,,وعبده خال في أمسية قصصية بأدبي جازان |
* جازان - علي أحمد زعلة
ضمن نشاطاته المنبرية لهذا العام أقام نادي جازان الأدبي أمسية قصصية أحياها القاص المعروف الأستاذ عبده خال، وذلك مساء الاربعاء 12/6/1420ه في قاعة المحاضرات بمقر النادي، ولقد كان القاص الخال وحيدا في هذه الأمسية بعد تعذر مشاركة وصيفه القاص سهلي عمر؛ نظرا لوفاة أحد أقاربه.
افتتح الأمسية الأستاذ حسن حجاب الحازمي،معرفا بالضيف عبده محمد خال،ونبذة عن مسيرته التعليمية والمهنية، ثم بدأ القاص عبده خال مشاركته بكلمة شكر مصحوبة بعتاب رقيق لنادي جازان الأدبي وكيف ان النادي - كما يرى الخال- لم يقدم ما كان منتظرا منه تجاهه- وهوأحد أبناء المنطقة- حين صدرت روايته الأولى الموت يمر من هنا برغم ما أحدثته تلك الرواية من جلبة في الوسط الثقافي في المملكة.
ثم بدأ القاص في قراءة نصوصه التي حرص في اختيارها على التنويع بين مجموعاته القديمة والحديثة،وكذلك تنوعها طولا وقصرا، وكانت من أبرز القصص التي قرأها قصة الضحك والأوراق وبخاصة هذه الأخيرة التي قابلها الحضور بمزيد من التصفيق والاعجاب لما تحمله من أبعاد انسانية وما تفيض به من شجن عميق.
ولعل أبرز ما يميز تجربة القص لدى عبده خال تلك الذاتية الشفيفة والالحاح الدائم على المرجعيات الأولية والتكوين الفسيولوجي والنزوع الى الجذور الأصلية لمنابعه الشخصية وذلك يتجلى بوضوح في قصة الأوراق التي تدور احداثها على ارضية قرية من قرى الجنوب انتقل منها البطل بعد ذلك برفقة والدته الى حياة المدينة المغايرة طلبا للرزق,, اضافة الى اعتماد الخال في أغلب قصصه على أسلوب الرواية باستخدام ضمير المتكلم,, وهذا الاسلوب في الحكي يضفي على المتن السردي جوا من التداخل الحميمي العميق والابحار في عوالم النفس الخفية واعماق الذات المجهولة، فتغدو القصة اشبه بالسيرة الذاتية التي تلغي شخصية المؤلف وتتفرغ للبوح الذاتي والعاطفي الصادق بعيدا عن تداخلات الكاتب مع النص وسطوته على القارىء والشخوص ايضا,, وبالجملة فتجربة عبده خال القصصية بلغت ولا ريب شأوا بعيدا من النضج وليس أدل على ذلك من ذيوع صيته وتجاوزه اسوار المحلية الى الخليجية والعربية.
وبعد ذلك تقدم الأستاذ سمير جابر بقراءة مختصرة لبعض نصوص الخال حيث تناول قصص الظلام واشتعال سيرة منطفئة وليس هناك ما يبهج مشيدا بما يمتلكه الخال من ملكات ابداعية وجوانب فنية واشار ان القاص في اغلب قصصه يحتفي بثنائية الطفولة والقرية وانه غالبا ما يستقي من نبعيهما احداثه وشخوصه اتيحت الفرصة بعد ذلك للمداخلات وكان أول المتحدثين الأستاذ خالد سعن، أحد كتاب القصة الشباب واقتصرت كلمته على الترحيب بالضيف واطراء نتاجه القصصي,, ثم تحدث الأستاذ عبدالرحمن شار ووجه الى القاص عدة اسئلة كان من ضمنها سؤال حول سر حديث عبده خال المتكرر عن الطفولة وتغيراتها في معظم قصصه، وسؤال آخر حول الكاتبة الروائية أحلام مستغانمي وسر خلافه معها!!.
وبعد اجابة القاص على الاسئلة،اختتمت الأمسية بكلمة الأستاذ احمد يحيى بهكلي نائب رئيس النادي شكر فيها الضيف الاستاذ عبده خال على حضوره، والجمهور على تفاعله ومشاركته.
من الأمسية:
* الأستاذ عبده بن محمد خال من مواليد جازان 1382ه قاص وروائي معروف، صدرت له عدة مجموعات قصصية كان أولها حوار على بوابة الأرض من منشورات نادي جازان الأدبي، وله رواية بعنوان الموت يمر من هنا ورواية صدرت مؤخرا بعنوان مدن تأكل العشب عن دار الساقي، وله تحت الطبع رواية الأيام لا تخبىء أحدا .
* كان الحضور مميزا على غير المتوقع لأمسية قصصية، ومع ان الاستاذ عبده خال كان فارسا وحيدا إلا انه نجح الى حد كبير في اثارة الحضور وشد انتباههم.
* عبده خال اعتذر عن الاجابة على السؤال الخاص بخلافه مع أحلام مستغانمي بصورة ذكية، علمت الجزيرة فيما بعد ان الخال لا يريد ان يكثر الحديث عن أحلام حتى لا يظهر في صورة المستهلك لهذه القضية، والرغبة في الإساءة الشخصية للكاتبة الجزائرية.
|
|
|