آخر النكت السياسية طلب اسرائيل توسط الرئيس الامريكي كلنتون بينها وبين سوريا لحث دمشق على استئناف المفاوضات!!
والفكاهة في الموقف الاسرائيلي هذا تجعل المرء يحتار هل يتندر على اليهود،ام يجد في الأمر تنويعاً في الاساليب الاسرائيلية لابتزاز الاطراف العربية؟!، فبعد ان حصلوا على اكثر مما كانوا يحلمون به من الاراضي الفلسطينية بفضل اتفاقيات اوسلو وتوابعها بدأوا يسعون الى تكرار ما فعلوه مع الفلسطينيين في مفاوضاتهم القادمة مع السوريين واللبنانيين.
ومثلما ساعدهم الامريكيون في تجريع فلسطين طعم اوسلو وتوابعها من اتفاقيات لم تعد للفلسطينيين سوى 40% من نصف وطنهم فإنهم يريدون ان يكرروا التجربة مع السوريين واللبنانيين بأن يوسطوا رئيس امريكا لايقاع السوريين في الفخ,,!!
ولكن على مين ,,؟
فالسوريون يعرفون الاسرائيليين كما يجب ان يعرف كل عربي مسلم، وان نسي الفلسطينيون فكر اليهود، فإن السوريين لايعرفون في كل لقاءاتهم مع الامريكيين وغيرهم من وسطاء الخير,,!! لا يعرفون سوى كلمة واحدة الانسحاب من الجولان وجنوب لبنان.
وبما ان السوريين ليسوا في وضع كالذي وصل اليه الفلسطينيون لاسباب عديدة - تحتاج الى مؤلف وكتاب وليس زاوية صغيرة المساحة - فان سوريا ليست في عجلة من امرها ، فالارض مهما طال زمن الاحتلال وزادت مستوطنات اليهود فوق هضبة الجولان فانها حتما ستعود وخصوصا اذا بقي الموقف السوري صامداً وصلباً, وقد أثبتت السنون الماضية أن السوريين صامدون ولا يمكن ان يغير موقفهم توسط كلنتون أو غيره وانهم لايمكن ان يعودوا الى اية مفاوضات مع اسرائيل إلا اذا أعلن الاسرائيليون وبكل وضوح انسحابهم من هضبة الجولان السورية وجنوب لبنان دون الحصول على اية تعويضات سواء أكانت تلك التعويضات على شكل اختراقات سياسية أم تنازلات امنية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com