Monday 4th October, 1999 G No. 9867جريدة الجزيرة الأثنين 24 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9867


دقات الثواني
النقل المدرسي

لا يعادل صداع القبول في الجامعات مع بداية كل عام إلا صداع النقل المدرسي في كل مراحله، فالآباء يعانون معاناة مشتركة، فمنهم من يبحث عن سائق، ومنهم من يتأخر عن الدوام، ومنهم من يخرج من عمله عند انصراف المدارس لياخذ أبناءه أو بناته، هذا إن كانت المدرسة قربية اما ان كانت بعيدة فالمعاناة مضاعفة.
نحن البلد الذي يذهب فيه كل طالب او طالبة بسيارة خاصة اي ان عدد الطلاب يساوي عدد السيارات إلا ما قلَّ، ونحن البلد الذي ترى فيه أرتالا من السائقين يقفون امام المدارس عند انصراف المدارس لتكتمل الثلاثية: الطالب والسائق والسيارة، ولو وجد نقل جماعي لركب كل 50 طالبا في سيارة واحدة بسائق واحد وسيكون سعوديا.
كثر الكلام عن النقل التعاوني ولكن مضت سنتان ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا لا من وزارة المواصلات ولديها وكالة للنقل، ولا من الجهات التعليمية التي عملت دراسات لم تظهر على عالم الواقع، اما شركة النقل الجماعي فقد ثبت انها عاجزة عن حل المشكلة، ولو كانت شركة غيرها يسّر الله لها هذا السوق لعملت ليل نهار لتحقيق المكاسب، فهناك مدن صغيرة في أوروبا فيها شركتان للنقل الداخلي، وبينهما من التنافس ما يخدم المستخدم.
لماذا يحرص الناس في أوروبا على ركوب النقل العام ولا يحرصون على النقل الخاص كما نفعل؟ ان السبب يعود الى يسر النقل هناك ليس في التوفير المادي فحسب بل في وفرة الوقت وسرعة الوصول، وعدم الحاجة الى موقف، ذلك ان النقل العام هناك يتوقف ويتحرك بالدقيقة ويصل في الوقت المحدد، اما النقل عندنا فلا يعرف له وقت للوقوف ولا للوصول.
ان السوق السعودية للنقل سوق رابحة وبخاصة في النقل المدرسي لو نظم الى نقل للجامعات، ونقل للمدارس داخل الأحياء، ونقل داخل المدينة له محطات رئيسة وفرعية، ونقل خاص للمجموعات، ونقل خارج المدن سواء بين المناطق، ام بين المدن الكبيرة والقرى المجاورة، ويبدو ان شركة النقل الجماعي عجزت عن الوصول لآلية ناجحة في النقل داخل المدن فركزت على النقل بين المدن او لخارج المملكة.
ان النقل الداخلي وبخاصة المدرسي -اصبح مشكلة تقلق كل الآباء والموظفات بوجه خاص ونتج عنها مشكلات مثل تكدّس السائقين بالآلاف، ويمكن ان يقوم بذلك عبر وسائط النقل العام السعوديون شريطة ان ينظم عن طريق شركات لا جهود فردية مبعثرة.
ان تنظيم النقل المدرسي مسؤولية عدة جهات لا جهة واحدة من أهمها الجهات التعليمية ووزارة المواصلات وشركة النقل الجماعي التي عليها مسؤولية وطنية قبل موضوع الربح والخسارة.
ونرجو ان نصل الى مرحلة ان يبحث الواصل الى المطار اول ما يصل عن خريطة النقل داخل كل مدينة.
د, عائض الردادي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved