Monday 4th October, 1999 G No. 9867جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9867


ثم ماذا؟
البكاء الضاحك!

لماذا انت متفائل الى هذا الحد، هل ثمة شيء يدعو للتفاؤل ام انك مصاب ببوادر الجنون والهوس الهستيري للضحك كي تنقل احساساً كاذباً للآخرين يشعرهم إلى اي حد سيطرت السعادة على كل موقع للألم في نفسك، او تدري لعل العالم كما نعيشه الان يدعو لذلك رغماً عنك وعن غيرك، فالانسان يشعر بنوبات الضحك تقفز امامه هكذا دون سابق انذار كلما مر به موقف يجبره او يستدعي منه سلوكاً ضاحكاً، ولا تعبر بالضرورة تلك الابتسامة الواسعة فوق الشفاه احيانا عن حالة الرضا والقبول والإعجاب بما نلاحظ كما قد يبدو للوهلة الاولى!، فقد تكون لبعض الوقت اسقاطاً يخرج مباغتاً لكسر حاجز الجمود وتحريك السواكن وتخفيف حدة اللون الداكن والكئيب الذي يلون مشكلات الحياة اليومية بالسخرية منها؟!، وما اكثر المنغصات المحيطة بنا هنا وهناك لو تأملنا قليلاً إذ لا تجف دماء بمكان ما حتى تنزف دماء جديدة بمكان آخر، وكأنها حاجة للألم الذي لا ينقطع وكأن البشر مرضى بالسادية لا يبلغون النشوة إلا بعدما يمارس عليهم التعذيب بصوره الاقسى والاكثر إيلاماً!، ومن يدري كيف يخرج الالم في ثوبه الجديد الضاحك بعد موت الالف الثانية وولادة الالف الثالثة؟، إلا ان ما نؤمن به وصولا لهذه اللحظة هو مستقبل حافل لمنجزات التردي يظهر سنه لنا بينما يغرس خنجراً مسننا داخل اعناقنا!، تماما كما هي الخناجر والفؤوس الموجهة لرؤوس الاطفال والنساء ولو هدأت ثورتها بالوئام وكم نرجو ان ينتهي وئاماً دائماً لا مؤقتاً!، او قد يكون شبيها بحذاء أوسلو الذي تورمت منه اقدام المفاوضين حتى اصابه التشقق والتلف فتمت احالته للتقاعد بمباركة وترقب صانعي الحذاء الضيق من جهة!، ومطالبة مستخدمي الحذاء القديم بصنع نوعية جديدة اقرب ما تكون حذاء طبياً يجنب الاقدام المنتفخة خطر الانزلاق الغضروفي! لمنطقة ظهر الدولة الاقوى وصاحبة القدم الممتدة في اجهزة الشرطي الدولي من جهة اخرى، ومازالت جهود التصنيع متواصلة بما يلائم تطلعات العميل ولو تغيرت الاسماء وتبدلت الوعود الواهمة اصلاً! إلا اننا نتمنى حذاء مناسبا لا يكون مقاسه صغيراً جداً لدرجة يصعب عندها وصول الدم الى عروق اقدامنا الجافة والباردة! ولا يصح طبعا ونحن نذكر هذا ان نتجاوز عما تفتق عنه ذهن الراعي الرسمي الغربي بصياغة عقد احتكار يمنع التعدي باي شكل كان على حقوقه المستحقة - مثلما يعتقد - كمسؤول اول واخير عن اقامة ونقل جميع مباريات العالم الحياتية في ميادين الاقتصاد والتقنية والتسليح وغيرها عبر اقمار القوى لينتهي بها الامر صورة متحركة مفعمة بالحياة المصطنعة تحتل تلفاز العقول وتحظى بنظرات الإعجاب والتجاوب مع التصفيق الحاد لكل لقطة معادة او هدف سهل ممكن يسكن مرمى بلا حارس!؟ ويلعبه فريق عملاق ضد مجموعة اقزام يمتهنون الالعاب البهلوانية ولا يجيدون عملاً إلا الاستلقاء والتدحرج والقفز والسير البطيء على الحبال الرفيعة !!، بالله عليكم أليس الوضع يرغم الضحك بالنزول من مخبئه!، ليمسح بحضوره غبرة داهمت الانحاء كلها وتعذرت معها الرؤية الواضحة لكل شيء واضح وضوح الشمس!!والقضية لا تحتمل أبداً إقحام مفردات المثنى والجمع في عالم مكتظ بالمدن والقرى والمحيطات والانهار والبرك الآسنة اصبح قرية واحدة وحيدة يعرف سكانها بعضهم بعضاً، ويتبادلون الزيارات والوشايات والفضائح والنكات المبددة للقلق والارق!,, إذن فهم ونحن نعيش الحياة البدائية مرة ثانية ونختار ويختارون بانفسهم وبقبول منا بدون ادنى شك وسيلة مختلفة لفعل التقريب كالإنترنت والبث المباشر والجات والعولمة والتحالف الدولي!! ،ونواجه كذلك مجتمعين هموماً اختارت مغادرة نطاقها الضيق لتستوعب الجميع ولننظرمثلاً لمشكلات التلوث والفساد والخطر النووي والإرهاب والمخدرات وو,,, الخ، ما يعني بالتالي اننا نسير نحو مصير مشترك على متن سفينة نوح المجددة بعد تزويدها بكل زوج يكفل تكاثر البكاء الضاحك بين جوانبها ووسط الغرف الخاصة بنا داخلها، ولأجل ما سبق وما سيلحق فهذه مقدمة مفتوحة لزيارة قد تكون خفيفة أو لا تكون!، تقوم بها لكم بعض اسطر اكتبها كل اثنين في ثم ماذا؟ .
بدر بن سعود بن محمد آل سعود
baderalsaud* hotmail.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved