* سقسقة:
ليس هناك مهنة سخيفة، بل أناس سخيفون
- حكمة عالمية -
***
نحن للأسف لا نؤمن باحترام جميع المهن وخصوصاً اليدوية، لكننا نتشدق بوجوب احترامها.
فنحن دوماً نمني أطفالنا الصغار بأن يصبحوا يوماً أطباء أو مهندسين,, وكأن المجتمعات تخلو من مهن أخرى، بيد أن المجتمع يحتاج إلى تعدد المهن واختلافها مهما اتخذ أفراده تصنيفا غير مرن لها.
كمثال عامل النظافة في عمله المحدد والذي يخلو من الإبداع يحتاج كأي مهنة إلى الدقة والإخلاص ويحتاج المجتمع كذلك إلى وجود العامل ومهنته ليحافظ على أساسيات الصحة البيئية لأفراده.
لكننا لا نعي ذلك بدليل وجود نساء يمارسن سياسة التعذيب والقمع للمستخدمات اللواتي يعملن لديهن على اعتبار أن الخادمة، جاءت من بيئة فقيرة وهي تعمل لأجل النقود، وهذا مبرر خاطىء حيث أن الخادمة تعتبر موظفة تتقاضى أجراً عما تقوم به من أعمال وليست كائنا خرافيا عليه أن يعمل كل شيء وأي شيء لأجل أن يحصل على المال,, مع أن ديننا يحثنا على حسن التعامل مع الخدم، وقد غضب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذات مرة من خادمه أنس رضي الله عنه، فقال له: (لولا القصاص لأوجعتك بهذا السواك), أو كما قال - عليه الصلاة والسلام - .
ليتنا نعلم أطفالنا احترام الخادمة والسائق واعتبارهما موظفين حتى لا نمارس الاستغلال في أبشع صوره أمام أطفالنا,, إننا مسؤولون عن تعليهم معنى احترام الإنسان لذاته، وأن العمل مهما كان ماهيته ما دام شريفاً فإنه يحقق نفعاً للفرد ومجتمعه.
إن الطفل الذي يشهد من خلال أسرته وسائل تعذيب الخادمة بالشتم أو الضرب أو منع النقود حقها عنها أو حرمانها من الأكل والشرب، لن نتوقع منه أن يعرف معنى الحقوق والواجبات، ولن يعرف معنى العدل لأنه شهد الظلم وكأنه عدل,, وأول السلبيات ما سينعكس على حياته وعلى عمله.
فلأجل الضمير الإنساني ولأجل أطفالنا الذين يلصق في أذهانهم جميع ما يرون من صور مسموعة أو مرئية، علينا أن نكف عن احتقار المهن اليدوية وعن ممارسة سياسة الاستغلال للمستخدمين في منازلنا,,!
ناهد باشطح