Sunday 3rd October, 1999 G No. 9866جريدة الجزيرة الأحد 23 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9866


جزين بعد انتهاء الاحتلال تكذب توقعات دعاة الحرب

* جزين- لبنان- سلطان سليمان- رويترز
بعد ثلاثة اشهر من خروج قوات تدعمها اسرائيل من هذا الجيب بجنوب لبنان لم تتحقق آراء كانت تزعم بأنه سيصبح الخط الامامي في الحرب لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
المنطقة هادئة جدا حيث تفرض السلطات اللبنانية قيودا على دخولها وافراد الميليشيات لم يعودوا يحضرون لانفاق رواتبهم لدرجة ان السكان باتوا اسوأ حالا اقتصاديا.
عندما هربت ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التي دربتها ومولتها اسرائيل من جيب جزين في يونيو حزيران سادت توقعات سيئة لسكانه الذين طالت معاناتهم لسنوات في القتال بين الميليشيا والمقاتلين لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
ثارت مخاوف من تعرض السكان لانتقام المقاتلين من عائلات جنود جيش لبنان الجنوبي والخطر المستمر من محاربين يستخدمون الجيب كقاعدة لشن هجمات على المواقع الاسرائيلية في الجنوب مما يسبب رد فعل انتقامي من اسرائيل او الميليشيا المتحالفة معها.
ولم يتحقق اي من هذه التوقعات.
قالت شخصية بارزة في المنطقة طلبت عدم ذكر اسمها رغم ان الجيش اللبناني وقوات الامن الرسمية لم تدخل جزين بعد انسحاب جيش لبنان الجنوبي فاننا لم نواجه اية مشاكل .
لم تقع حوادث انتقام ضد عائلات افراد جيش لبنان الجنوبي بفضل ترتيبات امنية للجيش اللبناني, ولكن السؤال لماذا اجلت اسرائيل والميليشيا القيام بأعمال عسكرية في المنطقة .
وتابع الرجل الذي يلعب دورا رئيسيا في الحياة اليومية للمنطقة ان انطوان لحد قائد الميليشيا امر رجاله بعدم القيام باي نشاط عسكري في جزين.
واضاف قائلا ونظرا لان حزب الله واسرائيل لا يقومان بأي اعمال عسكرية في المنطقة نستطيع القول انه مثال جيد لانسحابات مماثلة من الجنوب .
وسبب هذا الهدوء غير واضح رغم انه يحدث بينما تناقش اسرائيل وسوريا التي تدعم المحاربين اللبنانيين استئناف محادثات السلام بينهما التي توقفت قبل ثلاث سنوات.
تعهد رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول منتصف العام القادم وانهاء وجود بالمنطقة استمر 21 عاما, وبينما ترفض سوريا دعوة كل من اسرائيل والولايات المتحدة بوقف هجوم المقاتلين ضد الاحتلال فان اسرائيل قد ترى في تقلص هذه الاعمال مؤشرا لبناء الثقة.
بدأ وجود اسرائيل في جنوب لبنان في 1978 وفي عام 1985 اقامت منطقة امنية هناك عمقها 18 كيلو مترا قالت انها ضرورية لمنع هجمات محتملة عبر الحدود, وتواصل وسائل الاعلام اللبنانية التنبؤ بمزيد من انسحاب اسرائيل.
ولكن اسرائيل لا تريد محاكاة جيش لبنان الجنوبي في انسحابه المهين في يونيو حزيران عندما تقهقر من جيب جزين ومساحته 100 كيلو متر مربع هربا من نيران مقاتلي حزب الله المستمرة.
وفي داخل جزين حلت المعاناة الاقتصادية محل كابوس سابق تمثل في عمليات تفجير على الطرق.
قالت امرأة من عشيرة رزق انني سعيدة جدا لاننا نتمتع بالسلام.
ولكنني اخشى ان الموت من قنابل الطرق قد يحل محله الموت جوعا.
فقدت اكثر من 300 عائلة اعضاءها في القتال وحرمت اكثر من 200 اسرة من عائلها بالاستسلام للحكومة و 200 اسرة اخرى فر عائلها من المنطقة .
اعتقل لبنان وهو رسميا في حالة حرب مع اسرائيل افراد جيش لبنان الجنوبي السابقين الذين استسلموا عند تقهقر هذه الميليشيا, ورغم ان الاحكام التي صدرت ضدهم ابعد ما تكون عن الاعدام فان سجنهم سبب معاناة لاسرهم.
قالت امرأة حكم على زوجها بالسجن لمدة عامين لادانته بالتعامل مع العدو انها عاجزة عن اطعام اطفالها الخمسة.
قالت باكية ماذا تريد الحكومة منا, ليس لدينا شىء سوي بيع اجسامنا ولكن لا يوجد رجال لشرائها .
وبينما فرضت الحكومة قيودا على دخول جزين لتجنب انتقام المحاربين من عائلات جيش لبنان الجنوبي فان هذا الاجراء ادى الى حرمان المنطقة من اي دخل سياسي يعوض فقدان ما كان ينفقه افراد هذه الميليشيا.
قال صاحب متجر في جزين اعتاد افراد ميليشيا جيش لبنان الجنوبي انفاق رواتبهم في المنطقة, توقف هذا ولم تقدم الحكومة بديلا .
وفيما يتعلق برجال الميليشيا الذين هربوا جنوبا الى مقر قيادتهم في بلدة مرجعيون اللبنانية التي تحتلها اسرائيل رفض قادة التعليق على فرارهم, ولكن لا يبدو انهم كانوا موضع ترحيب.
قال رجل اعمال في قرية قلية بالقرب من مرجعيون متذمرا لم نستطع ان نحبهم, اغلبهم مدمنون للمخدرات يقترضون ولا يردون,
بعضهم هاجر الى دول غربية والبعض الاخر يسعى حثيثا للحصول على تأشيرة هجرة .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved