Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


قراءة في قصيدة (الحزن) للأمير خالد الفيصل
عبدالعزيز المتعب

** مدخل :
اتساءل بشفافية ترى كم هم الذين تأثروا بقصائد الأمير الشاعر خالد الفيصل وأبحروا في تداعياته، واخيلته، ورموزه - عبر قصائده - وتفاعلوا بذوق أدبي منصف مع فن إتقانه للصور في القصيدة ونقلوا انطباعاتهم بحب هنا,, وهناك؟!
اتذكر دائما رأي سيمو نيدس (بأن الرسم شعر صامت والشعر رسم ناطق) حين اقرا بتمعن نصوصا معينة منها النص الذي أقدمه اليوم كشاهد حي على إبداع الشعراء النبطيين المعاصرين مما يرتقي بذوقنا بوصفنا متلقين نستهلك النص وننتجه دلاليا وانفعاليا:
الحزن في صوتك أزعج ساكني
لين صار الكون من حولي حزين
ليس في القصيدة كلها قطب دلالي مثل دلالة (الحزن) الذي هو عنصر عضوي يتمحور حوله النص.
من هنا فإن النص يتحرك حركة عضوية بين انساقه التي يبنيها بناء نصوصيا متماسكا ومتداخلا، وهو تداخل يقوم على علاقات حية تربط اجزاء النص ربطا حيا.
غصب عني حزن صوتك هاجني
لين صار الكون من حولي حزين
وامتثل حرف القصيد وعادني
وانسكب حزنك على شعري (حنين)
شلت انا صوتك وحزنك شالني
أكتم الصرخة,, وينساب الأنين
أتى - الحنين - هنا بوصفه (تضمين) والتضمين هو ضرب من التداعي يتطلبه النص ويقترحه,
شفت حزنك كيف حزنك شافني
كيف داهم خلوتي في (لحظتين)
هنا تبرز دقة الشاعر في توظيفه لمفردة - لحظتين - وهي بوصفها التفنيدي تعني ان اللحظة الأولى هي - الحزن - وهو موضوع القصيدة، واللحظة الثانية هي ردة فعل هذا الحزن على إحساس الشاعر المتمثل بالقصيدة إجمالا - كحدث -.
طير انا مثلك زماني ضامني
جرحتني مثلك سيوف السنين
صابك اللي من زمان صابني
في معاليق الحشا جرحه دفين
اذا فالحب لغة خاصة لا يجيد احتواء المتناثر من اصدافها في الشعر إلا قلة، احد شواهد - تفرد - خبرتهم فيه تبعات مراحله الغالية في أطراف شجن المعنى:
كلما ودعت هم زارني
من عذاب الوجد بيَّاح الكنين
ويأتي المعنى المضاد للحزن (كأول مفردة في البيت التاسع):
الفرح عقب الصداقة هابني
خافت البسمة على وجهي تبين
عناصر البيت الدلالية هي: الفرح/ الصداقة/ الخوف/ البسمة/ الوجه.
والفرح أتى - هنا - بوصفه توثيقا مرحليا سابقا ليعطي القصيدة امتدادا شعريا يبعدها - قليلا - عن حدثها الدلالي - الاول (الحزن)، ولكن بتصوير مؤثر.
(فالبسمة) تتردد كثيرا الى درجة الخوف من ان تعلو الملامح بعد علاقة صداقة لم تمتد, وهنا يحضرني قول الشاعر نزار قباني:
(عظمة الشاعر تقاس بقدرته على إحداث الدهشة).
والبيت السابق يرتبط بعلاقة - توثيق - متبادلة مع هذه المقولة كما أرى.
أخيرا,, الشعر الرائع لا يحتاج الى العبارات الانشائية الفضفاضة، ولا إلى استخدام المهارات البلاغية الزئبقية للإشادة فيه، لأنه هو الذي يرتقي بالإشادة وليس العكس.
لهذا وقفت - عند البيت الاخير - كما هي الحال عليه عند البيت الاول - مرددا (صح لسانك يا بوبندر),.
طير ياللي صوت حزنك هاضني
الله اللي ينتصر للصابرين
* هوامش :
(1) هذه القصيدة والنص المضاد, د, عبدالله الغذامي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved