Monday 4th October, 1999 G No. 9867جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9867


رأي الجزيرة
لك الله يا قدسنا الشريف

يوم الجمعة الماضي انعقد اجتماع وزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لبحث سبل وقف الاستيطان اليهودي في القدس الشريف.
وفي تعليقنا على ذلك الاجتماع، وفي هذا الحيز قلنا انه لن يفضي إلى نتيجة تذكر إذا لم يتوصل المجتمعون إلى آلية يتجاوزون بها مجرد شجب الاستيطان إلى تنفيذ القرارات العربية الإسلامية الكفيلة بوقفة في القدس وبقية الأراضي المحتلة.
وأول امس مرت ذكرى تحرير البطل الإسلامي المجاهد صلاح الدين الايوبي للقدس من أيدي الصليبيين في العام 1187م.
ومرت الذكرى العزيزة والقدس الشريف تواجه الآن وبعد ألف وثمانمائة واثني عشر عاماً من تحريرها، تواجه أشرس وأخطر حملة يهودية/ إسرائيلية مدعومة دعماً غير معلن من القوى الصليبية لتهويدها نهائياً، بعد إزالة كل أثر لأكبر مقدسات المسلمين فيها وهو المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض الآن لما لم يسبق أن تعرض له من اجراءات هدمه وازالته، وبناء هيكل سليمان في مكانه!
والعرب والمسلمون يبدون إزاء هذا الخطر صامتين صمت القبور! وعاجزين عجز المهزومين في دواخلهم بالرغم من كل ما تحت أيديهم من أسباب القوة السياسية والاقتصادية والتجارية التي تعتبر اليوم من أقوى أسلحة الضغط على إسرائيل، وعلى الدول التي تؤيدها وتدعمها بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها,.
فقط هذه القوة تحتاج لإرادة جماعية تجمع أطرافها وتوحدها، وتنسق تفعيلها في الساحتين الإقليمية والدولية.
قبل أيام تبجح ايهود باراك رئيس وزراء إسرائيل بأن إسرائيل هي القوة الرئيسية في المنطقة!!
وباراك لم يقل هذا إلا لادراكه أن القوة العربية الأعظم من قوة إسرائيل بأكثر من عشرة أضعاف مشتتة فيما تعمل القوى الصهيونية والصليبية العالمية بكل الطرق والوسائل الخبيثة على منع توحيدها وعرقلة الجهود الجادة لإعادة تجميعها كقوة عربية واحدة أو متحدة.
وفي ذكرى تحرير القدس ومن منطلق قناعته بالضعف العربي نتيجة عدم الوحدة السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية,, حيت حكومة ايهود باراك ذكرى تحرير القدس عام 1187م بالبدء في بناء (3500) وحدة استيطانية حول القدس العربية لاحاطتها بطوق استيطاني يفصلها كلياً عن الضفة الغربية، ويجعلها واقعيا موحدة مع القدس الغربية ولتكون - كما يزعم باراك - عاصمة أبدية لإسرائيل!
ونحن كعرب ومسلمين لم نحي هذه الذكرى التي تهمنا أكثر من غيرنا بأكثر من عبارات شجب عملية الاستيطان، وبأكثر من التحذيرات فارغة المحتوى من المصير الأسود الذي ينتظر المدينة وما فيها من مقدسات إسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
لك الله يا قدسنا الشريف.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved