Monday 4th October, 1999 G No. 9867جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9867


الدبلوماسية السعودية تحتل مكانة هامة لدى شعوب المنطقة
دور المملكة الريادي يبعث التفاؤل والأمل لدى شعوب الأمة العربية والإسلامية

* الدار البيضاء - باهر حسين
حظيت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إلى المغرب العربي الشقيق باهتمام واسع في الاوساط السياسية والدبلوماسية العربية وحملت العديد من النتائج الايجابية التي زادت من توطيد العلاقة بين المملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتوجهاته السياسية الرشيدة وبين المغرب العربي الشقيق، حيث انطلقت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من ثقل ومكانة المملكة ودورها الريادي التي تلعبه في المنطقة والعالم الاسلامي والعربي وكذلك على الصعيد العالمي فتنقية الاجواء السياسية العربية ولاسيما بين المغرب والجزائر وتعزيز علاقات التضامن العربي وبحث مختلف القضايا الفاعلة التي تنعكس على الامتين العربية والاسلامية تبقى على اولوية القضايا حيث احتلت الدبلوماسية السعودية في حل المشكلات الكبرى مكانة متميزة ومرموقة.
وعلاقة المملكة العربية السعودية بالمغرب العربي ضاربة الجذور عميقة التكوين ممتدة عبر تاريخ طويل حافل بالتعاون وتوثيق العلاقات بين الدولتين فقد تجسدت في المملكة منذ القدم روح الصلات والروابط والاتجاه نحو التكامل السياسي والاقتصادي وكانت ملاذا للابطال والزعماء من قيادات التحرير ضد الاستعمار في دول المغرب العربي وهذا ما يؤكده التاريخ ففي الوقت الذي كان يقوم فيه المغفور له الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود بتوحيد شبه الجزيرة العربية كانت دول المغرب العربي تخضع للاستعمار الايطالي والفرنسي وكان الشعب العربي في هذه الدول يناهض الاستعمار ويقاوم الاحتلال وكانت المملكة سندا قويا وتقدم الدعم والمساهمات على الدوام للشعب العربي والاسلامي في تلك المنطقة وتؤيد حركات الاستقلال المناهضة للاستعمار والتخلف ولم تكتف المملكة بتقديم الدعم لهذه الحركات وانما كانت تحتضن الكثير من زعماء ومواطني المغرب العربي وامتد هذا الدور واختلفت صوره وأشكاله وذلك تبعا للقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على المنطقة فكانت المملكة ايضا نعم السند والداعم لكافة المحن والازمات التي واجهها المغرب العربي ولم يخفت هذا الدور وتواصل في ظل رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وتقديم التعازي للشعب المغربي في وفاة الملك الحسن الثاني والمباحثات التي اجراها اصحاب السمو والمعالي في المملكة مع الملك محمد السادس ومساندته في بداية فترة حكمه ثم الزيارة التي تكلل العلاقة بين المملكة والمغرب وهي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومحادثاته مع العاهل المغربي التي تناولت مختلف القضايا العربية والاسلامية والوضع الاقليمي ومبادرته في تنقية الاجواء بين المغرب والجزائر وتقريب وجهات النظر بينهما وذلك انطلاقا من العلاقات السعودية المغربية والتي تحرص المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين على تطورها وتنميتها باستمرار وتحت ظلال هذه العلاقة المتينة خطت المغرب خطوات هامة في ميدان الاصلاحات السياسية لاقرار دولة القانون وتعزيز الممارسة الديمقراطية وتعميقها وتوسيع اطارها لتصبح أكثر استجابة لمتطلبات الواقع السياسي وتواكب التطورات الاقتصادية والاجتماعية وقد تمكن المغرب من ارساء مؤسسات قادرة على رفع التحديات بالتشاور مع قيادات المملكة العربية السعودية بما يؤكد على ثوابت سياسته الخارجية والاضطلاع بدور فعال على المستويات العربية والاسلامية والدولية.
صور التعاون
وتكتمل صور التعاون عندما تحمل العلاقة جانبها المادي والانساني معا، المادي تمثل في الدعم والمساهمات من حكومة المملكة العربية السعودية ومبادرات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في انشاء العديد من المؤسسات والشركات والمساجد والابنية التعليمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بانشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الاسلامية وانشاء جامع خادم الحرمين الشريفين بجبل طارق بالاضافة للاستثمارات المالية والتجارية التي بلغت حتى العام الماضي ما قيمته 1356 مليون ريال, اما الجانب المعنوي فقد بلغ ذروته في الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتعزية محمد السادس في وفاة عاهل المغرب والتي أكد فيها ان المملكة فقدت اخا عزيزا عاش معنا وعشنا معه بالقلب في صحته ومرضه وباسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية واسمي شخصيا نبعث لجلالتكم واخوانكم الاعزاء وكافة افراد العائلة الكريمة والشعب المغربي الشقيق بالغ التعازي والمواساة في الفقيد الراحل، وعزاؤنا ان جلالتكم ستعملون بإذن الله على ملء الفراغ الذي تركه والدكم الراحل في هذه الظروف التي تواجه فيها امتنا العديد من التحديات وان بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية ليؤكد على عمق الروابط ومتانة العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين.
وانطلاقا من هذه العلاقات المتينة وكذلك انطلاقا من ادراك المملكة الكبير للتحديات التي تواجهها الامة في عالم اليوم ولضرورة تحقيق التضامن العربي والتعاون في مختلف المجالات جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لدفع التعاون والتضامن وبحث مختلف القضايا بشكل يخلق من هذه الامة قوة قادرة على حماية مكتسباتها واحتلال المكانة اللائقة بها في العالم، ولذا حظيت الزيارة بالعديد من الدلالات الهامة لعل ابرزها سيادة الوفاق وعودة الاجواء النقية بين المغرب والجزائر، فتحرك عربي بمثل ثقل المملكة يقوم به شخص بمكانة وقيمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله لابد ان يؤدي الى نتائج تنعكس ايجابيا على تنقية الاجواء وتعزيز التعاون، كذلك انعاش آمال الشعوب العربية بتحقيق التعاون والتضامن العربي في زمن لم يعد يعترف إلا بالكيانات الكبيرة ويستند هذا التفاؤل بلاشك على الحجم والثقل الذي يتمتع به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تحت توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسياسته الحكيمة.
مبادرات إيجابية
وعن الاسهامالت والمبادرات الايجابية من جانب المملكة للمغرب الشقيق فتأتي الزيارة تفصيلا لأواصر المحبة والتلاقي على الانجازات التي تحمل الخير للامة الاسلامية والعربية وليس ببعيد عن الاذهان مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بانشاء مؤسسة الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الاسلامية والعلوم الانسانية تشجيعا للبحث العلمي في مجال الدراسات الاسلامية والعلوم الانسانية ومقر المؤسسة في الدار البيضاء بالمغرب حيث تشكل المؤسسة جمعية تتمتع بالشخصية المعنوية في إطار القانون المغربي يسيرها مجلس ادارة يتكون من ممثلين عن قطاعات مختلفة في الدار البيضاء وفي الرياض وتضع المؤسسة التي انشئت عام 97م رهن اشارة الباحثين مكتبة ومركزا للتوثيق ينتظمان حسب احداث المعايير المعمول بها دوليا,, وتفتح ابوابها لكل الباحثين وتتميز بها العلاقات السعودية المغربية بعراقتها حيث تستوحي متانتها وقوتها من العلاقة الاخوية الصادقة التي تجمع بين القيادتين وحرصهما المشترك على السير بهذه العلاقة بكل ارادة وعزم نحو افاق واعدة ورحبة من التعاون الشامل الذي يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين وعلى الامتين العربية والاسلامية فقد اتجه البلدان الى ارساء لبنات للتعاون بينهما في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والفنية والرياضية وقد تم في هذا الاطار التوقيع بمدينة الدار البيضاء على اتفاقيتين للتعاون الاولى تهتم بالمجالات الثقافية والثانية تهتم بمجال الشباب والرياضة.
وفي المجال الاقتصادي بلغ حجم التجارة الخارجية بين المغرب والمملكة العربية السعودية ما قيمته 1356 مليون ريال العام الماضي وتمثل الصادرات السعودية نحو المغرب ما نسبته 6,9 من اجمالي الواردات المغربية في حين تستقبل السعودية حوالي 2,4% من اجمالي صادرات المغرب الخارجية.
وفي مجال السياحة وصل عدد السياح السعوديين الذين زاروا المغرب في العام الماضي 28091 سائحا بزيادة قدرها 4,2% عن العام قبل الماضي ويمثل هذا العدد 54% من اجمالي السياح القادمين من منطقة الشرق الاوسط.
وتمضي سياسة المغرب في ظل قيادة محمد نجل العاهل المغربي الراحل الملك الحسن على مواصلة الانجازات في ظل الصداقة الممتدة بين المغرب والمملكة والاضطلاع بدور فعال على المستويات العربية والاسلامية والدولية فالموقع الجغرافي للمغرب يجعله ملتقى بين افريقيا وأوروبا والشرق وأمريكا وهو ما جعل المغرب على مدى تاريخه الطويل ارضا للقاءات والتساكن والتسامح.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved