سؤال يطرح نفسه على ساحتنا الادبية الشعبية!!!
هل نستقبل القرن الجديد والعصر الجديد، ونحن على مشارف انطواء وتوديع القرن الحالي,, بشيء جديد يسهم في خدمة مسيرتنا وتفاعلنا مع هذا التراث والموروث المجيد!
هذا السؤال تبدو الاجابة عنه سهلة وميسورة وتتلخص في تناول واقع هذا التراث واحداثه السابقة والحاضرة، ومن ثم معالجة جوانب القصور والضمور التي اعترت بعض فتراته خاصة في الاونة الاخيرة عن طريق بعض مجلات العبث الشعبي.
ومن هذا المنطلق الذي يدعونا للبحث عن كيفية صياغة اعلام له القدرة على نقل وتفعيل وتنشيط هذا الادب والتراث لكي يواكب انطلاقة العصر الجديد او القرن الجديد والذي حتماً ستتسارع فيه وتيرة التحولات والتنافس بالعلم والفكر والثقافة والابداع.
فهل اعددنا انفسنا للتعامل مع بدايات وتطلعات ومعطيات واقع العصر الجديد يما يضمن ويحقق لنا مسيرة يكتسب النجاح فيها بريقاً حقيقياً غير مزيف وعابث متجاوزاً بريق وعبث المساحات المحدودة والمظللة بما هو غث وشاذ عن فطرة هذا التراث.
يا ترى هل ننطلق عبر هذه المسيرة بشيء من الابداع والوضوح في الرؤى والحوار الهادف البناء من خلال رسالة اعلامية صادقة لها القدرة على صياغة ذلك الموروث بحق وحقيقة لنقدمه لاجيالنا المتلاحقة نقياً وايجابياً وفاعلاً.
اننا متى قمنا بالمبادرة والاستفادة من اخطاء وتعثر المسيرة السابقة والتي نقلت وللاسف لجمهور المتلقين رسالة لا تمثل الهوية الاصيلة والاصلية لهذا التراث، استطعنا ان نتجاوز تلك الاخطاء مع تهميش دورها بالبحث عن دور يليق برسالة هذا الادب الذي يمثل هوية هذه الامة التي اصبحت عنصراً فاعلاً ومؤثراً على خارطة هذه الحياة,, ولاننا بلد رائد، فكم هي تطلعاتنا وطموحاتنا وآمالنا على ان تكون بداية هذا العصر بداية جديدة مثل شمس الشروق التي تسطع كل يوم بدفء جديد ليكون هذا التراث والموروث عبر الاجيال المتلاحقة امتداداً لواقع اكثر اشراقة ونضوجاً يملأ فضاءنا الرحب وارضنا الخصبة التي ترعرع ونشأ فيها هذا الموروث والذي نعتبره رسالة حية تعكس مدى اصالتنا وجذورنا في التاريخ.
ولكي نعمق الاتجاه الايجابي في نفوس اجيالنا لهذا التراث علينا ان نعمل على بناء ممارسة فعلية تنطلق من اعلام صادق وهادف يكون مناخه ارحب للفكر والابداع بعيداً عن الممارسات والاحتفالات والاستعراضات السابقة والتي يتبارى فيها المتبارون العابثون دون ان يكون هناك نتائج تذكر وتسجل لصالح مسيرة هذا التراث.
نعم نقول ذلك بعد ان ادركنا أن مسيرة هذا التراث في الاونة الاخيرة لم تخط خطوات فاعلة وواثقة تزيد من تنويره وتنشيطه,, حيث بقي الابداع فيه مهمشاً لا يعكس بجلاء استجابات ومطالبات الساحة والتي ظلت قدراتها في اظهار هذه الاستجابات محدودة ومحكومة في اطار مغلف بادعاءات عبث المجلات التي تدعي أنها تسعى لخدمة هذا التراث ولانها عجزت عن توصيل الفكر والممارسة الابداعية لجمهور المتلقين حيث يظهر ذلك جلياً لنا بقراءة شيء من انتاج وافراز هذه المجلات والتي نعجز ان نقدمها كنموذج مبدع يبرهن على صدق رسالتها ودورها على الساحة منذ انبثاق اول اصدار لها حتى آخر اصدار حيث ان طموح وهدف هذه المجلات لا يحقق طموحنا في ايجاد ما نحتاجه نحن وتستطيع توفيره هي مما جعل مساهمتها الفعلية مساهمة هامشية تخدم اصحابها ومن يتهافتون عليها فقط,.
وفي الختام هل لنا بدور اعلامي ناضج يجعل مساهمتنا فعلية في جسور التواصل الفكري والابداعي لهذا الموروث العظيم,, اننا ننتظر ذلك مع بداية عصرنا وقرننا الجديد فهل من مجيب؟
علي الحصوصة القحطاني
الرياض