* تحقيق :عبيد العتيبي
عبر عدد من طلاب الثانوية العامة بنين وبنات عن بالغ الاسى لما تفاجأوا به بعد حصولهم على الشهادة بتقدير يسمح لهم بالالتحاق بافضل الكليات ولكن الامل شيء والواقع شيء اخر حيث برزت عقبات وحواجز تحول دون قبولهم رغم ان التعليم واتاحة الفرص لمن يريده من ابناء الوطن يحظى بدرجة عالية من اهتمام قادة بلادنا يحفظهم الله حيث انه اللبنة الاولى التي تبدأ منها المجالات الاخرى وقد اشار عدد من الطلاب في هذا التحقيق الصريح الى معاناتهم وآمالهم وكيف ان داء الواسطة قضى على آمالهم وذلك كان من خلال الاسطر التالية:
بداية تحدث ابراهيم محمد الحويضر الذي كافح كما يقول - من اجل الحصول على الثانوية العامة في ثانوية ليلية فقال تخرجت قبل سنتين ولم تتح لي فرصة مواصلة الدراسة الجامعية لكي احقق طموحي كشاب يبحث عن مستقبل زاهر مليء بالانجازات واخدم هذا الوطن الغالي لكن للأسف كل هذه الآمال تحطمت فلا مجال يفتح لنا فلا الجامعة فتحت ابوابها لنا ولا حتى اي فرصة وظيفية تقبل بنا واصبحنا عالة على اهلينا وان من المبكي والمضحك في نفس الوقت ان يجد الطالب نفسه في دوامة مقفلة باحكام ولا يستطيع ان يخرج منها،واذكر موقفا لن انساه اننا ناقشنا هذا الموضوع وبعد مدة من النقاش رد احد الاصدقاء فقال: وش نفعتك الشهادة.
الواسطة تقضي على احلامنا
وطالب الحويضر كأحد افراد هذا المجتمع الذي تحرص فيه حكومتنا الرشيدة على راحة وسعادة المواطن بايجاد اي نوع من الفرص امامه قائلا: الكل يلاحظ كثرة المعاهد التي تعطي دبلومات باسعار غالية ولكن هل هذه الاسعار محددة؟ حيث تصل احيانا الى 25 الف ريال ونحن الطلاب ضحايا هذا الاستقلال ناهيك عن انتشار ظاهرة الواسطة التي استغلت في المجتمع بشكل واسع فوضعنا صعب ولا بد من حل عاجل لاننا اصبحنا مكانك سر!!
عاجل للمسؤولين في مجال التعليم
تخرج من الثانوية العامة (علمي) بنسبة 82% ولم يترك بابا الا وطرقه ولذلك يريد الطالب سلطان بن قبلان الحارثي ان يوجه برقية عاجلة الى المسؤولين في مجال التعليم حيث يقول فيها: ما الاجابة على تساءل الطلاب الذين تخرجوا ولم يقبلوا في الجامعة مع العلم ان بعض زملائهم ممن استطاع الحصول على الواسطة التحق بالجامعة بمعدل اقل، اذا من الذي يقدر مجهودنا وتعبنا لكي نحصل على معدل يسمح لنا بالدخول في الجامعة، بعض الدول الاخرى تتعامل مع الطالب بحسب رغبته فهو الذي يختار تخصصه لكي يخدم نفسه ووطنه في مجال عمله، طبعا لا يكون هذا في جميع الحالات فليس من المنطق ان يتقدم طالب ونسبة تخرجه من الثانوية العامة بتقدير مقبول ويسمح له بدخول كلية الطب او الحاسب الآلي مثلا.
تعديل النظام داخل الجامعة
وتدخل في النقاش الطالب عبدالله مرزوق العصيمي الذي اضاف ان النظام صارم عند التقديم الى الجامعة بعيدا عن حالات التجاوز التي تحصل بالواسطة التي اصبحت داء يفتك بالمجتمعات وقال: يوجد بعض الطلاب المتعثرين في الدراسة في الجامعة ويعتبر المسألة مسألة تسلية وتضيع وقت ولم يعرف ما قيمة هذا الكرسي الذي يجلس عليه والذي حرم منه الكثيرون فتجده يقضي السنة الواحدة في سنتين او اكثر فلا يتخرج من الجامعة الا بعد ست او سبع سنوات وكما سمعت من احد الاصدقاء ان احد الطلاب الجامعيين لم يتخرج الا بعد عشر سنوات؟! بينما لو انه عمل في هذه الفترة التي قضاها في الجامعة لحقق مستوى وظيفيا اعلى مما كان سيحصل عليه بعد التخرج من الجامعة في هذه الفترة الطويلة بالاضافة الى الراتب الذي يستطيع به ان يأخذ دورات وشهادات ويحقق ما يتطلع اليه من طموح.
عقبات وحواجز أمام الطلاب
ويرى الطالب عبدالله سعد الهيضل ان مجال التعليم لابد ان يتاح للراغبين فيه ولا يحرم منه احد ونحن ولله الحمد في هذه البلاد لم يبخل علينا في اي شيء ولم نحرم من كافة عناصر الرعاية انما هناك بعض العقبات التي لابد من ايجاد حل لازالة بعضها، فليس من المعقول ان لايتمكن الطلاب من مواصلة الدراسة ولا حتى الحصول على اي عمل ولو بشكل مؤقت او دائم، واما العقبة الثانية فهي الواسطة التي اكتسحت جميع الادارات والدوائر الحكومية او الاهلية، ومع هذا فنجد من تسلق بسلم الواسطة الى ما يريده وهذا البعض منهم - لايقدر هذه النعمة حتى وان زالت فهناك البديل الذي ينتظره والذي حرم منه غيره
دراسة ليلية وكفاح علمي
والنتيجة قتل الطموح
اما فهد السعد الذي ظل طوال السنوات الماضية يكافح ويدرس في المرحلة الثانوية - ليلي - يقول: تخرجت بعد معاناة بتقدير جيد جدا وتوقعت انني سأجني ثمار هذا التعب والجهد، وقد تغلبت على ظروفي العائلية حيث انني متزوج واب لمجموعة من الاطفال وكان طموحي الا اقف عند هذا الحد فالشهادات العلمية كانت تمثل بالنسبة لي حلما وطموحا كالحصول على شهادة البكالوريوس وما يليها من الدراسات العليا الا ان مشكلة وازمة القبول والتسجيل في الجامعات والكليات والمعاهد بشكل عام كانت بمثابة الصدمة المحبطة لي ولآمالي وكذلك لاسرتي.
لا دراسة ولا وظيفة
كما تحدث الطالب ثامر السويدي الذي قال انه يفضل ان ننادية بالعاطل ثامر وليس الطالب ثامر وقد تخرج من الثانوية العامة بتقدير جيد جدا وكان حالة كغيره من مئات الطلبة الاخرين الذين لم يجدوا ولو مقعد انتظار وقال: لا اعتقد ان هناك وظيفة تقبل خريج ثانوية عامة ولا مقعد دراسة يضمن لي الوظيفة مستقبلا,, كل مقاعد الدراسة في الجامعات والمعاهد اصبحت الآن كأنها كنز من كنوز الدنيا وسؤالي هل نحن لاقدر الله نعاني من تخلف عقلي او عاهة جسدية، والعجب كل العجب مادام هذا حالنا اذن لماذا يمنحوننا شهادة نجاح من الثانوية ويتقدير جيد جدا وجيد وضعيف؟ ان رسوب الطالب واعادته للدراسة اصلح حالا من نجاحه وبعدها يبقى سنةاو سنتين وربما اكثر حتى يخرج بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف؟!
ليتني رسبت لاحصل
على 100% فهل تقبل مني الاعادة؟
والحال نفسه ينطبق على الطالبات حيث ذكرت الطالبة نوف العبدالرحمن انها ضمن الطالبات اللاتي توجهن الى جامعة الملك سعود للحصول على فرصة القبول في اي من كليات الجامعة وقالت: اصبح الحصول على مقعد في الجامعة من عجائب الدنيا السبع وضرب من ضروب الخيال، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية قسم علمي - بتقدير جيد جداً سعيت بابتسامة عريضة بين ردهات القبول والتسجيل وكان لدي تفاؤل كبير بل وثقة تامة بقبولي حيث ان تلك النسبة لا يمكن الحصول عليها بمجرد الحضور والانصراف اثناء الدراسة بل جاءت بعد بذل كل طاقة وجهد وهذا حال الكثير من الطالبات فلقد صدمنا نحن الطالبات بعدم اعطائنا حتى فرصة احتياطية او القبول في اقل كليات الجامعة شأنا وفي أي الاقسام, واختتمت نوف حديثها مؤكدة حرص حكومتنا الرشيدة على تحقيق الرقي العلمي والعملي للمواطنين وقد سعت جاهدة لتحقيق ذلك، وقالت: فاذا كان هذا حالنا نحن الطالبات في الوقت الحالي فكيف سيكون مستقبلا ورغم كل ذلك فانا لدي استعداد تام للتنازل عن النجاح والعودة مرة اخرى لمقاعد الثانوية لكي اتمكن من تحقيق المعجزة والحصول على نسبة 100% وعسى ان تتحقق الامنية.
جهودنا ضاعت بين الواسطة وعدم الامكانية
الطالبة هيفاء الدخل لم تتمالك نفسها من الالم والحسرة بعد ان صرخت قائلة ما عندنا واسطة حيث تخرجت هذا العام بتقدير جيد جدا ولم تترك اي عمادة للقبول والتسجيل الا وطرقت ابوابها الصماء حيث لا يمكن القبول الا لما فوق 90% وتضيف اننا طالبات المرحلة الثانوية لو قامت جهة مسؤولة بتعداد خريجات المرحلة الثانوية في كافة انحاء المملكة وتم مقارنتها بما يصرح به المسؤولون التعليميون عن قبول عدد كذا وكذا لانكشف الغطاء وتم اكتشاف ان عدد الخريجات الفعلي لن يمثل 50% من ما يذكرونه انه لمن دواعي الحزن ان نرى طالبات سبقناهن بالتسجيل ونحن افضل منهن درجات تم قبولهن على حساب الاخريات.
|