بعد غد الاثنين ولمدة ثلاثة أيام أكاديمية نايف تنظم المؤتمر العربي للتعليم والأمن د, الغامدي: التعليم يعمّق المسؤولية الأمنية والجماعية |
* جدة مريم شرف الدين
يبدأ بعد غد الاثنين المؤتمر العربي للتعليم والأمن الذي تنظمه أكاديمية نايف للعلوم الأمنية بمدينة الرياض ولمدة ثلاثة أيام بمشاركة 16 دولة عربية اضافة الى بعض المنظمات العربية ذات العلاقة.
واعتبر الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس الأكاديمية ان لانعقاد هذا المؤتمر العربي العلمي عن التعليم والأمن في رحاب أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية دلالات وأبعادا متعددة، فعنوان المؤتمر في حد ذاته يكاد يومىء بوضوح الى الرسالة الأمنية العلمية التي تضطلع بها هذه الأكاديمية، ومن هنا تبرز أهمية هذا الملتقى العلمي.
وقال ان الأمن مسؤولية الجميع شعار له صداه في الميدان الأمني وظل أيضا محورا هاما في إعداد الخطط والاستراتيجيات الأمنية العربية وآليات العمل الأمني العربي المشترك وان ما يعزز الثقة ويشحذ الهمم ان هذا التوجه العلمي البارز في العمل الأمني العربي المشترك الذي تتبناه أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب يحظى بدعم ومؤازرة كبيرين من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، وبرعاية كريمة وتوجيهات سديدة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس مجلس إدارة أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية.
واضاف ان الجميع يدرك بأن التعليم هو الأساس الذي يقوم عليه انجاز وتحقيق الأهداف المنشودة من مواكبة للتغيرات الأمنية المحلية والاقليمية والدولية وتأصيل المسؤولية الأمنية وتعميقها في نفوس الناشئة وغرسها في العقول للنهوض بالمسؤولية الجماعية وإذكاء الحس الأمني لدى كل فرد من أفراد المجتمع.
ويتناول المؤتمر اربعة محاور رئيسة وهي:
-المحور الأول: الإطار النظري للعلاقة بين الأمن والتعليم ويشمل:
الأمن بمفهومه الشامل وأهمية التعليم في تكوينه والتوعية به.
المحور الثاني: البعد الأمني الوطني للتعليم ويشمل:
دور مؤسسات التعليم الوطنية في ادراك المسؤولية الأمنية والتوعية الأمنية في المناهج الدراسية (الواقع والمستقبل) وتجارب وطنية في العلاقة بين التعليم والأمن.
المحور الثالث: البعد الأمني العربي للتعليم ويشمل:
دور مؤسسات التعليم العربية في صيانة الأمن العربي, وواقع التعليم (المراحل المختلفة) والأمن العربي, ومستقبل التعليم (المراحل المختلفة) والأمن العربي.
-المحور الرابع: البعد الأمني الدولي للتعليم في الوطن العربي ويشمل:
دور المؤسسات التربوية الدولية في دعم الأمن العربي، ومستقبل الأمن والتعليم في عصر العولمة، ومهددات الأمن الدولي وانعكاساتها على الأمن العربي، والتحديات الثقافية العالمية للأمن العربي.
ارتباط الأمن بالتعليم
تكاد تتحمل الأجهزة الأمنية في الدول العربية أعباء ومسؤوليات الأمن والاستقرار وتنفيذ الأنظمة وانفاذ القوانين وتحقيق العدالة الجنائية وتأمين المجتمعات ضد الجريمة، علاوة على قيامها بخدمات اجتماعية وإنسانية تقتضيها الظروف الاجتماعية.
ولا شك ان هناك من يرى ان الأجهزة الأمنية العربية خلال العقود الماضية لم تجد المساندة الكافية والمشاركة الأهلية اللازمة في تحمل الأعباء الأمنية المتفاقمة، حتى اصبحت بعض الأجهزة الأمنية وكأنها تعمل بمعزل عن المجتمع وان المواطن لم يعد لديه الوعي الكامل بدوره والتزاماته الأمنية, ومازالت النظرة في المجتمع العربي لمسألة الأمن واحترام القانون والنظام العام قاصرة ومحدودة بالمفهوم القديم الذي يفرق بين الدولة والمواطن في هذا الشأن، مما قد يحدث الفجوة بين المواطن ومؤسسات الأمن.
ان التطور الصناعي والتقني والاجتماعي والربط الإلكتروني للعالم من خلال شبكات المعلومات والفضائيات والإنترنت، وانتشار المدن الكبيرة والعشوائيات السكانية جعل من الصعب تحقيق الأمن بأجهزة رسمية محدودة العدد والعتاد في ظل ظروف أمنية عالمية واقليمية متغيرة ومعقدة.
وكانت النتيجة ظهور بوادر الاختلال الأمني في بعض المجتمعات العربية وتفشي ظواهر إجرامية لم تكن مألوفة من قبل، واستمرار إحجام بعض أفراد المجتمع عن التعاون والمشاركة والمساندة للأجهزة الأمنية الرسمية.
لقد لجأت بعض المجتمعات الى تذويب الحواجز بين الأجهزة الأمنية والمجتمع لتعمل على أساس المعرفة العلمية وتطبيقها في المجالات الأمنية مما زاد الفهم المتبادل والمشاركة الشاملة والالتزام والتعاون وفق نظريات الأمن للمجتمع ومن المجتمع .
وتراثنا العربي الإسلامي غني بآليات تحقيق المشاركة والتعاون والتعاضد، وتحمل الأعباء والمسؤوليات امتثالا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وجاء شعار الأمن مسؤولية الجميع للإجابة على كيفية تحقيق الأمن في ظل المتغيرات والظروف المعقدة ؟ وتتمور الإجابة من خلال اشتراك الجميع في مسؤولية الأمن، ومن هنا تبرز الأهمية البالغة في توظيف المعرفة العلمية في تحقيق الأمن للمجتمع بكافة صوره وأشكاله.
ان التعليم أكبر محصنات الأمن وأهمها، فهو القادر من خلال بناء شخصيات الأفراد وصقلها بما يتوافق والقيم الاجتماعية والمدنية في المجتمع ان يشكل سدا منيعا ضد الانحراف وان يكون داعما رئيسا للأمن والأمان في المجتمع من هنا جاء مؤتمر التعليم والأمن لسبر غور مسؤولية العلم والعلماء في المسألة الأمنية.
|
|
|