Sunday 3rd October, 1999 G No. 9866جريدة الجزيرة الأحد 23 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9866


ضوء
عبدالعزيز الصقعبي

اجتمع وزراء الخارجية العرب في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لاتخاذ موقف موحد تجاه قيام شركة والت ديزني بإقامة معرض لإسرائيل تحت شعار (القدس عاصمة أبدية لإسرائيل),, هذا شيء رائع ونحن نتفق على ذلك جميعاً.
وهنا سأسأل,, ماذا ستعمل إسرائيل بعد ذلك,, هل ستتعهد بعدم رفع الشعار أو طلب رفعه مرة أخرى في أماكن أخرى وأزمنة متفاوتة,, لو تابعنا المناسبات الثقافية والسياسية لوجدنا مشروع إسرائيل مستمر وقائم على مستوى متعدد الأصعدة,, فهي تمارس لعبة الشطرنج مع العرب,, ومن المستحيل طبعا قفل كل المنافذ لتصل إلى هدفها، وليس ببعيد مشاركة الفريق الإسرائيلي في دولة قطر,, إن مجرد رفع علم إسرائيل في مكان ما في الجزيرة العربية يعد انتصاراً,, والأمثلة كثيرة غيرها، ولكن هنا وبصفتي أحد المنتسبين لعالم المكتبات والمعلومات سأتحدث عن مشروع إسرائيلي جديد وخطير أيضاً,, هذا المشروع حين يحدث حتما ستنال إسرائيل وثيقة موقع عليها من قبل جميع دول العالم وحتما معهم فرق التطبيع العربية ، هذه الوثيقة تؤكد بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، كيف يكون ذلك؟ اعتقد أن الاجابة ليست صعبة عندما نعلم أن هذا المشروع هو إقامة المؤتمر السادس والستين لاتحاد المكتبات ومراكز المعلومات في العالم (IFLA) في القدس عام 2000م، وتحديداً في الفترة من 13 إلى 18 أغسطس عام 2000م، سنعرف حتما مقدار خطورة الأمر إذا علمنا أن المؤتمر الخامس والستين الذي عقد في بانكوك تايلند حضره أكثر من ثلاثة آلاف رجل وامرأة ممن لهم علاقة بمجال المكتبات ومراكز المعلومات هؤلاء يمثلون أغلب دول العالم، وقد بدأت إسرائيل في التحضير لهذا المؤتمر منذ سنوات وقد طرحت محاور المؤتمر عبر صفحات الشبكة العنكبوتية ولم ينس القائمون على المكتبات أن يتحدثوا قليلا عن مدى التطور الذي تشهده - للأسف - إسرائيل، أنا لا أشك مطلقا أن هناك محاولات قد قامت بها بعض الدول العربية والإسلامية لتغيير مكان انعقاد المؤتمر ولكن وبعد انتهاء المؤتمر الذي أقيم في بانكوك دون صدور قرار يوحي بذلك يؤكد بأن المؤتمر السادس والستين الذي سيكون العام المقبل سيكون حتما في القدس، ما الذي ستتخذه كل دولة إسلامية أو عربية تقف في وجه التطبيع وتؤمن بان القدس مدينة إسلامية أولاً ويجب أن تكون عاصمة لدولة فلسطين، ربما من أبسط الأمور عدم المشاركة في المؤتمر وهذا جيد، ولكن يبدو لي أن الأمر يحتاج إلى أكثر من ذلك فالأمر أكبر من رفع شعار بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل كما كان مقررا أن يحدث في المعرض الذي أقامته شركة والت ديزني الأمر هو كسب اعتراف من أغلب دول العالم بأن القدس فعلا عاصمة أبدية لإسرائيل، وماذا بعد؟ الكلمة حتما ليست لنا فمن يتبنى هذه القضية؟
E-mail: aalsagabi* suhuf .net. sa

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved