تفاقم اي موضوع يثير الجدل، والنقاش أيا كان نوعه وشكله ، ويبدأ عندها زرع الحلول، ووضع التوصيات، وتنصيب الذات,, من قبل اهل الدار والدخلاء,, من قبل المختص والعليمي من قبل الشارد والوارد ,, وهكذا دواليك.
وكل يضع نفسه موضع المحكم الهمام، والداعية الغضنفر لهذا المسرح او ذاك، ويبدأ عندها تنصيب الادعياء، وحينها وبتعبير القول الشعبي يختلط الحابل بالنابل ، وتنقلب المفاهيم رأسا على عقب.
عندما يحدث هذا بالقاعدة وبالاساس فعلى البقية السلام، وجل هذه البقية كالصلصال الملون بخليط تلك المفاهيم الخاطئة.
فالقاعدة في نظرهم هي القدوة، والموجه، والناقد، وصاحب الاختصاص.
اذن فهي تحظى بثقة الاغلبية.
لتبسيط الامر نمثل على الاعلانات التجارية ، فيكاد نجاح المعلن ان يرتبط بها,, وهنا منبع الخطورة بتمرير وتبرير ما لا يستحق.
***
والشعر الشعبي - في الآونة الاخيرة - اصبح له نصيب الاسد من هذه التمريرات ومن عمق القاعدة.
- محررون ومسئولون - وبالذات في مجلات العبث الشعبي كما سماها الحميدي الحربي.
فالمسؤولية ، واللائمة تقع بالمقام الاول على هذا المحرر او ذاك ، لتنصيبه من لا يستحق، ونفخه في الابواق الفارغة، لاهواء ومصالح خاصة أثرت سلبا على ما يطرح، وفي النهاية نضع اللوم على شاعر الورق!! ونسينا او تناسينا من طبل له وجعل منه الفارس الهمام الذي لا يشق له غبار,, والمسئولية هنا مشتركة ولكن ترجح كفتها باتجاه المحرر دائما.
وليس هناك مشكلة مع القارىء الفطن ، لانه يعي ذلك تماما ويفرق بين الغث والسمين، ولكن المشكلة الحقيقية مع من لا يميز وهذا النوع يبدأ بالتصفيق ، متأثرا بالرتوش الزائفة,, اما قاصمة ظهر البعير، فعندما يفوق هذا الصنف سابقه!!!
عندها ومنها يتم صناعة شاعر الورق!!
***
هذه المشكلة معقدة جدا وليس لها حل الا اذا بدأنا في استصلاح القاعدة، والوعي لما يمرر ومحاولة قمعه، بالوسائل المدركة!! ولكن من يصلح القاعدة؟! الإجابة تحتاج لوعي وإدراك شامل، لان تغيير النمط السائد يحتاج دائما لمجهودات متعاونة ومتعاقبة وعلى نفس الرتم,, فمتى يحدث ذلك؟!!
***
إفاضة
ياضامي الما ترا تطرد خيال وسراب ولا تغرك الشجرة الخضرا وسرب القطا وعزي لمن تعب ما يلقى حصيل وثواب وخصٍ ليا صار مخطورٍ وسعيه خطا |
فوزان الماضي