إنها التاسعة - صباحاً - مطار أوكلاهوما سيتي كالشجر النائم، وأهلها على عجلة من أمرهم,,، يلوكون الطعام والكلام,, والخطوات، جانبياً: حاولت أن أقبض على اللهجة، ولكن أين من المشتاق عنقاء مغرب - كما يقول شيخنا المتنبي!!
فرشت الأماني على مدرج المطار، وأضأت شفتي بكلام إنجليزي ركيك,,، وأخذت انتهب الخطى نحو نهاية الممر، وإذا بصوت أنثوي خافت، ينادي مستر أهمد,,، إنها سيدة من قبل المدرسة تنتظرني، أخذت أبادلها السلام بمثله، وفوراً انطلقت بي إلى حيث السكن!!
عائلة ويد,, هنا السكن، قالت لي، وولت الدبر، فهي موظفة في المعهد، وتحترم ]العمل[!!
أخذت مكاني، واقتطعت من نهاري فسحة بيضاء، لتشنيف الأذن ووزن الكلام، ومراعاة فوارق العادات والتقاليد والطعام ]والشراب[.
لم تمض إلا سبع ليالٍ وإذا بالتلميذ قد اتجه إلى حيث يسير الناس صباحاً، ويعودون مساءً،!!
أحمل في ذاكرتي موجعا شعرياً عريضاً، وأردد في قراءة صامتة قول سلفنا الشعري:
كل من في الوجود يطلب صيداً غير أن الشباك مختلفات |
مع هذا نلوم الذين يركضون خلف (زينة الحياة الدنيا) ونعتب على من لم ينس نصيبه من الدنيا!!
ليس في الحقيبة ما يوحي بالجهد والاجتهاد، فأنت تعيش البون الطويل بين المدرسة والشارع - حتى هنا - تعاني من هذه الواقعة!!
كانت حالات النفس تمور بين اليأس وافتعال المتعة، كنت أفرك وجهي قائلاً:
وماذا يبتغي (السعداء) مني وقد جاورت حد (الضاحكين)!! |
كل الناس - هنا - ينطلقون إلى (صيدهم) كالطيور تغدو خماصا، وتعود بطاناً.
في قاعات الدرس تأخذ المعلومات بالتدفق، وصوت المعلم أو المعلمة يمور باللغة التي يفهم منها القليل، ويفر منها الكثير، ولك ان تعطي نفسك فرصة (القبض) على ما تريد!!
يهجم الشعر على النفس بفتنته، وفتونه، وهذا هو العربي، لا يترك الشعر حتى تترك الإبل الحنين إلى أوطانها,.
الشعر في أوكلاهوما له مذاق الزنجبيل، ورائحة وادي فاطمة، ولون جبال التوباد، ويا جبل التوباد حياك الحيا!!