شاء لي الله ان أعمل في معهد الادارة - الفرع النسائي لعام واحد كاستاذ متعاون وذلك منذ سنين طويلة,, واستغربت لشدة انتمائي لهذا الصرح العظيم رغم مرور السنوات وتنقلي للعمل في أماكن عدة,, ولعل الرأي العام قد سمع بامكانيات المعهد الضخمة أو شاهدها,.
فهو رغم القاعات الفارهة التي يتميز بها والمكاتب الراقية المنتشرة في ارجائه بأجهزتها الحديثة المتنوعة وقاعات الدراسة التي تضاهي او قد تفوق ما تميزت به أحدث الجامعات العالمية من حيث الوسائل والمقاعد وجودة التهوية والاضاءة، ومرافقه الصحية المنتشرة هنا وهناك ومطعمه الواسع المزود بأحدث الوسائل الصحية والمتميز بخدماته الفائقة، فإنه صرح علمي يفتخر به ويدعو إلى الاعتزاز.
وكم من مرة استفدت من امكانياته وقدراته ومطبوعاته الراقية الاخراج والاعداد والتأليف والملاحقة للتطور العلمي السريع فاصطحبت طالباتي للاطلاع والاستفادة بأقصى درجاتها من معظم الخدمات المتاحة كالمكتبة والوسائل التعليمية ذات الفائدة الكبيرة كالافلام التوضيحية والتدريبية والشرائح الشفافة والحاسب الآلي ووسائل الاتصال العديدة والحديثة مما جعل كل مجموعة اصطحبتها إليه تنبهر بقدراته وتحاول التردد عليه طلبا للعلم والفائدة.
والأهم من هذا كله فإن كفاءة الادارة وحسن التعامل ورقيه تجعل الزائرة للمعهد تشعر تماما وكأنها في عقر دارها وبين اهلها وأحبتها مهما كانت درجتها العلمية ومهما كان مركزها ومستوى تحصيلها حيث يكون التعامل معها قبل كل شيء على انها انسانة فتجد الجميع يرحبن بها ويسألنها عن أحوالها ويقدمن اقصى ما يمكن من الخدمات المطلوبة بصدر واسع رحب.
مما يدعو إلى السعادة والاطمئنان بأن الدنيا بخير وان هناك نسبة عكسية بين المستوى العالي من التعليم والتحصيل وبين التواضع ومن تواضع لله رفعه,, فالاخلاق الاسلامية الفاضلة بمعناها الصحيح تتجسد هناك حيث نجد الكلمة الطيبة والابتسامة الدائمة والعطاء المستمر والتشاور في الامور واللين والمرونة وشدة الميل إلى الاتصالات غير الرسمية وسرعة انجاز المعاملات وفي اطار المعقول، وقد قال الله سبحانه: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) وتيمنا بهذا القول العظيم تجد مديرة المعهد ترحب شخصيا بالطالبات الزائرات وتتابع مسار زيارتهن بنفسها وتروح وتجيء للاطمئنان رغم كثرة مشاغلها وكذلك الموظفات الاخريات كمديرة البرامج والمسؤولة عن الوسائل وأمينة المكتبة ومسؤولة الاتصالات ومسؤولات المطعم,, لقد قال رسول الله عليه افضل الصلوات: الكلمة الطيبة صدقة وقال: تبسمك بوجه أخيك صدقة وقال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى كما قال سبحانه: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وهذه الاقوال الكريمة وغيرها من حسن التعامل نجدها مطبقة في ذلك الصرح الرائع فحتى اسماء الموظفات تدل بمعانيها على العطاء والانسانية في المعاملة وبأقصى درجاتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر نبدأ باسم المديرة السابقة للمعهد جزاها الله خير الجزاء على عطاءاتها وانجازاتها وهي الدكتورة الهام الدخيل، والمديرة الحالية التي تعتبر خير خلف لخير سلف بأسلوبها المتميز وتواضعها الجم الاستاذة نورة الفايز، وهدى، ومضاوي، وعواطف، ولطيفة، ورقية، وحصة، ووداد السنان، ولست بصدد ذكر جميع اسماء الموظفات لكني وددت عرض بعض الاسماء التي تدل معانيها على العطاء والخير والصلاح وهذا ما نلمسه حقا من معهد الادارة القسم النسائي الذي يبذل قصارى جهده لتقديم افضل ما يمكن تقديمه من دورات تدريبية وتأهيلية لدعم عمل المواطنة وخدمة المجتمع بكل امانة واخلاص.
وفي زيارة قريبة للمعهد شاقني ان اعلم عن طرق الاجتماع الودية التي تعمل للموظفات بفترات زمنية متقاربة وجمعهن من أكبر مسؤولة هناك الى اصغر مسؤولة لتناول الشاي والقهوة في فترة استراحة قصيرة وتبادل الاحاديث الودية بعيدا عن روتين العمل، كما لاحظت ان الموظفات جميع الموظفات يعملن بشكل فريقي وبروح من التعاون والاخوة يربطها الود ويسودها الاحترام اضافة إلى تطبيق ذلك في مجال العمل، فإن العلاقات الاجتماعية الحميمة تربط الجميع بعضهن ببعض فتنتقد الواحدة الاخرى ويهب الجميع لمساعدة من تحتاج إلى مساعدة ومشاركتها في السراء والضراء,, لقد تبلورت عملية ادخال العلاقات الانسانية بشكل واضح في المعهد دون الاضرار بالعمل وعلى الا تكون على حساب العمل بل بالعكس تشجيعا لروح العمل الفريقي وتصعيداً لشعور الفرد بالانتماء الذي يكون مردوده دائما عطاء متواصلا ودأبا مستمرا ومبادرات كثيرة ودفعا للفرد بأن يبتكر ويجدد ويقدم اقصى ما يمكن لخدمة المجتمع بواسطة هذا الصرح الراقي الذي ترك بصماته الطيبة في لب قلبي وإلى الابد.
تحية حب وتقدير واعتزاز لكل عاملة باجتهاد ولكل من تتخذ من القيم والمبادئ الاسلامية العظيمة قاعدة تبني عليها سلوكياتها في احترام العمل والاعتزاز بانسانية الفرد,.
وتحية فخر وحب لكل عاملة في معهد الادارة ذلك المكان العلمي المعطاء,, والله من وراء القصد.
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا).
د, رافدة الحريري
مركز الدراسات والتقويم