1 ديسمبر القادم اليوم العالمي للأيدز الأيدز يقتل 2,3 مليون شخص عام 1997م و30 مليونا ما زالوا ينتظرون دورهم |
الرياض - سمر النصار
ما بين عام 1970-1980م وجد الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية - مرضا غريبا يصعب التعرف عليه,, ومعرفة الفيروس المسبب وكيفية الاصابة,, ومضاعفات هذا المرض,, الذي يعد أخطر من أي مرض اكتشف حتى الآن، فلا يستطيع المريض مقاومة هذا الفيروس ثم بعد ذلك ينتهي بوفاة الشخص.
عام 1983م- نجح الطبيب الفرنسي- لوك مونتيه - الباحث في معهد باستور بباريس في عزل الفيروس وتشخيصه، بعد سنة توصل غالوا الأمريكي الى ذات النتيجة، واكتشف فيروسا جديدا وان كان نفس الفيروس الذي ارسله له الدكتور -مونتيه - وبعد ذلك الوقت استطاعا ان يفرقا بين تشخيص المرض والأعراض المصاحبة له والمضاعفات، ووجد ان هناك فرقا بين حامل الفيروس HIV وبين الاصابة بالإيدز نقص المناعة المكتسبة .
وفي عام 1983م توحدت جهود منظمة الصحة العالمية لمكافحة الوباء في افريقيا.
في عام 1988م عقد أول مؤتمر دولي لمكافحة مرض الايدز.
عام 1996-1997م كان هناك تقرير مرحلي عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة مرض الايدز والعدوى بفيروسه.
وتمثل السنتان 1996-1997م الثنائية الأولى لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة مرض الإيدز والعدوى بفيروسه والذي شرع في تنفيذه في كانون الثاني/ يناير 1996م، ويعد هذا البرنامج مسعى جديدا ومبتكرا في منظومة الأمم المتحدة، وخطوة رائدة على درب الاصلاح في الأمم المتحدة، إذ أنه يزاول عمله من خلال ست منظمات تشارك في رعايته، كما يعمل بالنيابة عنها، وهذه المنظمات هي,, منظمة الأمم المتحدة للأطفال اليونيسف ، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو ، ومنظمة الصحة العالمية،والبنك الدولي، وتقدم هذه المنظمات الخبرة التقنية التكميلية، في مجالات تتراوح بين التثقيف الصحي، وتنظيم الأسرة، والتنمية الاقتصادية، والتنمية الصحية وما الى ذلك ويهدف البرنامج الى التوعية حول الإيدز والالتزام بمكافحته على الصعيد العالمي، كما يهدف الى جعل منظمة الأمم المتحدة بما تتمتع به من تنوع خصب، شريكا قويا متحدا لأكثر من 150 بلدا تناضل من أجل تقليص وباء الايدز، ومواجهة آثاره على التنمية.
ويعرض هذا التقرير لأنشطة البرنامج وانجازاته والتحديات التي واجهها خلال سنتين من التنفيذ.
تقرير مرحلي عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة مرض الأيدز والعدوى بفيروسه 1996 -1997م
موجز:
تمثل السنتان 1996-1997م الثنائية الأولى لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الايدز والعدوى بفيروسه، والذي شرع في تنفيذه في كانون الثاني/ يناير 1996م, ويعد هذا البرنامج مسعى جديدا ومبتكرا في منظومة الأمم المتحدة، وخطوة رائدة على درب الاصلاح في الأمم المتحدة، إذ انه يزاول عمله من خلال ست منظمات تشارك في رعايته، كما يعمل بالنيابة عنها، وهذه المنظمات هي: منظمة الأمم المتحدة للأطفال اليونيسف ، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان،ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة اليونسكو ، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي, وتقدم هذه المنظمات الخبرة التقنية التكميلية، في مجالات تتراوح بين التثقيف الصحي، وتنظيم الأسرة، والتنمية الاقتصادية، والتنمية الصحية، وما الى ذلك.
ويهدف البرنامج الى التوعية حول الايدز والالتزام بمكافحته على الصعيد العالمي، كما يهدف الى جعل منظمة الأمم المتحدة بما تتمتع به من تنوع خصب، شريكا قويا متحدا لأكثر من 150 بلدا تناضل من أجل تقليص وباء الايدز، ومواجهة آثاره على التنمية.
ويعرض هذا التقرير لأنشطة البرنامج، وانجازاته، والتحديات التي واجهها خلال سنتين من التنفيذ، كما يوضح الاسلوب الاستراتيجي الذي ابتكره البرنامج انطلاقا من الدروس المستفادة، فيما يتعلق بكيفية انتشار أو بيئة فيروس الايدز، وكيفية مواجهتها، وكيفية مساندة الأشخاص المصابين بالعدوى والمتأثرين بالوباء، وكيفية تسخير الموارد الجماعية لمنظمة الأمم المتحدة لمساعدة البلدان على مواجهة مرض الايدز، ويعرض التقرير كذلك للتحسن الملموس الذي تحقق في منظومة الأمم المتحدة في مجال تنسيق انشطة مكافحة الايدز، من أجل دعم الحكومات الوطنية، وتوسيع نطاق التعاون مع المجتمع المدني، ويصف التقرير الاعمال التي قامت بها امانة البرنامج والمنظمات المشاركة في رعايته من اجل ايجاد وتيسير التوصل الى افضل ممارسة اي مجموعة المعارف والوسائل العملية التي تحتاج اليها البلدان للحد من انتشار فيروس الايدز، والتخفيف من وطأة الآثار المترتبة عليه, ثم ان التقرير يوثق الكيفية التي انتهجها البرنامج إزاء التقاعس والشعور بالرضا بما هو قائم، في مواجهة وباء مستفحل، إذ ينتاب الكثيرين شعور غريب بأن أزمة الايدز قد انتهت، على الرغم مما تشير اليه احصاءات البرنامج من ان الوباء في كثير من الأماكن أشد خطورة مما كان يعتقد في الماضي.
الوضع الراهن للوباء ومواجهته:
يتعلق بمرض الايدز والعدوى بفيروسه، وذلك بفضل نظام شامل للرصد أعدته امانة البرنامج، ومنظمة الصحة العالمية, وقد قدر عدد المصابين بالعدوى بفيروس الايدز، بأكثر من ثلاثين مليونا من البالغين والأطفال، وقد ثبتت معدلات العدوى بالفيروس، أو انخفضت في البلدان الصناعية وقلة من البلدان النامية، ولكن الوباء واصل انتشاره في معظم ارجاء العالم، بمعدل مذهل في اغلب الأحيان.
وقد أوضحت المعطيات الجديدة ان حوالي 2,3 مليون شخص قد ماتوا بالايدز خلال عام 1997م، علما بأن عدد وفيات الملاريا تساوي هذا الرقم تقريبا وعلى الرغم مما شهدته الآونة الأخيرة من تقدم في مجال المعالجة العالية الفعالية والمضادة للفيروسات القهقرية Retroviruses، وما يتبع ذلك من انخفاض في وفيات الايدز في البلدان الصناعية، فإن الأغلبية العظمى من حالات العدوى بفيروس الايدز توجد في البلدان النامية، حيث من الصعب ان لم يكن من المستحيل، الحصول على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، ومن ثم فإن الوفيات في هذه البلدان مستمرة في الازدياد، ولاسيما بين صغار البالغين، ولا يخفى ان هذا النمط لا يحدث في أحوال أخرى إلا في أوقات الحروب فقط, وبالاضافة الى ذلك، فانه في أشد البلدان تضررا حيث ينتقل فيروس الايدز من الأم للطفل بمعدلات ملموسة يقدر ان ترتفع الوفيات بنسبة 100% أو أكثر بالمقارنة بأرقام سنة 1990م بسبب الايدز.
وعلى الجملة فإن أثر وباء الايدز على التنمية أوخم بكثيرجدا مما يعتقده الناس عموما، سواء قيس ذلك بمتوسط العمر المأمول الذي انخفض في بعض البلدان الى مستويات لم تعهد منذ الستينات أو معدل بقاء الأطفال على قيد الحياة، أو التكاليف الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، ونظرا لحدوث المزيد من ملايين الحالات الجديدة من العدوى بفيروس الايدز، اضافة الى الحالات الموجودة فعلا، والتي تزيد على ثلاثين مليون حالة، فانه لا يخفى ان المستقبل لا يزال يدخر المزيد والمزيد من الآثار الضارة على التنمية الاجتماعية الاقتصادية المتعثرة اصلا.
التطورات الجديدة في الثنائية 1996-1997م:
شهدت الثنائية 1996-1997م عددا من التطورات الجديدة الملموسة، في مواجهة وباء فيروس الايدز، وهنالك بيانات علمية على فعالية الوقاية، وقد تأكدت هذه البيانات من خلال البحوث التي أجريت في بعض البلدان مثل تايلند وأوغندا، بمساعدة من البرنامج واتضح منها ان البرامج الوقائية الجيدة الاعداد قد ادت الى انخفاض واسع النطاق في معدلات انتقال فيروس الايدز كما أجريت دراسة في تنزانيا وترينداد وتوباغو وكينيا، خلال المدة من 1995 الى 1997، بدعم من منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة مرض الايدز والعدوى بفيروسه، ووكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، وأثبتت الدراسة ان الاستشارة وطلب اجراء اختبارات فيروس الايدز عن طواعية يساعدان على الوقاية من حدوث حالات جديدة من العدوى، وفي مجال الوقاية من العدوى بفيروس الايدز بين معاقري المخدرات حقنا، شهدت الثنائية 1996-1997م تزايدا في تقبل الأخذ بالاساليب التي تحد من الضرر, كما أوضحت بحوث أجريت بدعم من البرنامج ان العوازل الأنثوية فعالة في ابطاء انتشار فيروس الايدز وسائر الأمراض المنقولة جنسيا، بالاضافة الى زيادة الخيارات المتاحة لحماية المرأة، وفيما يتعلق بالنساء اللائي اصبن فعلا بالعدوى بفيروس الايدز، ويرغبن في زيادة فرص انجابهن أطفالا اصحاء، فقد اجريت في تايلند تجربة، نشرت نتائجها في شباط/ فبراير 1998م، واتضح منها ان اعطاء الحوامل مقررا علاجيا قصيرا نسبيا من دواء الزيدوفيودين )AZT( المضاد للفيروسات القهقرية، يخفض الى النصف خطر انتقال فيروس الايدز من الأم الى طفلها الذي لا ترضعه من ثديها، وبالتعاون مع اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، شرعت أمانة البرنامج في ترجمة هذه النتائج الى دلائل ارشادية ومبادرات عملية للبلدان النامية.
وقد ساهم وباء الايدز بقسط وافر في الزيادة الكبيرة في حالات السل الجديدة خلال العقد الماضي، واصبحت الوقاية من السل عن طريق الأدوية الوقائية التي تعطى للمصابين بالعدوى بفيروس الايدز من الأمور الأكثر الحاحا وبالتعاون مع أمانة البرنامج قامت منظمة الصحة العالمية بتنقيح قائمتها الخاصة بالأدوية الاساسية، وضمنتها عددا من الأدوية المفيدة بصورة خاصة للمصابين بالأدوية الأساسية، وضمنتها عددا من الأدوية المفيدة بصورة خاصة للمصابين بعدوى فيروس الايدز، وبالنسبة للمصابين بعدوى فيروس الايدز ولا سيما في البلدان الصناعية، فإن المعالجة العالية الفعالية والمضادة للفيروسات القهقرية التي استحدثت مؤخرا، قد ساعدت على تأجيل ظهور مرض الايدز، واطالة العمر غير ان هنالك عوامل مختلفة تحد من فائدة هذه المعالجة، منها تكلفة العلاج التي تعد باهظة جدا في بعض البلدان، وقد ساعد البرنامج والمنظمات المشاركة في رعايته، ولاسيما منظمة الصحة العالمية في العمل على تذليل هذه الصعوبات في عدد من الجبهات، مع العمل في الوقت نفسه على تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، ومساندة المصابين بمرض الايدز والعدوى بفيروسه.
ولايزال اصحاب الرأي والقرار ينكرون ما لوباء الايدز من تداعيات متعددة وكذلك ضرورة مواجهة الوباء باعتباره من الأولويات العليا غير ان البرنامج والمنظمات المشاركة في رعايته ظلت تنادي بقوة خلال العامين الماضيين بايلاء المزيد من الاهتمام لمرض الايدز على أعلى المستويات السياسية.
توسيع نطاق مواجهة فيروس الأيدز:
الأسلوب الاستراتيجي:
على الرغم من حدوث 16000 حالة جديدة من العدوى بفيروس الايدز كل يوم، إلا ان الوباء ليس خارج نطاق السيطرة عليه في كل مكان، وفي ضوء تحليل ملامح مواجهة الايدز في البلدان التي استقرت فيها، أو حتى تراجعت معدلات العدوى بفيروس الايدز، يقوم البرنامج بالتبشير باسلوب استراتيجي لمواجهة الوباء، ويقضي هذا الاسلوب بايجاد برامج وقائية تركز على الافراد والمجموعات الأشد تعرضا لخطر العدوى،وتشجيعهم على الأخذ بسلوكيات مأمونة، والعمل الاجتماعي الرامي الى الحد من التعرض للعدوى بالنسبة للاشخاص الذين يندفعون وراء شهواتهم بلا ضابط كاف مما يعرضهم لخطر العدوى، والتخفيف من وطأة الوباء على الأيتام وغيرهم، ورعاية المصابين بالعدوى، والتنسيق الفعال للتدابير المتعلقة بمكافحة الايدز في اطار الجهود التنموية الأوسع نطاقا.
ويشجع البرنامج على اعداد الاستراتيجيات الوطنية بحيث يكون الاسلوب الذي يأخذ به البلد ملائما للوضع السائد فيه، وخصوصيات هذا الوضع، ووفقا للدلائل الارشادية التي أعدها البرنامج في هذا الصدد، فإن اعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الايدز ينبغي ان يبدأ بتحليل دقيق للاحصاءات المحلية المتعلقة بمرض الايدز والعدوى بفيروسه، والسلوكيات المحفوفة بالخطر، وعوامل التعرض لخطر الاصابة بالعدوى، وتعتمد الاستراتيجية على افضل الممارسات التي تتمثل في طرق الوقاية من الايدز التي تمت تجربتها واختبارها ورعاية المرضى والتخفيف من وطأة الوباء, وينبغي ان يراعى في الاستراتيجية تحقيق توازن بين الاحتياجات الوقائية للاشخاص الشديدي الاختطار والاشخاص المحتمل تعرضهم لخطر في الحاضر أو المستقبل، مثل صغار السن، ومن الأهمية بمكان كذلك ان تؤدي الاستراتيجية الى قيام علاقات شراكة واسعة بين الحكومة وبين المجتمع المدني بجميع المستويات، من أجل جعل الاستجابة أقوى ومضمونة الاستمرار على المدى البعيد.
مواجهة منظومة الأمم المتحدة لوباء الأيدز:
كان من المرامي الهامة للبرنامج خلال الثنائية 1996-1997م، ومن المبررات الرئيسية لانشائه ان تكون مواجهة منظومة الأمم المتحدة لوباء الايدز مواجهة متسمة بالتماسك، وقد كان التحدي كامنا في تفعيل الأسلوب المشترك المرسوم في الوثائق التي تم اعدادها مع بداية البرنامج، مثل الخطة الاستراتيجية للبرنامج للسنوات 1996-2000م.
وقد تم ايلاء أولوية عليا للترصد والرصد، خلال الثنائية 1996-1997م, نظرا لأن مكافحة فيروس الايدز بفعالية لابد ان تقوم على فهم لديناميات الوباء، وللعوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تؤدي الى انتشار الفيروس، أو تحد من هذا الانتشار، وقد تعاونت أمانة البرنامج مع منظمة الصحة العالمية ومع الحكومات وسائر الشركاء على اقامة نظام عالمي لتسهيل جمع المعطيات من مصدر مشترك يمكن التعويل عليه، وباستخدام الأدوات المصممة حديثا مثل المرتسمات البروفيلات القطرية، وصحائف الحقائق الوبائية النوعية القطرية، قام البرنامج والمنظمة بحساب تقديرات جديدة لعدد المصابين بفيروس الايدز في نهاية 1997م علما بأن آخر تقديرات نوعية قطرية قد وضعت في عام 1994 ، بالاضافة الى جمع معلومات حديثة حول العوامل السلوكية وسائر العوامل المؤدية الى انتشار الفيروس، وقد اسفر ذلك عن اعداد أول تحليل للوباء بحسب البلد، كما أسهم بصورة ملموسة في تحقيق فهم مشترك لخطورة الوباء.
وتمثل الدعوة الى توقي الوباء احدى الأولويات العليا للبرنامج، إذ لابد من الحديث عن الوباء بكل وضوح، وايجاد احساس بأن من الأمور الملحة مواجهة الوباء من دون اضافة الوقت.
ومن بين القنوات الهامة لهذه الدعوة اليوم العالمي للايدز الذي يحتفى به في الأول من كانون الأول/ ديسمبر من كل عام, ففي عام 1997م قام البرنامج للمرة الأولى بتمديد الاطار الزمني، وذلك بالعمل مع سائر الوكالات المشاركة في رعاية البرنامج وسائر الشركاء في شن حملة عالمية ضد الايدز استمرت عدة أشهر بلغت ذروتها في اليوم العالمي للايدز في الأول من كانون الأول/ديسمبر، وفي حملة سنة 1997م التي كان موضوع اليوم العالمي للايدز فيها هو الأطفال في عالم يتهدده الايدز تعاونت أمانة البرنامج بصورة وثيقة، على الصعيد الاقليمي والقطري، مع الوكالات المشاركة في رعايته وسائر
الشركاء، ولا سيما منظمة الصحة العالمية واليونسيف، ومن المنطقي أن يكون موضوع اليوم العالمي للإيدر في عام 1998م هو: الشباب يساهمون بقوة في الحملة العالمية لمكافحة الإيدز ,, حيث يتم التركيز على إعداد أساليب استراتيجية لتلبية احتياجات صغار السن فيما يتعلق بفيروس الإيدز، وكذلك على تعزيز مشاركتهم في مواجهة الوباء.
كما كرس البرنامج جهدا ملموسا لإقناع قطاع الأعمال بالمشاركة في مواجهة مرض الإيدز.
وقد شرع البرنامج في استغلال موارد غير تقليدية في مختلف مجالات العمل والدعوة إلى توقي الإيدز, ومن الأمثلة على ذلك إنشاء مجلس الأعمال العالمي المعنيى بمرض الإيدز والعدوى بفيروسه، في الاجتماعات السنوية للمحفل الاقتصادي العالمي وعلاقة الشراكة بين البرنامج وبين الروتاري الدولي.
وعلى حين تعمل أمانة البرنامج بالنيابة عن الوكالات المشاركة في رعايته، وذلك في مجالات مثل الدعوة على الصعيد العالمي لتوافي الإيدز فإنه يعمل من خلال الوكالات الست عندما يتعلق الأمر بالأنشطة على الصعيد القطري, وهكذا فإن نجاح أنشطة البرنامج على الصعيد القطري يتوقف على التزامها بتقوية ودعم وتنسيق الأنشطة التي يقوم بها موظفوها الميدانيون في مجال محافحة الايدز.
ومع تشكل 127 مجموعة تابعة للأمم المتحدة تعنى كل منها بموضوع من المواضيع الخاصة بمرض الايدز والعدوى بفيروسه، وتتلقى المساعدة غالبا من قبل مستشاري البرامج القطرية التابعة للبرنامج، أو ضباط الاتصال (الذين هم موفون تعينهم إحدى الوكالات المشاركة في رعاية البرنامج)، طرأ تحسن واضح على التنسيق والالتزام من قبل الأمم المتحدة، خلال الثنائية الأولى من عمر البرنامج.
وفي كثير من البلدان، ساعدت المجموعات الآنفة الذكر والمؤلفة من الؤساء المحليين للوكالات الست، والتي تضم ممثلين للحكومات الوطنية، في تقديم الدعم إلى البلدان في إعداد خططها الاستراتيجية لمكافحة مرض الإيدز والعدوى بفيروسه، وقامت بتقوية عملية حشد الموارد التقنية والمالية الوطنية ودعمت أنشطة الدعوة والتبصير في مجال محافحة العدوى بفيروس الإيدز، بالتعاون مع القيادات السياسية والناس، ونسقت مبادرات منظومة الأمم المتحدة في مجال مكافحة الإيدز.
وبحول نهاية سنة 1997م كانت الوكالات الست المشاركة في رعاية البرنامنج قد أنشأت أمثال هذه المجموعات في 152 بلدا، وانتقل كثير منها في مرحلة تبادل المعلومات إلى التخطيط المنسق، وغالبا ما كان ذلك بمشاركة أشخاص مصابين بالايدز، أو متضررين منه، وسائر الجهات المعنية في المجتمع المدني.
كما تم إحراز تقدم في مجال إعداد آليات للتعاون التقني، الذي هو من الأهدجاف المهمة للبرنامج، وتم على الصعيد العالمي، إرساء أساس جيد لتقسيم العمل بين الوكالات المشاركة بين أمانة البرنامج مما سيسفر عن خطة عمل متكاملة للبرنامج على الصعيدين العالمي والإقليمي.
يجدر بالذكر أنه على الصعيد العالمي، وبفضل مساعدة عدة مجموعات عمل مشتركة بين الوكالات، ومعنية بمختلف المجالات الرئيسية المتعلقة بوباء الايدز (مثل التثقيف الصحي المدرسي حول الايدز), تم التوصل إلى توافق في الآراء حول سياسة البرنامج، بالإضافة إلى تنسيق النشطة وحفزها من قبل أمانة البرنامج والوكالات المشاركة في رعايته, كما عمل البرنامج بصورة وثيقة مع المنظمات غير الحكومية، وأقام علاقات شراكة جديدة مع شركات الأعمال والمنظمات السياسية، وقام بإنشاء أو دعم شبكات للمونارد التقنية من شتى الأنواع، من أجل بناء القدرات المؤسسية لأنشطة مكافحة الإيدز في الأقاليم، وفيما بين البلدان، ومما ساعد على هذه التطورات، تسمية مراكز تعاونية في كثير من أرجاء العالم، وتقديم الدعم للشبكات العالمية أو الإقليمية الرئيسية (بما فيها شبكات من الاشخاص المصابين بالإيدز والعدوى بفيروسه، والمنظمات التي تقدم خدمات في مجال الإيدز)، وتشكيل ثلاثة فرقاء بلدانية تابعة للبرنامج في آسيا وأفريقيا.
ومن الادوار البارزة لهذه الشبكات مساعدة البلدان على تطبيق أفضل الممارسات في مواجهة مرض الإيدز، والتي تتمثل في المبادىء أو السياسات أو الاستراتيجات أو الأنشطة التي ثبت في ضوء الخبرة الجماعية، أنها مناسبة في مواجهة وباء الايدز.
وعلى امتداد الثنائية 1996 - 1997م ساعد البرنامج في تحديد أفضل الممارسات القائمة وابتكار ممارسات جديدة (مثلا، عن طريق دعم اغلبحوث أو تحديد جدول الأعمال العالمي للبحوث)، والدعوة لاستخدامها, وبقية نشر أفضل الممارسات والدروس المستفادة في مجال مواجهة الإيدز، قامت أمانة البرنامج بنشر دلائل إرشادية، ومعلومات تقنية حديثة، وبيانات بسياسة البرنامج، وغير ذلك من الوثائق المعنية بأفضل الممارسات، وقد زاد عددها على خمسين منشورة خلال الثنائية 1996- 1997م كما ساعدت الأمانة البلدان في تنفيذ أنشطة الدعوة إلى توقي الإيدز، وتخطيط البرامج اللازمة.
كما شارك البرنامج الوكالات المشاركة وسائر وكالات الأمم المتحدة في إعداد بعض المنشورات المهمة في مجالات مثل: المدخلات المتعلقة بالعدوى بفيروس الإيدز في حالات الطوارىء، ومواجهة الأوبئة التي يترافق فيها السل بفيروس الإيدز.
هذا، وقد سبق أن أوردنا تحت عنوان التطورات الجديدة في الثنائية 1996- 1997م بعض الوسائل والممارسات التي تم ابتكارها عن طريق البحوث، والتي منها: دواء الزيدوفيودين (AZT) للوقاية من انتقال فيروس الإيدز من الأم إلى طفلها، والاستشارة, وطلب إجراء الاختبارات طواعية.
والدعم في مجال الوقاية من الإيدز ورعاية مرضاه، وما إلى ذلك,وفي إطار تعزيز الجهود المتعلقة بحماية المرأة، تولي البرنامج أمانة مجموعة عمل دولية معنية بتنسيق العمل لابتكار مبيدات للمكروبات المهبلية, وقد نجح البرنامج في تعزيز استخدام العوازل الأنثوية، والتوصل إلى خفض سعرها في القطاع العام من أجل البلدان النامية مما زاد مبيعاتها زيادة كبيرة, كما تم إعداد استراتيجية لمعالجة المواضيع الجنسوية gender في عمل أمانة البرنامج والوكالات المشاركة في رعايته، وكانت البداية جيدة عند التنفيذ.
وبالنظر إلى أن وجود مرض منقول جنسيا بلا معالجة يضاعف خطر انتقال فيروس الإيدز أضعافا مضاعفة حتى عشرة أضعاف، فقد شارك البرنامج في أنشطة تنموية كثيرة تتعلق بالدعوة إلى توقي الإيدز وأفضل الممارسات في هذا المجال، كما ساعد البرنامج في تشكيل فريق عمل إقليمي معنى برعاية المرضى بأمراض منقولة جنسيا، والوقاية من هذه الأمراض، في أوروبا الشرقية.
وبالتعاون مع اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو، واصلت أمانة البرنامج تعزيز التثقيف الصحي الجنسي بالمدارس، مع التأكيد على أن ذلك قد ساعد على التقليل من احتمالات الوقوع في براثن السلوكيات الخطيرة, وفي مجال الاتصالات وبالتعاون مع اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي، يقدم البرنامج العون في إعداد استراتيجيات الاتصال، وإقامة شبكات إقليمية للمساعدة في تحديد أفضل الممارسات.
وبغية توسيع نطاق مشاركة الهيئات الدينية، قام البرنامج بتعزيز أنشطة التدريب وتبادل الأفكار بشأن برامج الوقاية والرعاية المجتمعية المرتكز, ومن الأمثلة على ذلك أن تقديم الدعم الرئيسي للمؤتمر الدولي الأول حول الدين والإيدز الذي عقد في داكار عام 1997م, كما شجع البرنامج المؤسسات الدينية على تقوية أنشطة التدريب على المهارات الحياتية في مجال رصد الإيدز والعدوى بفيروسه، في المدارس التي تديرها.
وفي ما يتعلق بالجهود الرامية إلى تقليل خطر التعرض للعدوى في بعض الأمكان، مثل السجون وأماكن العمل، عمل البرنامج على تقوية الشبكات الوطنية والإقليمية، وتسهيل تبادل المعلومات حول أفضل الممارسات, وقد شرع في تنفيذ نشاط مشترك مع التحالف المدني - العسكري لمكافحة مرض الإيدز والعدوى بفيروسه ، وأثمر هذا النشاط بوجه خاص في مجال الاستنهاض لمواجهة هذ الخطر في المرافق العسكرية بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وقد شملت الأنشطة فيما شملت عقد حلقة دراسية لبلدان حلف الأطلنطي والشراكة من أجل السلام .
وبالتعاون مع الوكالات المشاركة في رعاية البرنامج، وسائر الشركاء، مثل المنظمة الدولية للهجرة، سعي البرنامج إلى زيادة فهم العلاقة بين الهجرة/ التنقل وبين العدوى بفيروس الإيدز واقتراح استراتيجيات للحد مما ينجم عن ذلك من خطر التعرض للعدوى، وفي أفريقيا، على سبيل المثال، يسعى إلى تحقيق هذا المرمى المزدوج، من خلال مشاريع ودراسات تقوم بها مبادرة غرب أفريقيا لمكافحة مرض الإيدز والعدوى بفيروسه ، بدعم من الفريق البلداني التابع للبرنامج، والذي يتخذ من أبيدجان مقرا له.
ونظرا لما لمعاقرة المخدرات عن طريق الحقن من دور في انتشار العدوى بفيروس الإيدز، فقد قام تعاون وثيق مع برنامج الأمم المتحدة الدولي لمكافحة المخدرات، وذلك بصورة رسمية في عام 1996م، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم، وفي بعض البلدان مثل بنغلاديش والهند وميانمار ونيبال وفيت نام، يشارك البرنامج بوصفه عضوا بمجموعة الأمم المتحدة المعنية بمرض الإيدز والعدوى بفيروسه, وجنبا إلى جنب مع برنامج الأمم المتحدة الدولي لمكافحة المخدرات،
وبرنامج منظمة الصحة العالمية المعني بمعاقرة مواد الادمان، قام البرنامج بالمساعدة في تقوية الشبكات الاقليمية المعنية بالحد من الخطر، ودعم المشاريع الفطرية في جميع القارات، واعداد الدلائل الارشادية والادلة التدريبية وفي مجال الارتزاق من الجنس ، واللواط، ركز البرنامج على استعراف ونشر افضل الممارسات في مجال الوقاية من العدوى بفيروس الايدز، ورعاية مرضى الايدز، وتقوية الشبكات الاقليمية، واعداد الوسائل والدلائل الارشادية اللازمة لتسهيل اعداد وتنقية المشاريع.
ومن المجالات الهامة المتعلقة بأفضل الممارسات، تحسين رعاية مرضى الايدز والمصابين بالعدوى ومساندتهم وفي هذا الصدد، قام البرنامج باعداد استراتيجية ترتكز على الشراكة، من اجل تحسين فرص الحصول على ادوية الايدز، باعتبار ذلك مدخلا الى تحسين فرص الحصول على الرعاية الملطفة، والوقاية من العداوى الانتهازية ومعالجتها، وتوفير المعالجة المضادة للفيروسات القهقرية، ومن المبادرات الاخرى للبرنامج مساعدته في مباشرة مشاريع ارتيادية pilot Projeets في شيلي وكوت ديفورار واوغندا وفيتنام , بالتعاون مع وزارات الصحة وعدد كبير من شركات الأدوية, وقد شملت هذه المشاريع، فيما شملت، اقامة آلية مالية لخفض اسعار الادوية، وتقوية البنى الاساسية والموارد البشرية، في المراكز الارتيادية Pllot Centres والمساعدة في اعداد السياسات الوطنية لرعاية حالات العدوى بفيروس الايدز والتدبير العلاجي لها.
|
|
|