* تايبيه - د,ب,ا
أمر ليين تشان نائب رئيس تايوان يوم الاربعاء الماضي هيئة الادعاء الوطني بالاسراع في تحقيقاتها بشأن شبهة التلاعب بمواد البناء مما أدى الى انهيار 12 برجاً سكنياً خلال زلزال 21 ايلول/ سبتمبر الجاري,وقال ليين ما ان ينتهي جمع الادلة، سوف يحال المسئولون عن المباني المنهارة الى المحاكمة .
واعتقلت النيابة حتى يوم الاربعاء الماضي ثمانية مهندسين معماريين ومقاولي بناء، ثم افرجت عن سبعة منهم بكفالة بعد التحقيق ومنعت 39 آخرين من السفر خارج البلاد.
واتهم محققو النيابة هؤلاء بسوء تصميم المباني او حشو جدرانها باوراق الصحف واستخدام عبوات وقود الكيروسين كدعامات للجدران او الاعمدة توفيرا للخرسانة مما تسبب في انهيار 12 مبنى سكنيا ارتفاع كل منها 12 طابقا بمجرد وقوع الزلزال.
وكانت فرق المعاينة التي كلفتها الحكومة وفرق الانقاذ الاجنبية قد عثرت على بكرات من اوراق طباعة الصحف وعبوات الكيروسين داخل كمرات الخرسانة المنهارة بعدة مبان, واكتشفت فرق المعاينة في مبان اخرى ان المقاولين استخدموا عددا اقل من اسياخ حديد التسليح او اسياخ اقل سمكا من المسموح به في الصبات الخرسانية لخفض التكلفة.
وبسبب وقوع تايوان في منطقة نشيطة زلزاليا، فرضت السلطات معايير بناء محددة يتعين الالتزام بها عند إقامة مبان عالية, وتهدف المعايير الموضوعة الى مقاومة الهزات الارضية حتى سبع درجات على مقياس ريختر، وقد صمدت اغلبية مباني الجزيرة بالفعل امام زلزال الاسبوع الماضي المدمر.
وكان زلزال 21 ايلول/ سبتمبر الجاري قد تسبب في مقتل 2,113 شخصا وإصابة 8,736 آخرين بجراح في حين طمر ركام المباني المنهارة 115 شخصا آخرين.
وقد وجه الخبراء عناية السلطات لضرورة اعداد الرأي العام لتوقع زلازل جديدة مستقبلا نظرا لوقوع تايوان فوق 51 فالقا ارضيا يمر اربعة منها تحت العاصمة تايبيه.
ووقعت مراكز معظم الزلازل التي شهدتها جزيرة تايوان قبالة ساحلها الشرقي وهي تنجم عن احتكاكات الصدعين الفلبيني والاوروبي الآسيوي.
وقد غادرت فرق الانقاذ الاجنبية الجزيرة بالفعل, ويتعين على حكومتها الآن الشروع في مهمة شاقة للبحث عن المفقودين الذين يعتقد ان 108 من جثثهم على الاقل مازالت مطمورة تحت الانقاض.
ومازال عمال الانقاذ في خمس مناطق من محافظة تايتشونج يرفعون الركام بأيديهم في حين تستخدم معدات من مختلف الانواع لتحريك الواح الزجاج المكسور والعوارض المعدنية في ست مناطق اخرى اكثر تضرراً بوسط الجزيرة, وتقع احدى المناطق في ناتاو الاقرب الى مركز زلزال الثلاثاء الماضي الذي بلغت قوته 7,6 درجات على مقياس ريختر.
وفي غضون ذلك تحرك الحزب الديمقراطي التقدمي وهو اكبر احزاب المعارضة الاربعاء الماضي لاتخاذ دور مباشر بشكل أكبر في جهود الاغاثة عقب اتهامات وجهها لتايبيه بعدم تقديم العون للحكومات المحلية، وتركها للاضطلاع وحدها بجهود التغلب على كارثة الزلزال المدمر.
وينتمي حاكم محافظة تايتشونج ورئيس بلدية عاصمتها بوسط تايوان للحزب الديمقراطي التقدمي في حين كان حاكم محافظة نانتو عضوا سابقا في البرلمان عن الحزب ذاته, ولم يعين اي ممثل عن الاجهزة المحلية بهذه المناطق في لجنة الترميم الخاصة المشكلة برئاسة نائب رئيس البلاد,وقد اعلن لين إي - هسيونج رئيس الحزب عن تشكيل لجنة منفصلة باسم لجنة التنسيق لترميم منطقة كارثة 21 ايلول/ سبتمبر ,ويرى الحزب الديمقراطي التقدمي ان حزب الكومينتانج الحاكم يهيمن على جهود إعادة الاعمار.
وقال وو ناي جن نائب الامين العام للحزب في تصريحات الى وكالة الانباء الالمانية (د,ب,أ) ان محاولة الحكومة المركزية للقفز فوق الحكومات المحلية على مستوى المحافظة والمدينة ستضر بصورة بالغة بجهود الاغاثة والاعمار .
وفي تطور لاحق، اعلنت شركات سياحية محلية ان 80 في المائة من التعاقدات السياحية الاجنبية المتفق عليها ألغيت منذ وقوع الزلزال.
وكان الزلزال قد ادى الى تهدم كثير من المنتجعات السياحية في وسط الجزيرة, وقالت شركة بوبي ترافيل للسياحة التي تنظم رحلات ما يصل الى 3,000 سائح ياباني لتايوان شهريا ان وضعها المالي سوف يتدهور بسبب الغاء التعاقدات.
ويقع في وسط تايوان التي ضربها الزلزال جانب من أبدع المناطق الطبيعية ومنها جبل جيد الذي يصل ارتفاعه الى 3,950 مترا وبحيرة صن مون وكثير من المعابد البوذية علاوة على طريق الوسط السريع الذي يقطع الجزيرة,وقد انهار 16 فندقا من بين 18 فندقا على ضفاف بحيرة صن مون بسبب الزلزال في حين اختفى الطريق السريع تقريبا بعد طمر الصخور لكثير من قطاعاته,وكان حوالي 2,3 مليون سائح اجنبي معظمهم يابانيون قد زاروا تايوان العام الماضي في حين قام نحو 5,9 ملايين تايواني برحلات سياحية خارجية.
|