Sunday 3rd October, 1999 G No. 9866جريدة الجزيرة الأحد 23 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9866


القصيدةُ حوريّةُ الغيب
شعر: جاسم محمد الصحيح

أُحِس بدمعي يفيض إلى داخلي
وفؤادي يُراوِدُهُ النبضُ نحو الوراء
إذن,, فالقصيدةُ جاءت تغازلني
في عيونِ المساء
وهذا هو الغيبُ يفتح أبوابهُ
دون حوريةٍ راودتها الرغائبُ
فانزلقت في سديم الفضاء
على قدمين اثيريتين
تجيءُ القصيدةُ في لعنة الطريد
حورية تنتشي كبرياء
تُجسد منها الرغائبُ
بلورة من ضياء
وتسحب اذيال محنتها الأزلية
شفافة كالبكاء
مراوغة مثل أجنحةٍ
تتمايس فوق حرير الهواء
تجيء القصيدةُ في ركب رحالة تائهين
أضاعوا الطريق إلى لُغز هذا الوجود/ الفناء
***
أشد بجفني على ما تبقى من الليل فيه,.
وأحمل نومي على جسدي طازجا مثلما الاشتهاء
ويجري دمي ماخراً ظلمات الهزيع الأخير
إلى ساحل الانتشاء
هناك أطوقُ رأسي بطوق المرارة في آخرِ الكأسِ,.
يتحدُ البُن والصمتُ فوق شفاهي
وأدخل في وحدة المتناقض
حيث انفصالي اتحاد وحيث انتهائي ابتداء
***
هنا مكتبي لفَّ جدرانهُ كالثعابين حولي
وعلّقَ في سقفِه كل خاطرة
هبطت من مدارجها في أعالي الغموضِ,.
فيا سقفُ,, يا سقفُ,.
هل ثم جمركةٌ للخواطرِ؟!
إن الخواطر فوق المبيع وفوق الشراء
***
لِمن أنتمي في ظلال القصيدة؟!
إن القصيدةَ لا تعرف الانتماء
أطلُّ على الكون منحنياً
تحت قنطرتي حاجبي,.
تُطالعُهُ منهما قصةُ الأشقياء
وأنا داخل الانحناء
أنوءُ بِجُمجمةٍ في مخاضٍ جنيّ,.
وأُسند آلام هذا المخاض
بطاولة وهنَ العظمُ منها,.
فضاقت بحمل المعاناة حد الضنى
وقوادمُها فقست خيبة وانكفاء
أرى الكائنات تُهاجر نحوي
وتأخذ في شكلها شكل قلبي,.
وقلبي مُلقى بطاحونة الحزن سُنبلة من شقاء
أرى أمة الطير تلتف حولي ,,ولكن بلا ببغاء
أرى الشوق يبحث في داخلي
عن سواعد تحضن حورية الغيبِ
في مهرجان الجلاء
لعلي أطل على صورة للقصيدة,.
أجلو ملامحها الغامضات
وأسقط عن هامة اللغز قبعة الاختفاء
وأمضي أقشر في داخلي الكائنات,.
أقشرها عبر تطهير ذاتي
واسهر حول اللباب المشع الى مطلع الفجر
حيث تكون القصيدة اغفت على ورقي,.
واستفاقت على مقلتي، السماء
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved