بسبب تردي أحواله المادية ورغبة منه في الاقتصاد والتوفير لماهو اهم اضطر جارنا العزيز ابو علي الى نقل ابنه الاصغر دنقور من مدرسته الاهلية التي كان ينعم فيها برغد العيش وراحة البال الى مدرسة حكومية,, وجاء قراره المفاجىء رغم توسلات ام دنقور الزوجة الصغرى الغالية في ان يبقى ابنها معززاً مكرما مدللاً في مدرسته الخاصة التي قضى فيها ثلاث سنوات,, ولكن (ابو علي) كان شجاعا هذه المرةوحسم الامور دون استشارة او رضوخ كالعادة لمطالب العزيزة الغالية.
**المهم ان الاحوال تبدلت والاوضاع تغيرت على دنقور الصغير وأولها اته عاد في ثاني يوم من ايام الدراسة من مدرسته الجديدة باكيا وشاكيا احد مدرسيه الذي ضربه بدون رحمة حتى انتفخ احد اصابعه ليستمر بكاؤه لعدة ساعات وليتكرر البكاء كل صباح حينما يحين موعد الذهاب الى المدرسة مقروناً برفض المغادرة من المنزل خوفاً من تعرضه للضرب مرة اخرى ولم يكف عن البكاء ويوافق على الذهاب بنفس راضية الا بصحبة والده (ابوعلي) الذي رافق ابنه الى المدرسة شايل سيفه بعد ان نجحت ام دنقور في تأليبه على المدرس المعتدي رغبة منها في الثأر ورد الاعتبار.
وفي يوم آخر جاء دنقور من المدرسة ولون وجهه قد تغير من حرارة الشمس ولهيبها واختفى البياض والنضارة المعهودة فيه,, والسبب ان السائق قد تاخر بسبب ظرف طارىء عن المدرسة للعودة بدنقور الذي ظل ينتظر تحت حرارة الشمس الحارقة خارج المدرسة المغلقة الابواب,, وهذا عكس ماكان عليه دنقور في المدرسة الاهلية والتي سمح له ولزملائه بالبقاء داخلها وسط ساحات مضللة وغرف مكيفة وتظل مفتوحة الى ان يغادر آخر طلابها.
**وغير هذا فقد كثرت شكاوي دنقور لأمه من اوضاعه المتردية في المدرسة فهو كما يشكو ويقول لايجد ماء بارداً للشرب ولايفهم او يسمع مايقوله المدرس فهو قابع في الصفوف الخلفية من الفصل الذي يضم في داخله فوق طاقته ، وطاقة المدرس من الطلاب مما جعل المكيف الموجود فيه لاينفع ولايفيد.
ووسط هذه الاوضاع المزعجة والحال البائس لطفلها الصغير ألحت ام دنقور على زوجها باعادته الى مدرسته القديمة,, فوعدها بعد ان ازعجه إلحاحها وتكرار طلبها الى ان يعيده الى مدرسته القديمة ولكن في الفصل الثاني بعد ان يخوض التجربة المرة كاملة في الفصل الاول.
وكان الله في عونه وعون من يعاني مثل معاناته.
خالد الدلاك