* بكين- ا ش ا
بعد ان كشفت الصين النقاب عن آخر واحدث اسلحتها ومعداتها التي انضمت الى ترسانتها الحربية في استعراض للقوة احتفالا بذكرى الخمسين للثورة وميلاد الدولة الشيوعية واصلت تايوان بناء وحشد دفاعاتها لردع اي هجوم محتمل من الصين.
وكانت الصين قد عرضت في الاحتفالات امس الأول سلسلة من الاسلحة (95في المائة منها حديثة او تظهر للمرة الاولى) من بينها دبابات صينية الصنع وصواريخ سي300 ارض/جو وطائرات مقاتلة روسية الصنع طراز سوخوي 27 وطائرات صينية الصنع طراز النمر الطائرة التي تعرض للمرة الاولى وصواريخ ارض/ ارض متوسطة المدى مشابهه لتلك التي اطلقتها في عام 1996 بمضايق تايوان خلال مناورات عسكرية لترهيب تايوان وبالطبع صواريخ دونج منج 31 الباليستية التي تحمل رؤوساً نووية.
وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية بأن تهديد الصين لتايوان في الحقيقة يلوح في الآفاق منذ عشرات السنوات ولذلك فانه ينبغي عدم التوقف عن جهود تحديث وتطوير قدرات تايوان العسكرية والا فانه سيكون هناك عدم توازن في القرى العسكرية بين الجانبين.
غير ان المتحدث اصر على ان الحشود العسكرية الصينية والسلاح الصيني لايستهدفان تايوان فحسب بل القوى الكبرى في العالم ايضا لاستعراض واثبات وجودها وبزوغها على الساحة الدولية.
وكانت بارقة الامل القصيرة الاجمل على التقارب التي اعقبت وقوع الزلزال المدمر في تايوان في الاسبوع الماضي قد تبددت بعد استئناف بكين وتايبيه تبادل الاتهامات والانتقادات ورفض تايوان قبول المساعدات والفرق الصينية للمشاركة في أعمال الانقاذ والاغاثة من الزلزال.
يذكر ان الصين قد اعلنت عن توصلها لتكنولوجيا صناعة القنبلة النيتروجينية في شهر يوليو الماضي وفي الثاني من اغسطس اعلنت عن اجرائها تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ ارض ارض باليستي طراز (دونج فنج) يصل مداه الى اكثر من ثمانية آلاف كيلومتر فضلا عن احتمال حصولها على سلسلة من الاسلحة الروسية الاكثر تقدما مما اثار قلق دول اكثر واكبر من تايوان لكن المحللين يرون ان تايوان الاقليم المنشق حسب اعتقاد الصين هي الطريق لتنفيذ خطط الصين وتهديداتها لدول اخرى بالمنطقة وربما ابعد كثيرا من المنطقة في اشارة الى الولايات المتحدة.
وقد دعا ذلك الى اعلان تانغ فاي وزير الدفاع التايواني ضرورة زيادة النفقات العسكرية بمليارات الدولارات لتصل الى مابين ثلاثة وثلاثة ونصف في المائة من اجمالي الناتج القومي بدلا من 2,6في المائة حاليا.
ويعتقد المراقبون ان تايوان تحتفظ بالتفوق التكنولوجي عسكريا على الصين بفضل الامدادات المتزايدة من المقاتلات الامريكية الصنع طراز اف16 وانظمة الدفاع الرادارية الحديثة والمتقدمة من الولايات المتحدة اكبر مصدر اسلحة لها.
ويشير المراقبون الى ان جيش التحرير الشعبي الصيني قد يكسر الميزان العسكري في منطقة مضايق تايوان في الفترة بين عام 2005 وعام 2010 بمساعدة اسلحة فتاكة ودقيقة، حيث ان الولايات المتحدة كشفت النقاب مؤخرا عن تقارير توضح ان الصين احرزت تقدما هائلا وملحوظا في تحسين مدى دقة صواريخها الباليستية وفي تطوير اقمارها الصناعية الخاصة بالتجسس.
وكانت الحكومة التايوانية في محاولة منها للبقاء في مركز التفوق الفني عسكريا قد وافقت على مشروع تقرير في اغسطس الماضي يدعو الجزيرة الى اقامة نظام دفاعي صاروخي خاص بها وذلك بديلا عن نظام مماثل تحاول الولايات المتحدة اقامته في اليابان.
وقد هاجمت الصين مرارا الخطط الامريكية ومحاولات ضم تايوان الى هذه الخطط قائلة انه سيؤدي فقط الى اثارة وزيادة حدة التوتر وعودة النزاعات العسكرية والحروب الى المنطقة وطالبت واشنطن بوقف تزويد تايوان بالاسلحة الحديثة التي تشجعها على الانفصال عن الصين.
وكان ويليام كوهين وزير الدفاع الأمريكي قد تعهد أول امس بالحفاظ على معدلات القوات الامريكية في منطقة آسيا /المحيط الهادىء في معرض رد فعله على العرض العسكري الصيني بميدان تيان ان مين الذي استعرضت فيه الصين آخر ماوصلت اليه في تكنولوجيا الاسلحة والمعدات العسكرية.