* بوينس ايرس - من جاسون ويب - رويترز
في كتاب جديد يحكي سيرته الذاتية يصور الرئيس الارجنتيني كارولس منعم نفسه على انه مزيج من رجل الدولة والرجل الرياضي والعاشق الدائم دون جوان غير انه يقول انه تخلى عن نزواته العاطفية بعد مقتل ابنه في عام 1995.
ويقول منعم (69 عاما) وهو مطلق انه تخلى ايضا عن الملاكمة وسباقات السيارات بعد وفاة ابنه كارليتوس في حادث طائرة هليكوبتر ويضيف انه رغم ان وفاة ابنه تعني انه قد لا يشعر بالسعادة مرة اخرى الا انها لن تؤثر على واجباته العامة او طموحاته.
ويترك منعم منصبه في العاشر من ديسمبر كانون الاول بعد ان امضى عشرة اعوام في السلطة حوّل فيها الارجنتين من دولة معادية للولايات المتحدة تعاني نسبة تضخم مرتفعة جدا الى دولة حليفة للغرب اجتذبت استثمارات اجنبية بمليارات الدولارات.
وفي كتابه (عوالم في حياتي) يتفاخر منعم بقيادته الحازمة التي انهت عقودا من العزلة واضطلاع الدولة بالشئون الاقتصادية بينما يصف اعداءه بالنفاق وعدم الواقعية.
ويعتبر كثيرون الكتاب جزءا من حملة منعم لضمان البقاء في دائرة الضوء فيما يستعد لخوض انتخابات الرئاسة عام 2003 ويحظر الدستور على منعم خوض الانتخابات لفترة رئاسية ثالثة على التوالي فيما تشير استطلاعات الرأي الى ان الحزب البيروني الذي يتزعمه سيخسر الانتخابات المقبلة.
وحررت اصلاحات منعم الارجنتين من التضخم, والمغتربون الذين يزورون الارجنتين اليوم يكادون لا يتعرفون على بلادهم التي اعتادوا فيها على انقطاع الكهرباء المتكرر والصعوبة الهائلة في الحصول على خط تليفوني غير ان هذه الاصلاحات كلفت البلاد اتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء ونسبة بطالة تبلغ 14,5 بالمائة.
وفي كتابه المليء باقتباسات من كتابات ادباء كبار من امثال ت, س, اليوت وفيكتور هوجو يصف منعم طفولته مع والده المهاجر السوري الذي كان يتعيش من تجارة جلود القطط البرية والماعز والماشية قبل ان يؤسس مصنعا لعصير العنب.
وكتب منعم كان من الصعب على الكثيرين اخفاء احتقارهم لان يكون رجل ريفي مثلي ولد في بلدة ليس بها نبلاء هو الذي يحقق للبلاد كل ما فشل في انجازه اصدقاؤهم ذوو الشعر الاصفر والعيون الخضراء من سكان المدن الشهيرة .
وقال منعم انه زار الجنرال خوان بيرون مؤسس البيرونية في منفاه في اسبانيا في الستينيات.
ويروي منعم ان بيرون قال لاحد معاونيه راقب هذا الصبي فسيكون له مستقبل .
وتولى منعم منصب حاكم مقاطعته الفقيرة شبه الصحراوية لاريوخا قبل ان يدخل السجن عقب انقلاب عسكري في عام 1976 وخلال هذه الفترة كان يحلم بأن يصبح يوما رئيسا للبلاد.
ويصف الكتاب صداقته مع الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش والرئيس البرازيلي فرنادندو انريكي كاردوسو ويعرض القسم الثاني من الكتاب رؤية منعم لعالم سيكون التدهور المصير المحتوم للدول التي تقاوم الحرية الاقتصادية والعولمة.
وفي الجانب الشخصي يرسم منعم صورة شديدة التنوع قائلا استمتع بانغام التانجو مثلما استمتع بالموسيقى السيمفونية واستطيع ان اركب الخيل وأقرأ وأدافع عن صديق لي امام المحكمة وألعب البكارا لعبة من ألعاب الورق وان اخوض نقاشا في اجتماع سياسي وألعب التنس واحضر مؤتمرا، كل ذلك في وقت قصير نسبيا .
واختص منعم معارضيه الذين انتقدوا اسرافه والفساد في حكومته بالتهكم وكتب منعم: ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون قال لي شخصيا انه عندما انهكته الكتابات المشينة عنه في الصحافة الامريكية فإنه كان يواسي نفسه بقراءة ما تكتبه الصحافة الارجنتينية من تشهير بي .