كيف حصلت وكالة الاستخبارات الأمريكية على ملفات الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية السابقة ,, ؟!! |
* برلين - كلايف فريمان - د,ب,أ
حققت وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي,آي,ايه) في مطلع عام 1995م سبقا كبيرا عندما تمكنت من الحصول على ملفات هامة لشرطة المانيا الشرقية السرية السابقة التي كانت تعرف باسم (ستاسي) والتي كانت تتضمن اسماء الفين من جواسيسها الغربيين.
والملفات التي تحاول الحكومة الالمانية الحصول عليها اختفت من وزارة امن الدولة عندما كانت الدولة الشيوعية السابقة تتخبط في حالة من الفوضى بعد وقت قصير من سقوط حائط برلين .
وبين عامي 1993 و1994م وردت تأكيدات بان الملفات موجودة في الولايات المتحدة وذلك عندما نبهت السي,آي,إيه السلطات الالمانية بأسماء العديد من الالمان الغربيين ممن تواطؤوا مع المخابرات في برلين الشرقية على مدى سنوات.
وبعد تلقيها تلك المعلومات شنت السلطات الالمانية سلسلة من التحقيقات على مستويات عالية في كافة انحاء البلاد نتج عنها محاكمة عدد من المتهمين.
إلا ان الكيفية التي حصلت بها وكالة المخابرات الامريكية على تلك الملفات بقيت سرا, وترددت شائعات بأن عملاء كبارا في وكالة المخابرات الروسية السابقة (كي,جي,بي) لعبوا دورا في ذلك وأن مبالغ طائلة دفعت لهم.
غير ان هانس مودرو آخر رئيس وزراء في الحكومة الشيوعية بالمانيا الشرقية جاء برواية مختلفة حول السبل التي حصلت فيها السي,آي,إيه على المعلومات المخابراتية غير العادية.
ويعتقد مودرو الذي يمثل حاليا حزب الديمقراطية الاشتراكية اليساري المتطرف - خليفة الحزب الشيوعي في المانيا الشرقية سابقا - في البرلمان ألاوروبي: ان الملفات انتزعت من مقر وزارة امن الدولة في عملية جريئة استخدمت فيها طائرات هليكوبتر.
وصرح مودرو مؤخراً لاعضاء من نقابة الصحافة الاجنبة ببرلين انه علم من مصادر في موسكو كانت تعمل في مقر كي,جي,بي في برلين ان مروحية من برلين حطت في مجمع شرطة ستاسي اوائل عام 1990م.
وقال مودرو ان من كانوا في المروحية اخذوا الملفات ثم اختفوا بسرعة واضاف انهم ربما توجهوا بعد ذلك الى الولايات المتحدة.
واعرب مودرو عن اعتقاده بأن المخابرات الغربية قد تسللت داخل مبنى وزارة امن الدولة عام 1990 وقال: يبدو من الواضح ان رجالهم كانوا متواجدين هناك في كانون الثاني/يناير من عام 1990وهذا ما تؤكده المعلومات التي تلقيتها من موسكو اثناء زيارة قمت بها الى هناك في آذار/مارس من ذلك العام.
وذكر موردو انه كان دائما يدرك المشاكل المحتملة التي كانت تمثلها الستاسي.
وقال مودرو كان من الواضح جدا بالنسبة لي انه اذا ما وقعت الملفات في يد حكومة الجمهورية الفدرالية وحكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا وسواها فإن محاكمات ستجرى ضد من كان يعمل في جهاز المخابرات في المانيا الشرقية .
واضاف مودرو هذه المحاكمات تجري الآن في الولايات المتحدة, ونسمع الآن انهم ليسوا في استعجال لانهاء تلك القضايا لان ذلك يطرح سؤالا هو: ماذا لو قبض الروس على اشخاص يعملون لحساب الولايات المتحدة وبريطاينيا.
وقال مودرو ان المانيا الشرقية كانت تعيش في وقت كانت جميع الدول تقريبا تمارس التجسس اثناء الحرب الباردة.
واضاف: ما لم اشأ حدوثه هو ان تجري محاكمات في المانيا الغربية لاشخاص كانوا يعملون جواسيس لحساب جمهورية المانيا الديمقراطية .
ومن بين الذين اتهمتهم السي,آي,إيه بالجاسوسية كارل -هاينز ماير الذي تولى لسنوات رئاسة مركز الصحافة البرليني وكان ايضا رئيس اذاعة دويتشة فيللي في برلين الغربية من عام 1969 وحتى اواخر الثمانينات.
وكان ماير اشهر الشخصيات الاعلامية في برلين وقد المح المدعون العامون الذين قاموا بالتحقيق في نشاطاته التجسسية الى ان ماير كان يعرف شخصيا ماركوس وولف صانع الجواسيس المعروف في المانيا الشرقية وانه أفشى بمعلومات إلى عملاء شيوعيين في شقق سرية ببرلين الغربية في فترة الحرب.
|
|
|