قال خير الدين الزركلي يصف شوقه الى وطنه، وحنينه إليه، إثر ابعاده عنه:
العينُ بعد فراقها الوطنا لا ساكنا ألفت ولا سكنا ريانة بالدمع أقلقها أن لا تُحسَّ كرى ولا وسنا |
***
يا موطنا عبث الزمان به منذا الذي أغرى بك الزمنا قد كان لي بك عن سواك غنى لا كان لي بسواك عنك غنى ما كُنت إلا روضة أُنُفا كرمت وطابت مغرسا وجنى عطفوا عليك فأوسعوك أذى وهم يسمون الأذى مننا وحنوا عليك فجردوا قُضبا مسنونة وتقدموا بقنا |
***
يا طائرا غنى على غُصُن والنيل بسقي ذلك الغُصنا زدني وهج ما شئت من شجني إن كنت مثلي تعرف الشجنا اذكرتني مالست ناسيه ولرُبَّ ذكرى جددت حزنا أذكرتني بردى وواديه والطير آحادا به وثنى وأحبة أسررت من كلفي وهواي فيهم لاعجا كمنا كم ذا أُغالبه ويغلبني دمع إذا كفكفته هتنا لي ذكريات في رُبوعهم هن الحياة تألقا وسنا ان الغريب مُعذب أبداً إن حلَّ لم ينعم وان ظعنا (1) |
قلت: هكذا أفضى هذا الوجد بصاحبه، ودعاه الى التأثر والألم، أيام شكول، ومصاعب جمة، اعتورت حياة الشاعر، فنضت في غربته بهذا الصوت المعذب، وبخاصة عند العلم بما خلفه الزركلي في بلاده من الإرث الحضاري والبيئة الطبيعية الوارفة ذات الأفنان والأنهار، إنها أيام شكول حقا.
حواشي:
(1) ديوانه 1.