على ضفاف الواقع الآن الحقيقة,, شيء ثقيل!!! غادة عبدالله الخضير |
الملامح التي حولك,, التي تعرفها,, تقول لك,, إن الحياة جميلة,, فقط ان لا نيأس,, ونثق بالله كثيرا.
والملامح التي يكون وجودها أحيانا هو جحيمك,, قد تكون هي ذاتها أحيانا مصدر سعادتك المد,, الجزر.
تطالبك,, أحيانا أن تبتسم,, وتعيش الحياة,, لأنك مصدر الجمال في عالمها!!
تبتسم,, فقد خُلق (وجهك) ليكون مرآة للآخرين, يرون فيه أن القادم أجمل,, وأن الحياة معك لها طعم مختلف!!
تطالب تلك المرآة أن تكون لامعة,, تخترقها روح الحياة,, وضحكات الدلال واحتواء لا ينتهي لكل الوجوه, التي تأتي متعثرة,, متجهمة,, صفراء نسي شعرها جمال الضفائر وترتيبها,, تنظر إليك بقوة,, تطالبك بألا ترمش عيناك,, تريد أن ترى الأشياء تعود لنصابها,, ملامح لدقائق مع مرآتك,, تجمع نفسها,, تصلح من هيئتها,, تبتسم لك,, وترحل!!!
لكن المرآة تبقى,, عاجزة عن النظر إلى نفسها,, تبقى فقط بين انعكاسات مرايا الداخل,, هذا كان!!
هذا حدث!!
لو أن!!
ماذا لو!!
مرآة,, لا تلجأ لمرايا من حولها,, ربما لأنها تعلمت,, أن كل المرايا تشكو وان كانت مزينة بالصمت والصبر,, والاستماع,, وتقديم الحلول,, تلك الوجوه تلجأ لمرآتك,, تنشد مقدارا من السعادة,, لكن أنت هل تملك القوة الكافية التي تساوي مقدار ما يطلبونه من السعادة؟!!
بالتأكيد لا.
إن كمية التحمل,, والقوة التي تملك قد تحول إلى حالة من النفور من كل شيء,, والتذمر على كل شيء,, لحظتها تلك الوجوه تواجهك بحقيقة ساكنة وجهة نظرها,.
لقد تغيرت,.
لقد تغيرت,, وهنا تكمن المشكلة!!
فما معنى أنك تغيرت في نظر الآخرين؟؟!
معناه أن مرآتك أصبحت ذات شرخ عظيم,, أذن ثمة خدش يحدث في وجوههم,,!!
أين الذات التي كانت تجوب ديارك ليل نهار,, من سرقها؟,, من أحدث خدشا فيها!!
الذات,, الرؤية الأكثر ظلماً,, وظلاماً,!!
إذ أنت عندما تعيش - في تفكيرهم - في حدود تلك الذات, فإنك يجب أن تتصف بكل ما هو حسن,, تستقبل ملامحهم,, لتنظر في مرآتك المبتسمة متى شاء لهم ذلك,.
ان تصبح ذاتك ملجمة بتلك الصفة,, معناه أن لا فرار من إصرارهم الدائم,, على أن يبقى وجهك هو المقياس لكل الأمور الجيدة!!
لن نقول,, ماذا لو ظهر وجهك الشيطان؟!
لنتحدث عن ما هو أخف من ذلك,, ماذا لو ظهر وجهك الطبيعي,, وجه الإنسان فيك,, الذي قبضته بين هذا وذلك؟!!
لحظتها ماذا تتوقع ردة فعل من حولك؟!
المشكلة,.
اعتقادنا أن للإنسان وجه واحد لا غير نعتاد عليه,, نألفه ومن ثم يدخل نطاق الثبات,, وهذا خطأ كبير,, وظالم!!
الإنسان كائن يناقض نفسه بنفسه,, وذلك التناقض في جوهره ما هو إلا,, صور متعددة لوجوه هي له,, لكن من حوله,, أعتادوا على الوجه الواحد وربما البعض يختار الوجه الأكثر ملاءمة له!!
والتوقع مشكلة أخرى,.
الأكثر يتوقع أنه عندما يتقابل (س) و(ص) فإنه يجب على (س) أن يظهر الوجه رقم (1) ل(ص), ذلك لأنه يتناسب معه,, لكن (س) قد يحدث أن تسقط الأرقام لديه فيظهر ل(ص) الوجه رقم (5) والذي قد يناسب (ع) لا غيره,, ماذا سيكون نوع التوقع اللاحق الذي سيصدر عن (ص),,!!
إذن,.
أن نفهم من حولنا,, ونحمل قدرا من التوقعات والادراك المسبق.
إن الذات ,, ضلالة كبرى,,, تقلص حدود الإنسان فينا وأن توقع وجودها داخلنا ظلم للنفس,, وأن يتوقع من حولنا أن تلك الذات هي كل ذواتنا, فهذه كارثة!!
والحقيقة,, تكمن في من نحن؟! لا فيما يرغب الآخرون أن نكون!!
والحقيقة ثقيلة عندما نكون نحن؟! ذلك لأنها لا تناسب من حولنا خاصة إذ ما عودناهم على أننا نتأرجح بين ما يرغبونه,, وما نرغبه!!
إذن,.
الخطوة القادمة,,, أكشف عن نفسك,, أعد قراءة ملامح كل ذات تسكن داخلك,, إن الانسان يرتقي بذاته عندما يعرفها,, وربما بذلك يستطيع,, أن يتعامل مع من حوله!!
** وتر,, لفاروق جويد:-
تمنيت أن أعود
كما كنت برىء السمات,,.
تشردت في الأرض بين الليالي,,.
فأصبحت أحمل,,, كل الصفات,,.
شباب,, وحزن,,.
رماد,, ونار,,.
وطير يغني,, بلا أغنيات,,.
أداوي الجراح,,.
بقلب جريح,,,أمني القلوب,.
بلا أمنيات!!
|
|
|