Monday 4th October, 1999 G No. 9867جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9867


في منطقة تنبذها ثقافياً
إستراليا تصارع من أجل مكان في آسيا

* كانبييرا- تريفورداتسون- رويترز
فيما تبذل استراليا محاولات سياسية وعسكرية لاعادة السلام الى تيمور الشمالية فان سياستها الخارجية النشطة هذه قد تجد من يصفها بأنها وجه مرفوض للتدخل الانجلو سكسوني في المنطقة المجاورة.
وبينما يثني الغرب على قيادة كانبيرا الصارمة من اجل تشكيل قوة متعددة الجنسيات لانهاء حمام الدم في تيمور الشرقية فان القادة الآسيويين اعربوا عن استيائهم الشديد لموقف استراليا العدواني .
وفي انتقاد عنيف لتعامل الغرب مع ازمة تيمور الشرقية تساءل رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد هل من الضروري ان نرفع السلاح في وجه اناس من الواضح انهم غير مسلحين .
وقال محللون ان هجوم مهاتير على سلوك القوات الاسترالية العنيف في تيمور الشرقية ليس الا مثالاجديدا على العداء الآسيوي للغرب واختيار القادة الآسيويين استراليا ككبش فداء مناسب.
كما اثارت الانتقادات مشاعر العداء لاستراليا في اندونيسيا، حيث هاجم الطلبة سفارة استراليا في جاكرتا يوم الخميس الماضي ورشقوها بالحجارة والقنابل الحارقة.
وكانت استراليا اقرب حليف غربي لجاكرتا لفترة طويلة وكانت اول دولة غربية تعترف بسيادتها على تيمور الشرقية عندما ضمتها في عام 1976.
وتصريحات مهاتير دليل على عدم الارتياح الآسيوي لدخول استراليا بثقلها السياسي في منطقة تنبذها ثقافيا وتستهين بها من حيث عدد السكان.
وقال باسويكي كويساسي خبير الدراسات الآسيوية في جامعة موناش في ملبورن (ما قاله مهاتير محمد يلخص مشاعر الآسيويين تجاه دور كانبيرا في مشكلة تيمور الشرقية).
وتابع (ما زال قمع البيض في الماضي يؤرق الاندونيسيين وهم متشككون جدا تجاه الايدلوجيات الاجنبية, انه يشبه ماقامت به الحكومات الاستعمارية في الماضي ضد السكان الاصليين).
وقال محللون ان الاصل العرقي كان دائما جانبا صعبا في علاقة استراليا مع آسيا وكثيرا ما استغل لانتقاد دور استراليا في تيمور الشرقية.
وانتقدت ماليزيا استراليا لتدخلها في الشئون الداخلية الآسيوية وقالت انها تجلس على كرسي ابيض وتوجه الكراسي الملونة .
وقد اختارت حكومة استراليا حتى الآن الا ترد على الاستفزازات وفضلت تهدئة جيرانها الآسيويين في محاولة لتقليص الخسائر.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد مؤخراً ليست لنا سياسة عدوانية في آسيا والمحيط الهادىء مضيفا انه لايعتقد ان القادة الآسيويين يعتقدون حقا ان الاجراءات الاسترالية صارمة بشكل مبالغ.
لكن الدوافع الحقيقية لاستراليا اقل اهمية نسبيا من تصور الآخرين لاهدافها, ويعتقد بعض الاندونيسيين ان للامر علاقة بالاعتبارات السياسية المحلية في استراليا.
ويقول باسويكي فكرة المفكرين في آسيا ان هاوارد رجل صغير يحاول ان يكون كبيرا, انه يسعي الى التأكد من ان الجميع يلاحظون انه يتصرف بشكل مختلف عن حزب (العمال) المعارض , ويقول محللون ان الحملة المعادية لاستراليا قد تشتد نتيجة لاعتبارات محلية في آسيا مثل انتخابات الرئاسة في اندونيسيا في نوفمبر تشرين الثاني والمناورات قبل انتخابات ماليزيا المقبلة والمتوقع اجراؤها في منتصف عام 2000, ولكن مهما هاجم الزعماء الآسيويون استراليا تبقى الحقيقة أنهم لايقدرون على خسارة دعم استراليا الاقتصادي بقدر ما لاتقدر كانبيرا على الدخول في مخاطرات امنية في آسيا.
وقد خرجت استراليا دون خسائر تقريبا من العواصف الاقتصادية التي اجتاحت الدول الاسيوية المجاورة, وما يزال الاقتصاد الاسترالي المعتمد على تصدير السلع الاولية منتعشا الى حد كبير.
وكانت استراليا القوة الرئيسية الداعمة لبرامج صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لانعاش اقتصاد اندونيسيا الذي لقي ضربات موجعة على ايدي المضاربين.
وفي نهاية الامر فان استراليا ستجد نفسها بين مطرقة تحالفاتها التاريخية مع الغرب وسندان الاستياء الآسيوي من تدخلها العسكري سواء نجح هذا التدخل ام فشل في تحقيق سلام دائم في تيمور الشرقية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved