*حتى مشاهير الشعراء لم يسلموا من عبث الجهلة!
* كتب المحرر:
في زمن ما قبل التدوين لم تشوه صورة تراثنا الشعبي لان وسيلة نقله هم الرواة ومكان عرضه هي مجالس السمر التي لا تخلو من وجود اكثر من ناقد,, وشاعر.
اما اليوم فقد بلغ السيل الزبى كما يقولون! حيث توفرت سبل النشر ووسائله.
فبدأت الاسواق تغص بالغث من الدواوين ومثله من الكتب التي تسمى كتب التراث الشعبي ويتولى اعدادها من لا يملك الا حب الشهرة والمال.
اما معرفة التراث فهي ابعد ما تكون عنه او هو ابعد ما يكون عنها.
فمثلاً احدهم يتجرأ على تشويه قصيدة رائعة للشاعر الكبير سليمان بن شريم عندما وضع لها من خياله الفارغ قصة فقال: سئل الشاعر سليمان بن شريم عن مكان جاء منه فقال:
ممطور امس وممسي ما وطي به واليوم شمس وفاح طيب على طيب |
والبيت الذي شوهه ذلك الجامع لم يكن له اي قصة بل جاء ضمن قصيدة غزلية للشاعر سليمان بن شريم رحمه الله منها:
ريحه كما ريح النفل في شعيبه في مربع علّه من الوسم تشعيب ممطورٍ امس وممسي ما وطى به واليوم شمس وفاح طيب على طيب |
ومثله كثير من شعرائنا تجنى عليهم جامعو الشعر لغرض التكسب فقط.
ففي كتاب واحد احصيت بمجرد تصفحه ما يزيد على ثلاثين خطأ اقل ما يقال عنها انها اخطاء فادحة!
فهي ما بين نسبة ابيات إلى غير اهلها او كذب و تقول على الشعراء لإيجاد قصص خيالية لتكون مناسبة لقول قصائدهم ومعظم جامعي تلك الدواوين نكرات لا يعرفهم احد,, ويختارون: اسماء لكتبهم تشد القارىء,, ولا تصل الى الصحافة لانهم يريدون التكسب بعيداً عن الاضواء.
لكننا سنقف مع عدد منها لايضاح حقيقتها للقارىء,, بالنصوص وارقام الصفحات واسماء الكتب وجامعيها في عدد قادم ان شاء الله.