هل استمتعت بتمرين الاسترخاء الذي اعطيتك إياه في الاسبوع الماضي؟
او على الاقل هل تألمت؟
لا تضحك من السؤال فالالم كما ذكرت سابقا يدل على ان الدواء قد لسع الجرح.
ان كنت قد فعلت فتعال معي لانني اريد ان ادخل بك عمقا حتى جراح الطفولة, وسيكون الاسترخاء هوالبنج الذي يساعدنا على قص جذور المشكلة التي قد تكون الضعف او الشعور بالدونية او العدوانية او سرعة الغضب او القلق من مواجهة الناس.
ولقد اتصل بي الكثيرون يريدون استعجال حلقة العلاج ويتوقعون انتهاءها اليوم, والى هؤلاء اعتذر, فلكي اغطي بما هو لازم سوف تستمر حتى الاسبوع القادم, وماعليك الا ان تؤجل التطبيق حتى تكتمل, حينها سوف تقرأ التعليمات مرتين قبل ان تطبقها, هذا وسأقوم اليوم بعلاج حالة تعاني من القلق والاضطراب عند مقابلة الناس خصوصا من هم اكبر شأنا منها, وهي في حالة خوف دائم من ان تخطىء او تتلعثم فينتقدها الناس.
طبق التعليمات كما هي ان كنت تعاني من القلق الاجتماعي, او اختر موقفاً يثير مشكلتك الخاصةمثل سرعة الغضب او الغيرة المرضية مثلا .
اراني اطلت؟ انت على حق لذا سأبدأ حالا:
اولا: استرخ في مكانك المفضل بعيدا عن الناس متبعا الطريقة التي تعلمتها في الاسبوع الماضي.
ثانيا: بعد ان تصل الى مرحلة عميقة من الاسترخاء, اريدك ان تتخيل موقفا سابقا تجلت فيه مشكلتك التي تريد ان تتخلص منهامثال: يوم الخميس الماضي حين ذهبت للتهنئه في عرس فشعرت بالحرج من وجود الكثير من الناس وخرجت بسرعة متأثرا بذلك
ثالثا: تخيل الموقف بالتفصيل منذ مغادرتك بيتك متجها الى مكان العرس, تخيل نفسك وانت متجه الى المكان, استخدم كل حواسك لكي تعطي للامر قوة وحقيقية فأنت ترى وتشم وتسمع وانت في طريقك الى المكان قف عند احاسيسك وتفحصها, استشعر الحرج يرتفع فيك كما عشته يوم الخميس الماضيان كانت مشكلتك الغضب السريع او الغيرة مثلا فاختصر هذه الخطوة وانتقل الى رابعا حيث ستجد نفسك في الموقف .
رابعا: الآن دخلت المكان: ونجاح العلاج يتوقف على مدى قوة احساسك بأنك هناك فعلا ولكي تبلغ ذلك انظر الى الجدران والاثاث في خيالك ثم صفه لنفسكوهذا يجعلك تعيش اللحظة بعمق ماشكله؟ ومن استقبلك فعلا عند الباب؟
اسمح لنفسك بأن تدخل اعمق الى الموقف وكأنك ممثل جيد وتحسس مشاعرك, خذ وقتك واسمح لها ان تطفو على السطح, ان احسست بالتوتر والخوف وانت تتخيل وجودك مع الناس فهذا يعني انك اجدت التجربة, اسمح للقلق والرهبة ان ترتفع بك وانت تتخيل نفسك تسلّم على الناس, هذا ما يخص تجربة القلق, اما من كانت لديه تجربة محزنة فسيجد نفسه على وشك البكاء, فاسمح لنفسك بما لم تسمح لها به في وقتها، ابك.
والآن ورغم اني قد وصلت في المسرحية الى قمتها الا انني مضطرة ان اغادر فبقية الحكاية دقيقة جدا وتحتاج الى صفحة اخرى.
تحذير: لا تبدأ بالتطبيق حتى تكتمل لديك الحلقتان, لا تستعجل مواجهة الآلام قبل ان اخبرك ماذا تفعل معها, ولا تفعل ما فعله بطل نكتة قديمة حين قرأ في مجلة كيف تقود طائرة خاصة فما كان منه الا أن اشترى طائرة؟؟ واتبع التعليماتاسحب، ارفع، ادعس,, ولكنه ارتعب حين ارتفع اعلى من الجبال فعاد الى المجلة مذعورا ليقرأ: اما طريقة النزول عزيزي القارئ ففي العدد القادم.