عزيزتي الجزيرة:
تبذل الخطوط الجوية العربية السعودية جهودا جبارة مشكورة لتحقيق أقصى درجات الراحة لركابها وتسعى سعيا حثيثا لتوفير كافة الخدمات والمستلزمات التي يحتاجونها، ولذا لاغرابة أن تحتل مكانة مرموقة بين الخطوط الجوية العالمية الأخرى، حيث تمتلك - ولله الحمد - أسطولاً ضخما من الطائرات العالمية المتطورة، ولم يكن للخطوط الجوية العربية السعودية أن تحتل هذه المنزلة العالية لولا توفيق الله تعالى ثم الجهود الكبيرة التي يبذلها المسؤولون فيها وعلى رأسهم مديرها د, خالد بن عبدالله بن بكر بتوجيهات حكيمة ومتابعة دائمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام , ولعل ما قرأناه في صحيفة الجزيرة الغراء قبل أيام عن سعي السعودية الحثيث للقضاء على التدخين ومنعه على رحلاتها حسب خطة مدروسة وعلى مراحل متتابعة خير دليل على حرصها على مصلحة ركابها، كما لا يمكن أن نغفل أو ننسى جهودها في تزويد ركابها بكل ما يحتاجون إليه من معلومات، قد يترتب على بعضها أداء كثير من العبادات وذلك كالتنبيه على قرب محاذاة الميقات ثم على محاذاته بالنسبة للحجاج والمعتمرين ليتمكنوا من عقد نية الإحرام عند محاذاته وكالتنبيه على وقت الإمساك والإفطار على رحلاتها الرمضانية، وقبل ذلك المداومة على دعاء السفر في كل رحلة من رحلاتها ، ولكن ثمة أمر أتمنى من المسؤولين أن يتنبهوا له ويولوه جل عنايتهم واهتمامهم خاصة وأنه يتعلق بالصلاة عمود الإسلام والركن الثاني من أركانه، وهذا الأمر هو الحرص على التنبيه على دخول أوقات الصلوات على رحلاتها، وخصوصا صلاة الفجر، وذلك لضيق وقصر وقتها وخاصة إذا كانت الرحلة متجهة إلى الشرق كالرحلات المتجهة لدول شرق آسيا كالهند وماليزيا وتايلند وباكستان وغيرها، حيث أن الكثير ممن يسافرون إلى تلك الدول يتفاجأون عندما تطلع الشمس قبل الوقت المعلوم لطلوعها في أذهانهم وذلك لأن اتجاه الطائرة بسرعة شديدة نحو المشرق يجعلها في مقابلة الشمس وهذا يؤدي إلى سرعة طلوع الشمس وقصر وقت الصلاة ولعله غير خاف علينا أن دخول الوقت من أهم شروط الصلاة.
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله -: (وشروط الصلاة عدة أهمها: الوقت كما قال تعالى: ]إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا[,, النساء 103 ولهذا يسقط كثير من الواجبات مراعاة للوقت، وينبغي بل ويجب على الإنسان أن يحافظ على أن تكون الصلاة في وقتها، وأوقات الصلاة ذكرها الله تعالى مجملة في كتابه وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم مفصلة في سنته) إلى أن قال حفظه الله: (هذه الأوقات التي فرضها الله على عباده، ولا يجوز للإنسان أن يقدم الصلاة عن وقتها، ولا يجوز أن يؤخرها عن وقتها، فإن قدمها عن وقتها ولو بقدر تكبيرة الاحرام لم تصح، لأنه يجب أن تكون الصلاة في نفس الوقت، لأن الوقت ظرف، فلابد أن يكون المظروف داخله) انظر فقه العبادات ص (143-144).
وختاما: نتمنى أن نسمع أو نقرأ تجاوب المسؤولين في الخطوط الجوية العربية السعودية مع هذا النداء الإيماني الذي سيعين الآلاف من ركاب طائراتها على أداء الصلوات في وقتها خاصة وإن ذلك لا يحتاج إلى كثير من الجهد ويتعلق بشعيرة من أعظم شعائر الإسلام الظاهرة شاكرين لهم حسن التجاوب والحس الإيماني الصادق ولجريدة الجزيرة دورها الفاعل في ربط المواطن بالمسؤول والله الموفق.