كنت أتمنى ان أكتب عن هذا الموضوع في الأسبوع القادم تزامنا مع الحدث ولكن تعارض موضوع اليوم مع اليوم الوطني لبلدنا الغالي هو الذي اقتضى الحديث عن اجتهادات المبتعثين ودورهم في تجسيد الحنين الىالوطن عبر الأنترنت وتقديم بعض المقترحات المتعلقة بوضع مواقع للمحافظات والمناطق والدولة أولا بطريقة منظمة عبر الانترنت.
أما في هذه الحلقة فسوف أثقل اسماعكم بما لا يمكن توقعه وتخيله ووقوعه وحدوثه ولكن السكوت عن هذا الأمر ربما يزيد المشكلة تفاقما وتضخما وإجراما وتوسعا في المستقبل، الحديث اليوم عن معرض الجوال والعودة الى المدارس الذي عقد في الأسبوع قبل الماضي بمركز المعارض بمدينة الرياض, إن المتجول في هذا المعرض يجد انه ليس معرضا للجوال والعودة للمدارس بل هو خليط من كل الأنواع الى درجة مواد التنظيف التي قدمت شركة (احتفظ باسمها) من دول (,,,,) الدعايات البراقة وتقديم الهدايا والتخفيضات لها الأمر الذي جعل جملة من القادمين يقضون جزءا من وقتهم للاستماع لهذا العرض المتميز!! اما شركة (,,,,) المتخصصة بالمصنوعات البلاستيكية فكان لها نصيب غير منقوص من هذا المعرض، لكن أكثر الشركات تميزا هي الشركة التي قامت بعرض (مكوى ثياب) بالبخار فكان نسبة الزوار المرتادين لهذه الشركة غير معقول لكي غترهم وطواقيهم, وبالجملة فإن معرض الجوال والعودة الى المدارس اشتمل على السلع التالية (مواد بلاستيكية، أدوات كهربائية، مجلات، كتب في علم الكمبيوتر برامج كمبيوتر، عروض اشتراكات إنترنت,, إلخ) هذا غيض من فيض مما عرض في هذا المعرض المتميز!! وهو عرض استهلاكي بحت يستهدف استنزاف الجيوب قبل كل شيء.
اما العرض الفكري والتوجيهي والتثقيفي والانتاجي فليس له وجود في هذا المعرض؟ اعني بذلك المحاضرات والندوات التي يمكن ان تحذر من اضرار الجوال وآثاره الاقتصادية والطبية، وكذلك اقامة ندوات أو دورات تدريبية للشركات المصنعة لإعطاء كل مشتر للجهاز دورة في التشغيل وهل تعلمون أننا لا نستخدم 20% من الخدمات التي يوفرها الجوال وندفع بالمقابل قيمة هذه الخدمات؟ اما قضية العودة للمدارس فليس لها وجود مطلقا ولم نشاهد في المعرض أي اهتمام بالمدارس فلم تعرض البرامج التعليمية؟ ولم تعرض الكتب الجديدة في مجال المناهج وطرق التدريس او التقويم أو,,,؟ ولم تعرض الوسائل المساعدة في التعليم مثل )LCD Projector, overhead Prejector( السبورة الضوئية؟ وغير ذلك من الندوات والمحاضرات التي لها علاقة بالتعليم ومتطلباته لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
ان المتتبع لواقع المعارض الدولية بجميع اشكالها واحجمامها وأنواعها يجد انها تكون متخصصة بنوع معين في العرض ويصاحب ذلك التوعية الرسمية وليست التجارية أعني بذلك إقامة الندوات والمحاضرات التي تستهدف توعية المستهلك بالجوانب السلبية والإيجابية بهذا المنتج.
اما السؤال الذي اريد ان اوجهه الى المسؤولين في المعرض ما علاقة مواد التنظيف بالمعرض؟ ولماذا هذا التنوع في العرض ويوجد معرض خاص للمفروشات ومعرض خاص لمواد البناء ومعرض خاص للكمبيوتر ومعرض للأدوات الكهربائية كما هو محدد في الكتاب الذي تنشره الإدارة سنويا؟ ومن المسؤول عن إدارة هذه المعارض؟ وهل يحق لنا ان نؤكد جشع القطاع الخاص وانه ربحي فقط اما التوعية والتوجيه والإرشاد وإحضار الجديد في مستقبل التقنية واستقطاب المحاضرين من دول العالم في هذا المجال فهذا يحتاج الى أموال كثيرة تضر بأصحاب المعرض الأمر الذي استدعى عدم النظر إليه؟ اما عن التفكير باستغلال هذه المعارض في البحث في انتاج هذه الأجهزة محليا او التفكير على الأقل بأخذ حقوق التصنيع من تلك الشركات,, خاصة في المواد التي نستهلكها كثيرا وتصنيعها محليا فهذا ليس له مكان من الإعراب في تفكير هؤلاء؟ اما عن الأسعار ومراقبتها فهذا ايضا يحتاج الى إعادة نظر وهل تصدقون أنني وجدت فرقا في الجوال يصل الى 700 ريال سعودي؟ ولما ذكرت ذلك للبائع لم يصدق واتهمني انني لا اعرف أقرأ اللغة الانجليزية فبدأت الحديث معه بالسؤال عن حالة (طبعا باللغة الانجليزية التي لا أتقنها) ولم يستطع الاجابة, اخيرا كيف يضحك علينا هؤلاء؟ وهل هذا هو فهمنا للمعلوماتية؟ اذا كانت هذه ملامح وبوادر مجتمعنا المعلوماتي فنحن بحاجة الى إعادة نظر؟