* القاهرة مكتب الجزيرة - عبدالله البصري
تزايد في السنوات الاخيرة اهتمام الشركات العربية بالدخول في مشاركات خارجية بهدف تعزيز الخبرة الفنية والتقنية المتقدمة وتطوير القطاعات الاقتصادية الصناعية المحلية عبر توطين التكنولوجيا المتقدمة وتأهل الكوادر البشرية الوطنية وتطوير انظمة الادارة والتسوق والتدريب بما يواكب المستجدات العالمية.
وأكد احدث تقرير للمؤسسات العربية لضمان الاستثمار ان الشراكات الفنية احد اهم اشكال الاستثمار الاجنبي المباشر الذي يحقق عولمة الانتاج ويزيد من تنافسية الدولة التي تستضيفه ويفتح آفاقا جديدة للتسويق ويعمق مساهمة القطاع الخاص في تحقيق النمو الاقتصادي في الدولة المعنية.
وتهتم المؤسسة العربية لضمان الاستثمار بحصر ورصد الشراكات الفنية القائمة بين الشركات العربية والشركات الاجنبية المتخصصة وتحديد القطاعات التي تدخلها وإعداد جداول خاصة لذلك بغرض متابعة المستجدات المؤثرة في تكوين واداء البيئة الاستثمارية المواتية على صعيد الاقليم الاستثماري العربي.
واورد التقرير مجموعة من الامثلة لهذه الشراكات الفنية في قطاعات اقتصادية مختلفة تبدأ بمجال صناعات اللوازم الطبية والادوية بالاتفاق الذي ابرم بين شركة السيف للتنمية السعودية وشركة بيكتون ديكنسون الامريكية - التي بلغت مبيعاتها من اللوازم الطبية العام الماضي 3,5 مليارات دولار - لاقامة مصنع مشترك في السعودية بكلفة تقدر بنحو 16 مليون دولار لانتاج انابيب جمع الدم المفرغة من الهواء وذلك وفقا لأحداث المواصفات العالمية وباستخدام التقنيات الحديثة.
ويأتي ذلك تتويجا لعلاقة متميزة ربطت بين الشركتين منذ 15 عاما شملت تقديم الدعم الفني المباشر وخاصة في إدارة عمليات التسويق في السعودية وانشاء مكتب علمي وتطورت الى التوجه الى تسويق منتجات المصنع الجديد في اسواق دول الخليج وباقي دول الشرق الاوسط.
كما اعلنت الشركة التونسية (مخابر ادوية) عن دخولها في مشروع شراكة مع مجموعة سنتي لابو الفرنسية للأدوية لانتاج انواع مختلفة من الادوية الطبية التي تستند على التقنية التي طورتها المجموعة الفرنسية وبتكلفة تقدر بنحو 3,5 ملايين دولار وبذلك يرتفع عدد مصانع الادوية في تونس الى 20 مصنعا تغطي 40% من الاحتياجات المحلية وتصدر ما قيمته 100 مليون دولار.
وفي قطاع الملابس قامت شركة العزيز الاماراتية بالدخول في شراكة فنية مع مجموعة ازياء اوستن ريد البريطانية لتوزيع وترخيص وبيع منتجات علامتها التجارية بالتجزئة في دول منطقة الشرق الاوسط وانشاء عدة محلات خلال السنوات العشر القادمة باستثمارات تبلغ نحو 5,5 ملايين دولار.
كما تأسست الشركة السعودية - اليابانية برأسمال مدفوع يبلغ 60 مليون ريال (حوالي 16,5 مليون دولار) وتبلغ حصة الشركات اليابانية منها حوالي 23% وستقدم التقنية والدعم الفني اللازم لاقامة مجمع صناعي في السعودية لانتاج اقمشة الثياب والعبايات بطاقة سنوية تبلغ حوالي مليون متر وبكلفة استثمارية تقدر بحوالي 16 مليون ريال (حوالي 4,4 ملايين دولار).
وفي مجال السياحة دخلت شركة نزل شاطىء النخيل التونسية في شراكة فنية مع شركة الفنادق والسياحة الفرنسية (اكور) لادارة مجموعة من الفنادق في تونس وتطويرها وتبني برنامج للتوسع في منطقة الحمامات وطبرقة والعاصمة وتدير شركة اكور 19 فندقا في مصر و14 فندقا في المغرب وتنوي انفاق حوالي 100 مليون دولار لمشاريع مستقبلية في المغرب وتدير حاليا في الجزائر فندقا واحدا وتنظر الشركة الفرنسية جديا في دخول سوق الفنادق في ليبيا والتي اولت قطاع السياحة مؤخرا اهمية خاصة لاستقطاب الاستثمار الاجنبي المباشر.
وفي مجال الصناعة الغذائية تقيم شركة دبي للاستثمار مع مجموعة كام السويسرية مصنعا باسم زيوت الطعام دبي (ذ م م) لاستخلاص اربعة انواع من الزيوت الغذائية واستخدام المواد المترسبة كأعلاف وبكلفة تصل لحوالي 50 مليون دولار ويقدر انتاج المصنع الجديد بنحو 80 الف طن قابل للتوسع مستقبلا وسيكون هذا المصنع الاول والاكبر من نوعه في المنطقة وستنقل مجموعة كام الخبرة الفنية لاقامة المصنع وتسويق الانتاج في المنطقة.
وفي قطاع المعلومات والتكنولوجيا المتقدمة، دخلت شركة الدباغ لتكنولوجيا المعلومات السعودية مع شركة زيف ديفيز الامريكية في تحالف استراتيجي وفني لتوفير مصادر المعلومات المترابطة عن تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي عبر الانترنت والمعارض والبث التلفزيوني والمطبوعات المتخصصة وتطوير اول باحث عربي على الانترنت مع شركة صخر للبرمجيات.
وفي مجال الصناعات الكيماوية اسست شركة البوتاس العربية الاردنية مع مجموعة كيميرا الفنلندية مشروعا مشتركا لاقامة مصنعين لانتاج 150 ألف طن من نترات البوتاسيوم و75 الف طن من فوسفات الكلسيوم في الاردن ويبلغ اجمالي الاستثمار 90 مليون يورو وتقدر المبيعات بنحو 60 مليون يورو وسيعتمد على التقنية الانتاجية لكيميرا.