توطئة:
قالت لي: قيودك وحدودك التي آليت ألا تحيدي عنها أراك مذ وضعتها خرقتها، ثم كتبت أخرى فخرقتها، ولأني اليوم مقبلة على انتهاك جديد أقول موضحة: أني ما استننتها إلا لأخالفها وما وضعتها إلا لأدعها ولأضعها.
إذاً فاليوم موعد لانتهاك جديد أحكيه عني أبرره؟ فقد قال أستاذي الأول لا تكتبي إلا فيما تعرفين، وقد والله - منذ وعيت قوله - تلفت فوجدتني ما أعرف إلاي ولا حتى أعرفني كما يجب فقررت أن أحكي عما أعرف وإن قليلاً حذر أن أتحذلق فيما لا أعرف.
في تفسيرها لعلم قديم قالت أمي الروحية: روحك - يا أمل - مختطفة بالبكاء، رددت معترضة: البكاء أبعد الصفات شبهاً بي!!
وأنا لا أكاد أبكي.
بنبرة حزينة وأحزنتني أكدت: البكاء - هنا - حزن.
صديقتي الأعز قالت مرة متعجبة: أستقرىء، حياتك فأرى السعادة طابعها المميز وأقرأ ما تكتبين فلا أجد شيئاً من ذاك!!
أفمن علاقة بين الكتابة والاكتئاب؟ أحين تخرجين لسان الكاتب يطلع من ذات القمقم قلبه المجلل شجى.
قلت: ما أعرفه عني أن لدي قناعة غبية تجبرني على الاحتفاء بالألم قناعة تجعلني إن سررت أحزن وإن حزنت انتشي فرحاً.
أفكاري ال,,,, تصور لي أن أغزر لحظاتي سفاءً هي لحظات ما بعد الوجع.
يؤلمني خاطر أو حادث فتمطر سحائبي أحرفاً ألقى لها في نفسي طعماً مختلفا ألتذ به، لذا أجدني أيمم صوب الحزن روحي إن أردت كتابة أجمل فتمنعت.
وأريد أن أغير قناعتي ذي ومتعلقاتها فقد - والله - أرهقتني مرات أقول ربما أكون فقط ما اكتشفت حتى الآن اللحظات الأخرى (لحظات السعادة، الرضا,,) كلحظات منتجة قد تهبني هي بعد المداد الحلو ذاته دون آثاره المتعبة, ومرات أخرى أقول لا فائدة من المحاولة فأمي قالت قبلاً إن روحي مختطفة بالبكاء.
|