كتب - عبدالكريم الجاسر
توج صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب منتخب جنوب افريقيا بطلا للكأس الافروآسيوية السابعة,, بعد تعادله مع منتخبنا الوطني بدون اهداف,, حيث فرط منتخبنا مساء امس بكل الفرص السانحة للتسجيل التي تهيأت امام مرمى جنوب افريقيا وخصوصا في الشوط الاول,, والذي تسيدها منتخبنا كاملا وهدد مرمى المنتخب الضيف وأهدر العديد من الفرص السهلة والتي تعامل معها حارس المرمى الجنوب افريقي ومدافعوه بشكل جيد,, وحتى الفرصة الذهبية التي سنحت حين احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء لمصلحة سامي الجابر رفض القائم ان تسكن الشباك وتصدى لها بدلا من حارس المرمى لتذهب الامال السعودية ادراج الرياح, قدم منتخبنا مباراة كبيرة وتسيد اللعب طوال الشوط الاول لكن النتيجة السلبية التي انتهى عليها هذا الشوط ألقت بظلالها على لاعبينا في الحصة الثانية حين هبط الاداء والحماس وظهر الارهاق على معظم اللاعبين ليتيحوا الفرصة لمنتخب جنوب افريقيا في اللعب بحرية اكبر في خط الوسط ويتفرغ لمتابعة الهجمات السعودية القليلة التي شهدها الشوط الثاني,, مدرب منتخبنا السيد ماتشالا اسهم بالامس بتغييراته غير الموفقة في ايقاف المد السعودي والاندفاع الكبير الذي كان عليه لاعبونا وحتى بدء التغييرات,, فمنذ ان اخرج سامي الجابر وألحقه بعبيد الدوسري هبط الاداء وقلت الفاعلية الهجومية بشكل واضح شاهده الجميع,, حيث انتظرنا ان يقوم السيد ماتشالا باجراء تغيير في خط الوسط والتخلي عن بعض العناصر الدفاعية كأحد قلوب الدفاع او الظهير الايمن وتعزيز الناحية الهجومية مع تحريك خط الوسط,, لكنه للأسف اخرج المهاجمين سامي وعبيد ليقضي على كل المحاولات السعودية المنظمة والخطرة التي شهدتها المباراة وانتهت بخروج الاثنين.
التغير التقليدي لماتشالا لم يضف جديدا بل ان المهلل ومرزوق لم يتفاعلا مع المباراة كما يجب لان دخولهما تزامن مع الهبوط العام في الاداء وبعد ان دب اليأس في نفوس اللاعبين ليكمل لاعبونا المباراة كأداء واجب فقط وكأنهم اقتنعوا بالنتيجة السلبية لها.
منتخب جنوب افريقيا لعب كما يلعب الضيوف فقد اعتمد على الدفاع والرقابة وتكثيف مناطقة الخلفية وخصوصا في العمق ولعب على الهجمات المعاكسة التي لا يوجد لديه من يجيد القيام بها ولذلك لم يختبر الدفاع والحارس السعودي سوى في فترات قليلة جدا,, وقد تعامل لاعبو جنوب افريقيا مع لاعبينا بخشونة وعنف واضاعة للوقت اسهمت في قتل المباراة في الشوط الثاني وبالذات حين تجاوب معها لاعبونا ليقل الحماس ويغلب الاداء البطيء الذي يناسب لاعبي جنوب افريقيا كثيرا لينجحوا في انهاء المباراة سلبية ويعودون بكأس القارتين إلى القارة السمراء.
الشوط الأول
بدأ مدرب منتخبنا السيد ماتشالا اللقاء بتشكيل هجومي في خط الوسط ممثلا في اعادة إبراهيم ماطر للمحور واشراك التمياط في اليسار والتيماوي في اليمين خلف المهاجمين سامي الجابر وعبيد,, واحتفظ بالتشكيل الدفاعي كما هو في المباراة الاولى,, وبالفعل بادر منتخبنا في فرض ادائه الهجومي وخطورة كراته على المنتخب الجنوب افريقي,, فتسيد لاعبونا الشوط الاول كاملا ونجح الفريق في بناء هجمات عديدة سواء من العمق او الاطراف عن طريق التمياط وعبدالغني في اليسار وشليه والتيماوي في اليمين,, في حين كانت تحركات عبيد وسامي وتفاعلهما من خلال تبادل المراكز والاعتماد على الكرات هات وخد,, وبذلك فقد تلاعب لاعبونا بالدفاع الجنوب افريقي كما يريدون لكن التسرع امام المرمى تسبب في ضياع الكثير من الكرات,, ففي البداية سدد نواف بعد دقيقتين فقط كرة في الشبك الجانبي,, ثم تلاه الداود بكرة من ضربة ركنية نفذها التيماوي ووضعها برأسه في الشبك الجانبي ايضا,, وتفوق لاعبونا في المناورة في منتصف الملعب وهي المنطقة التي وضع منتخب جنوب افريقيا ثقله فيها,, حيث ركز مدرب الفريق الخصم على اغلاق الفراغ في المنتصف والرقابة على اللاعبين السعوديين مع الاعتماد على القوة والاداء الخشن,, وهو نفس الاسلوب الذي لعب به الدفاع ايضا,, ولذلك سنحت الكثير من الاخطاء في مواجهة المرمى لكن تنفيذها لم يكن كما يجب,, غير ان المنتخب الجنوب افريقي ظل يلعب تحت الضغط السعودي وبقي في ملعبه لمواجهة السرعة السعودية والكرات البينية السريعة للاعبين السعوديين,, وعندما وجد لاعبو الوسط ان المنافذ تكاد تكون مغلقة حاولوا التسديد من مسافات بعيدة لكن هذه التسديدات لم تكن بالقوة والدقة المطلوب,, اضافة الى انها افتقدت المتابعة من المهاجمين,وجاءت الدقيقة 21 لتشهد كرة خطرة جدا لعبيد الدوسري الذي تلقى كرة ساقطة بين المدافعين من عبدالغني استخلصها لنفسه وتجاوز الحارس لكن المدافع مارك فيش ابعدها من على خط المرمى,, منقذا مرماه من هدف أكيد,, هذه الهجمات السعودية الخطرة جدا هزت المنتخب الجنوب افريقي وافقدت لاعبيه وبالذات المدافعين التركيز,, وبات المنتخب السعودي مرشحا للتسجيل في أي لحظة نتيجة الاداء الجيد والبناء السريع للهجمات وتفاعل اللاعبين بعضهم مع بعض لتأتي الفرصة الذهبية لتسجيل هدف بعد الحصول على ضربة جزاء صريحة.
د 35 ضربة جزاء مهدرة
حيث تلقى سامي كرة داخل المنطقة من عبيد الدوسري استلمها وتعرض لاعاقة واضحة لم يتردد ازاءها الحكم الكويتي سعد كميل في احتساب ضربة جزاء تقدم لها سامي نفسه ووضعها على يسار الحارس لكنها اصطدمت بالقائم الايسر لتخرج خارج المرمى,, ويواصل المنتخب السعودي ضغطه الكبير ويتبادل سامي كرة مع التمياط لينفرد هذا الاخير بالحارس ويسدد الكرة في جسمه وهدف آخر ضائع,, وسط ضياع كامل لمدافعي ولاعبي وسط جنوب افريقيا لتأتي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وتشهد كرة مماثلة حين تبادل سامي الكرة مع عبيد ثم ينفرد ويتجاوز الحارس لكن المدافع اغلق الزاوية امامه فحاول لعبها امام المرمى غير انها كانت ضعيفة ليشتتها الدفاع ويعلن بعدها الحكم نهاية هذا الشوط سلبيا.
الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني اتضح ان المنتخب السعودي استنفد ما لديه في الشوط الاول حيث هبط الاداء والروح المعنوية للاعبين وتراجع لاعبونا للوسط مع بطء في نقل الكرات في الوقت الذي استفاد منه لاعبو جنوب افريقيا في التحرر من مواقعهم الخلفية واللعب بارتياح وبالذات في الوسط حيث لم يستطع لاعبونا تضييق المساحات او القتال على الكرة والضغط على حاملها لاستخلاصها ولذلك انحصر اللعب في الوسط لعدم مجازفة المنتخب الضيف باللعب الهجومي خوفا من الهجمات السعودية السريعة, العشر دقائق الاولى كانت عادية من قبل الفريقين وشهدت كراتا هنا وهناك ليفاجئ عبدالغني الجميع بكرة ساقطة لعبيد من بين المدافعين عالجها مباشرة مرت بجوار القائم كأخطر كرة سعودية ربما خلال هذا الشوط,بعد ذلك اجرى ماتشالا تغييره الاول بخروج سامي ودخول المهلل وكان قبل ذلك مدرب جنوب افريقيا قد اشرك منقوى لتدعيم الدفاع بدلا من قومبي,, وذلك في الدقيقة 15 من هذا الشوط ثم خرج تاقوى وسابولا,, في حين لم يتغير الاداء السعودي بل انه هبط مع خروج سامي بمحاولاته العديدة وتمريراته الخطيرة مع عبيد ونواف, وبالمقابل نشط المنتخب الضيف الذي اعتمد على تحركات ماسينجا وازعاجه للمدافعين حيث وجد دعما من لاعبي الوسط مع التركيز على الهجوم عن طريق الاطراف لايقاف انطلاقات الظهيرين شليه وعبدالغني,, ومع كل المحاولات السعودية ظل الاداء منحصرا في المنتصف بسبب الفردية التي طغت على اداء بعض اللاعبين ومحاولات المهاجمين الانطلاق مباشرة نحو المرمى دون التمرير واللعب الجماعي كما حدث في الشوط الاول.
وبعد ان لاحظ ماتشالا عدم قدرة المهاجمين على اختراق الكثافة الدفاعية للضيوف اجرى تغييره الثاني بخروج عبيد ودخول مرزوق ونظرا لان المشكلة كانت في الوسط فلم يغير هذا التغيير من الاداء السعودي فقد كان الوسط هو الاولى بالتنشيط لكن هذا كان بعد فوات الاوان حين اخرج التيماوي واشرك السبيعي قبل عشر دقائق من النهاية.
شوط المباراة الثاني كان اقل مستوى وبكثير من الشوط الاول وافتقد الاثارة والقوة في الاداء الذي ظهر في الشوط الاول وخصوصا من جانب المنتخب السعودي,, وكان يمكن لمرزوق العتيبي ان يحرز هدفا بعد دخوله بدقيقة واحدة بعد ان تلقى كرة بينية رائعة من التمياط لكنه سدد في يد الحارس, وجاءت آخر الفرص السعودية اثر خطأ نفذه عبدالغني في الدقيقة 46 لكن الحارس تصدى للكرة ببراعة وأبعدها ركنية,, لتمضي اخر الدقائق المحتسبة بدل الوقت الضائع حتى انهى الحكم المباراة بالتعادل وتتويج منتخب جنوب افريقيا بطلا للقارتين.
من المباراة
- منتخبنا قدم مباراة كبيرة وخصوصا في شوطها الاول وخسر اللقب بشرف لكنه كسب الاحترام من الجميع.
- ماتشالا لم يحسن التعامل مع المباراة في الشوط الثاني وفشل في تدعيم خط الوسط مبكرا لتنشيط الاداء وكانت تغييراته تقليدية وكأن الخلل كان في المهاجمين.
- لن تلوم أيا من عناصر الفريق فقد اجتهد الجميع وقدموا اقصى ما لديهم.
- سامي لعب مبارة كبيرة وقدم كل شيء لكنه لم يوفق في تسجيل ضربة الجزاء.
- حارس المرمى الجنوب افريقي وفق كثيرا في التصدي للهجمات السعودية الانفرادية وكان أحد عناصر فوز جنوب افريقيا بالكأس.
- تغيب عدد من اللاعبين الذين لعبوا المباراة الاولى لمنتخب جنوب افريقيا وشاهدنا تشكيلا شبه جديد.
- جماهير سعودية غفيرة ساندت الاخضر في المباراة لكن النتيجة جاءت مخيبة للآمال.
- منتخبنا يسير في الطريق الصحيح وكان يمكن ان يكسب المباراة لولا التسرع الذي كان عليه لاعبونا امام المرمى ويبدو ان انفعالات ماتشالا ساهمت في توتر اللاعبين.
- اتفق الجميع على ان ماتشالا لم يكن محقا بتغييره للمهاجمين في الوقت الذي انتظرنا فيه التخلي عن مدافع وتدعيم الوسط والهجوم.
|