ثمة ثوابت في سياسة المملكة، تتمسك بها بكل حزم، وتعض عليها بالنواجذ في كل حين، وتحرص على تفعيلها وترسيخها دون توانٍ أو تأخير.
من تلك الثوابت: الانحياز الكامل للقضايا العربية في كل شأن من شؤونها، والاهتمام المستمر بالشعوب العربية ومد جسور التواصل معها بروح الإخاء والود والحب والتفاهم.
وعبر هذه الأرضية,, بدأ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني زيارات إلى بعض الدول المغاربية,, حاملاً توجيهات خادم الحرمين الشريفين من أجل ترسيخ علاقات الإخاء بالأشقاء هناك، ومعطياً المزيد من قوة الدفع لتوثيق الوشائج بين المملكة وقادة وشعوب تلك الدول الشقيقة.
وتبدو اللمحة ذات الخصوصية في علاقة المملكة بالأشقاء، متجسمة من خلال استهلال سمو ولي العهد لجولته - يحفظه الله - بزيارة خاصة للمملكة المغربية الشقيقة، هي زيارة تحمل معاني التعبير عن عمق المواساة لجلالة الملك محمد السادس بعد وفاة والده جلالة الملك الحسن الثاني عليه رحمة الله.
ولعلّ سمو ولي العهد وهو يضطلع بتقديم هذه المواساة، يحمل مشاعر قيادة هذه البلاد وشعبها تجاه الاشقاء في المملكة المغربية، بعد أن فقدت المغرب، ومعها الأمة العربية، أحد رموز العمل السياسي العربي برحيل الملك الحسن الثاني يرحمه الله.
ثم تأتي بعد ذلك زيارتان رسميتان مهمّتان يقوم بهما سمو ولي العهد - يحفظه الله - إلى كل من الجمهورية الجزائرية والجمهورية التونسية الشقيقتين.
وكلتا الدولتين تجمعهما مع المملكة علاقات أخوية عميقة، تتمثل في روابط الإخاء والتفاهم، ومجالات الترابط والتعاضد والتعاون التي تميز هذه العلاقات، وتنمّيها في طريق الإخاء والمصالح المشتركة.
إن الحكمة وسداد الرأي وعمق الرؤية التي تميز قادة المملكة، تمثل منبعاً ثرّاً طالما تم توظيفه لخدمة الاشقاء العرب والمسلمين، فصارت المملكة - كعهدها - في مقدمة الصفوف مع الأشقاء دعماً وسنداً في كل القضايا التي تهم هؤلاء الأشقاء وتمس قضايا الأمة العربية والإسلامية بأي شكل من الأشكال.
وتجيء زيارات سمو ولي العهد لهذه الدول الشقيقة اضافة جديدة لعلاقات الإخاء الثنائية، وهي علاقات تصبُّ - في النهاية - لخير شعوب المنطقة ودعم قضاياها وطموحاتها المستمرة في الأمن والرخاء والسلام.
الجزيرة