ميتو- اليابان- اريكو سوجيتار -رويتر
بدأت تتراجع حدة المخاوف من آثار أسوا حادث نووي تتعرض له اليابان ولكن انتشرت في المقابل اجواء من الغضب الشديد والتساؤلات بين اليابانيين حول سبب اصابة صناعتهم النووية بحادث تلو الاخر.
وقالت اليابان ان الوضع اصبح آمنا امام عودة السكان الذين يقطنون على بعد 350 مترا من موقع المحطة النووية في محطة توكايمورا لمعالجة اليورانيوم شمال شرقي العاصمة طوكيو الى ديارهم, كما تعهدت الحكومة بوضع اجراءات لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
وقال هيرومو نوناكا الامين العام لمجلس الوزراء الياباني في مؤتمر صحفي ان خبراء لجنة الامان النووي الذين اجتمعوا أمس خلصوا الى ان مستويات الاشعاع عادت الى طبيعتها بعد يومين من الحادث وان بامكان الناس العودة الى ديارهم في المنطقة دونما خوف.
وسئل لماذا استغرق الامر اكثر من المتوقع قبل السماح للمواطنين بالعودة الى ديارهم فقال نوناكا لم نكن لنرسلهم الى مكان غير آمن, تأكدنا الان من ان الوضع آمن ولذا قررنا رفع الحظر واتصلنا بالسلطات المحلية لهذا الغرض .
وقال مسؤول من وكالة العلوم والتكنولوجيا ان قرار السماح باعادة النازحين تأجل الى ان تم بناء حواجز معدنية وعبوات الرمال حول المحطة لمنع تسرب الاشعاع اضافة الى اجراء مزيد من الفحوص على التربة والمياه.
وتراجعت حدة القلق من الاثار الصحية والبيئية للحادث الذي وقع عندما وضع عمال محطة تخصيب اليورانيوم 16 كيلوجراما من اليورانيوم داخل حاوية بما يزيد ثماني مرات عن طاقتها الاستيعابية وهو مايسمح ببدء عملية تفاعل نووي مماثلة لما يحدث في محطة للطاقة النووية.
وقال نوناكا ان الفحوص اظهرت عدم وجود مخاطر من تناول محاصيل ومنتجات بحرية وثروة حيوانية من مقاطعة ايباريكا التي تقع بها المحطة.
ولكن الغضب الشعبي تزايد مع ظهور تفاصيل الحادث لتعلو اصوات تدعو لاصلاحات في الصناعة النووية, ويبدو ان عمال المحطة يستخدمون الدلاء والاوعية المماثلة في نقل اليورانيوم بين الحاويات وهذا الاسلوب اليدوي هو السبب فيما حدث.
ولمحت بعض وسائل الاعلام المحلية الى وجود حالة من عدم الدقة في جهود زيادة انتاج المحطة, وقال ايساو كورودا خبير معايير الامن لصحيفة اساهي شيمبون اليومية (الكل يعتقد ان الصناعة النووية فائق التكنولوجيا ولكن هناك نواح تقل فيها التكنولوجيا عند المتعاملين).
واردف هدف القائمين على المحطة هو زيادة الانتاج والكفاءة في حين يسعى اخرون لتوفير السلامة والامن) وربما كان عدم التنسيق فيما بينهما هو سبب الحادث.
وتعرض 55 شخصا معظمهم من عمال المحطة ورجال الاسعاف للاشعاع منهم ثلاثة حالتهم خطيرة ويقول بعض الخبراء ان فرصتهم في التشبث بالحياة قليلة.
وقال نوناكا الذي اعترف امس بان الحكومة تأخرت في مواجهة الكارثة ان الحادث لم يكن متوقعا في دولة متقدمة تقنيا.
واضاف في مؤتمر صحفي امس اليابان بوصفها دولة متقدمة تكنولوجيا تجد نفسها في وضع لايشعرها بالفخر .
وصنفت الحكومة هذا الحادث النووي بانه من المستوى الرابع على مقياس للكوارث النووية من سبعة مستويات وهو ما يجعله الاسوأ في تاريخ اليابان, وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ومقرها فيينا انها قد تعطى الحادث مستوى اعلى بعد انتهاء التحقيقات.
وكان حادث انفجار المفاعل النووي في تشرنوبل بأوكرانيا عام 1986 وهو الاسوأ في التاريخ وتم تصنيفه بانه حادث من المستوى السابع.
ومع تعرضها لانتقادات بسبب وقوع الحادث ثم البطء في مواجهته فان الحكومة تدرس حاليا سبل الحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث.
وافاد نوناكا ان رئيس الوزراء كيزو اوبوتشي امر وزراءه والقطاع الخاص باقتراح الاجراءات المطلوبة وسيتم بحث قانون جديد في ضوء توصياتهم.
غير ان الخبراء ينظرون بشك لهذه الخطوات, وقال خبير في الامان النووي لمحطة تلفزيون ان , اتش, كيه (هذا ما يحدث دوما في اليابان,, ينتظرون وقوع حادث قبل عمل اي شيء.
لايمكننا ان نلقي باللوم في هذا الحادث على العمال فقط, هناك مشكلات اخرى اكثر اهمية يتعين حلها).
ومن المحتمل ان يدفع الحادث النووي الاخير لتجدد المعارضة الشعبية لبرنامج اليابان النووي.
واليابان تعتمد بقوة على الطاقة النووية وهي تحصل على 35 في المئة تقريبا من طاقتها الكهربائية من مفاعلاتها النووية وعددها 51 مفاعلا.
وتعود الحياة تدريجيا الى طبيعتها بالنسبة لكثير من نحو 300 الف شخص يعيشون قرب المحطة بعدما ابلغتهم السلطات ان بوسعهم العودة الى المدارس والعمل كالمعتاد بعد 30 ساعة من بدء تسرب الاشعاع النووي.
|