* في تلك اللحظة ، نفضت كل اوراقي القديمة، قلت اريد ان اكون جديداً في كل شيء، وبدأت أقرأ في أوراق وذكريات كُتبت منذ أكثر من عشر سنوات عن تفاصيل أبعد من تلك السنوات، كانت الكتابة أشبه ماتكون سردية، وفي بعض الأحيان تتوقف عن هذا الخط الجاري، لتكون أخباراً وأرقاماً، ثم تعود الى خطها السردي، ولاحظت أنني احياناً أقرأ مايشبه القصص القصيرة جداً، التي لاتتّبع أسلوباً واضحاً في الكتابة، استمتعت بالقصص كثيراً، إذ أعادتني الى الكثير من التفاصيل الصغيرة (الحلوة) التي بدأت أنساها، لكني مع ذلك ، لا أعرف لماذا كنت قد أضمرت رغبة جادة في التخلص نهائياً من هذه الذكريات الصديقة، مع الاحتفاظ، فقط، ببعض الأرقام او التواريخ الهامة، أما تلك الحكايات أو القصص القصيرة فقد رأيت أنه آن الأوان لوداعها الوداع الأخير، فهي في النهاية مجرد ذكريات، وموسومة في الذاكرة أيضاً، لكن بدون تفاصيلها ,,,.
* في احدى الصفحات وجدت هذا العنوان (حنين)، ثم قرأت:
(في الصباح المبكر، في أول أيام نجم سهيل، الذي يوشك ان يكون بارداً، في لحظة غارقة تأملاً وهدوءاً وذهولاً، قلت لنفسي سوف أزوره، هذا الوقت الحالم يليق به، وهذه السماء الغائمة تليق بالحالة، لقد عاهدت نفسي منذ زمن طويل بأن أزوره ولم أفعل، وها أنا ذا أواجه نفسي بهذه الرغبة العتيقة، سوف ألقاه أخيراً، سوف أذهب اليه مشياً على الأقدام، أعبر مدينة الرياض شارعاً فشارعاً وحارة ثم حارة حتى أصل إلى مضارب الأهل والأجداد والأصدقاء القدماء، وحين أشم رائحته (اضرب) خيمتي هناك، لن أنحني او أبكي في حضرته، فقط سوف اسرد عليه بعض الحكايا التي لم يحضرها,,, .
توقف النص هنا ولا أعرف لماذا توقف، ولا أعرف ايضاً لماذا لم أعد إليه كل هذه السنوات,,,!
* وفي مكان آخر كان العنوان:
( هذه اللوحة,,مثلاً),.
لوحة لاتعرف مرور الوقت
ألوانها لون من كل لون.
بلا ضوء،
ربما لصباح،
أو ربما لغروب،
لكن هناك ظلال على بعض الموجودات،
ظلال على وجوه،
ظلال على حوائط،
ظلال على,, افكار!!
التوقيع: فهد العتيق - 92
* ظلال على أفكار,.
أعجبتني الفكرة وأعجبتني اللوحة، وقد أكملها.
ولهذا قررت الاحتفاظ ببعض هذه الاوراق القديمة الجديدة، فمازالت، على الأقل، الظلال نائمة على الافكار الى يومنا هذا.
* لليوميات بقية وللأوراق أثر.