سقسقة:
نسيان الموت صدأ القلب .
- الإمام علي بن أبي طالب -
***
كلما مات شخص مشهور وانبرت الأقلام تكتب عنه وشحذت القنوات الفضائية همها للحديث عنه، وبخاصة إذا كان أحد المؤثرين في الحركة الثقافية أو السياسية.
تساءلت عن كل هذا الضجيج؟!
وتأملت فلسفة الحياة حين يأتي الإنسان مولودا قابضاً يديه يصرخ باكياً فإذا مات بسط يديه وانتقل إلى حياة الآخرة في هدوء.
إن التأبين الذي يحدث عقب وفاة الإنسان يأتي متأخراً حيث لا يسمع ولا يرى شيئاً.
وأعجب كثيراً أننا لا نتعظ أو نعتبر من الموت الذي يأتي فجأة ويغير الحياة بأكملها.
مع أننا نتشدق بعبارات كثيرة مثل الحياة فانية ، الكفن ليس له جيوب ، الإنسان لا يضمن عمره .
وعبارات كثيرة لو آمنّا بها بالقدر الذي نتحمس فيه لترديدها لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا.
ولاستطعنا أن نعي أهمية ألا نحزن على ما فات ولا نيأس على ما ننتظر أن ياتي.
ولاستطعنا أن نتجاوز مشاكلنا وسخافات بعض سلوكيات البشر فلا يقطع الاخوان صلة الرحم ولا يعق الإنسان والديه.
ومن أكثر ما يجلب المرارة والسخرية أنك تجد في أماكن العزاء أخ الفقيد الذي لم يكن يحادثه أو يزوره.
أو أخت الفقيدة التي أذاقتها صنوف العذاب والجفاء.
والتساؤل الملح لمن يأتون هؤلاء؟!
الفقيد أو الفقيدة في ذمة الله فلأي شيء يكون وصلهم وعزاؤهم!
مشكلتنا أننا نردد عبارات لا نقتنع بها أو لا نطبقها على أرض الواقع.
فالبرغم من أن الموت حقيقة إلا أننا في واقعنا لا نتمثل بالعظة والعبرة ودليل ذلك ما يحدث من احاديث دنيوية وربما ضحك بصوت منخفض في بعض مجالس العزاء فيصبح حضور المجلس خاليا من ذكر الله وأخذ العظة والعبرة من زيارة الموت ذلك الزائر الذي يزور كل بيت بشكل فجائي.
حديثي ليس تشاؤما إنه جزء من واقع الحياة التي نحياها.
ناهد باشطح