Monday 4th October, 1999 G No. 9867جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9867


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين 7
د, عبدالله ناصر الفوزان

الأجهزة التعليمية المباشرة للعمل التعليمي كما ذكرنا في حلقة سابقة ليست وحدها المسؤولة عن الخلل والقادرة على العلاج، فهناك أجهزة أخرى قادرة ومسؤولة,, ودعونا نفترض ان مجلس التعليم العالي بحكم كونه إحدى الجهات القادرة والمسؤولة، اعتمد ضمن أنشطته الرقابية والتنسيقية خطوة سماها (متابعة القبول) لتكون وسيلة تساعده على التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي (وهي إحدى المهام الرئيسية المسندة الى المجلس في الفقرة الأولى من المادة الخامسة من نظام مجلس التعليم العالي والجامعات) وطلب من الجامعات وجميع الجهات المشرفة على الكليات الجامعية تزويده بالبيانات النهائية للطلبة المقبولين موضحا بها نسب النجاح او مجموع الدرجات مع إيضاح المعايير التي على أساسها تم القبول,, في هذه الحالة ماذا سيكون الاثر,,؟؟ ألن تساعد هذه الخطوة الأجهزة التعليمية في التغلب على ضعفها,,؟؟
وهذا مجرد مثال لخطوات وأساليب أخرى يمكن ان يقوم بها المجلس والجهات المسؤولة الأخرى,,,, وأعتقد ان هذه الخطوة طبيعية من الناحية النظامية كما ذكرنا وطبيعية كذلك من الناحية المنطقية اعتماداً على ما يفترض ان يكون من دور رقابي للمجلس يساعده على أداء الدور التطويري، ولا أظن ان ذلك سيُحدث أي نوع من أنواع الحساسية لدى الجامعات او الجهات التعليمية الأخرى الأقل ارتباطاً بالمجلس، خاصة وأن المجلس يتكون من المسؤولين التعليميين أنفسهم في الغالب، ولكونه سيتضح للمسؤول التعليمي المباشر لعملية القبول ان الهدف من الخطوة رفع الحرج عنه ومساعدته في التغلب على مشكلة يفترض أنها تقلقه وتأخذ الكثير من وقته.
وإذا كان من السهل كما ذكرنا في حلقة سابقة على المسؤول التعليمي إنهاء المشكلة اذا توفرت لديه الإرادة والعزيمة والتصميم، فإن الامر بالنسبة للمجلس والجهات الاخرى اكثر سهولة لأنها لا تواجه الطلبة واولياء امورهم مباشرة كحال المسؤول التعليمي، بل تعمل في ذلك المكان الهادىء خلف الستارة مما يرفع عنها الحرج ويمكنها من المواجهة بعقل وحكمة وبمنأى عن المؤثرات والعواطف التي تضغط أحياناً على مواطن الضعف الإنساني حتى تخترقها.
لقد بدأت المشكلة صغيرة محدودة ثم أخذت تكبر وتتسع حتى اصبحت مدار أحاديث الناس في مجالسهم العامة والخاصة ومنفذاً سهلاً لانتقاد الجهات التعليمية وذريعة للهجوم السافر عليها ممن لم يجد قبولاً أو لم تفلح وساطات حتى لو كانت نسبة نجاحه لا تتجاوز الحد الأدنى للنجاح، وأصبح الجهاز التعليمي البريء يؤخذ أحياناً بجريرة (المذنب) ولا يؤخذ في الاعتبار - أحياناً - ذلك التفاوت الكبير في حالات التجاوز، فالأجهزة التعليمية ليست متماثلة في ذلك، فكما ان هناك جهات يتفق الكثيرون على ان الخلل فيها محدود جداً او ربما غير موجود، فإن هناك جهات اخرى تتكاثر الآراء المؤكدة لوجود الخلل فيها للحد المقلق، وعلى أي حال فطالما ان الخلل موجود وبشكل مزعج في بعض الأحيان وبعض الجهات، وما دام ان الخلل لا يزال حسب رأيي ينمو وتنمو أضراره، فإن المسألة تبقى في أمسِّ الحاجة لتضافر الجهود,,,, ولو افترضنا انه لن ينتج من تطبيق الخطوة المقترحة إلا إيقاف استفحال الحالة، لكان هذا في حد ذاته أمراً طيباً يبرر اتخاذ الخطوة ويشجع على الاستمرار فيها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved