Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


إجراء
وداعاً,, بلا انتخاب!
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

اليوم تفارقني الى غير رجعة ربما هذه الجميلة، بعدما امضينا معا قرابة العامين، منذ أبا حسين وحتى المنصور في شراكة إنسانية ورقية لا منطقية تطلب الاحلام والآمال المستحيلة مثلما المفاوضات الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي!، ولي الآن ان اتجرع ورفاق الطريق المليء بالحفر نخب الفشل العلقم المماثل لدواء الزكام الذي وصفه لي الطبيب منذ مدة!! ولا شك بأن الأمر مؤلم فعلا فلقد احببتها بكل صدق لا يتغير كما لو كانت ابنتي الصغيرة ريم لكن ما العمل فلكل شيء نهاية وما اقسى هذه النهاية؟ ولا أدري حقيقة امام ما يخنق انفاسي ويضع على عيناي ستارا أسود حالكا يحجب ضياء الأشياء كلها: هل أوجه لنفسي وزملاء الصفحة العزاء أم لكم؟! أو لعل الحالة خاصة والظرف لا يهمكم أبدا!,, تعلمون منذ البداية اخترت لها اسمها المحرر الأمني وجلست اراقب خطواتها الأولى، وكلما تعثرت قفز قلبي معها وإذا تفوقت واستقرت تمشي باعتزاز نظرت اليها وتعلقت روحي بها!، فكم هي امراة يعجبها انين القلوب من حولها، وتوسل العاشقين لنيل شرف ابتسامة رضا منها! ولم لا: ألا تستحق فاتنتي مثل هذا التكريم! ,, ولأجلها والماضي وما كان بيننا فأهديها بيت شعرها الأخير:
أتدرين أن الصباح انتحب.
واني بدونك لا انتسب
فكيف القبول ببعض النهار
ولا زال ضوءك لم يقترب!
إجمالا كيلا نضيع ونفقد المرشد العربي المفقود أصلا! وهم ويفترض انني معهم! يتكلمون عن موضوعات الجوازات والايدز وجرائم الانتخاب، بينما الجريمة الأكبر والتي تستدعي فعلا انتخابيا، تتحرك وبشدة نحو النظر بمسألة وأدكِ أيتها الحبيبة بنفس المكانة لالابنة والام والزوجة؟ وهنا تتباين الرؤى وتتعارض الآراء بين مؤيد ومعارض، تماما كأي نهج تمثيلي موجود رغم عدم وجوده فعليا ضمن ما يطلقون عليه مجازا لفظ الوطن العربي فأي وطن ذاك المحكوم بجامعة عربية أقرب ما يماثلها الوظيفة والدور دور العجزة! المنتشرة بانحاء متفرقة عبر العالم؟ تصوروا ما يقارب 200 مليون عربي أو يزيد نصفهم شباب يقرر مصيرهم وحاضر ومستقبل قضاياهم المصيرية، فيما يتعلق بوظائف الدرجة الثانية مجموعة شيوخ ودعوا العقد السادس او السابع أحياناً!، والغريب أيضا ان سن النبوة تحدد سن الولاية لدى العرب، ومع احترامنا المتناهي للشيوخ طبعا فلم نسمع مثلا إلا نادرا بوكيل وزارة او سكرتير أول بسفارة أو أو,, الخ لم يتخط سن الأربعين بل ويلاحظ وبدرجة عالية جدا، ان آخر ما يعتمد عليه لمرحلة التعيين في الوظائف الهامة لمستوى الخدمات وتلبية مطالب مواطني الدولة بالذات، في الداخل والخارج هو الكفاءة وقبول الناس للشخص المعين!، والقاعدة السابقة بدون تسويف او تجنٍ عامة لكل العرب، ونحن لا نقصد بما تقدم ولا يخفى القيادات العربية العامة إذ لا ينبغي ان يوكل زمام القيادة العامة او الاستراتيجية إلا لشخص يتمتع بالاتزان والحكمة وبعد النظر والتجربة وهو غير الممكن إطلاقا قبل سن الأربعين؟!، لكن ماذا بالنسبة للبقية: هل يكون الترشيح بالتعيين او الانتخاب او بوسيلة اخرى مقاربة ,, لو تأملنا المتبع وفق العرف العربي السائد غير المكتوب لوجدنا انه يأخذ بالجانبين تعيين وانتخاب، ولتوصلنا كذلك إلى أن الانتخاب يقيم وبقوة فرصة الرشوة والتلاعب وتزوير الاصوات ويحدث دائما بدون أمثلة منعا للاحراج ولدواعي النشر لصالح أشخاص لا يملكون غالبا الحد الأدنى للتأهيل اللازم كشرط لشغل الوظيفة النيابية او ما يشابهها للأسف!، مايعني بأن التعيين اكثر وضوحا واقل مجازفة، ثم الانتخاب عربيا لا يخرج واقعيا عن كونه تعيين وفق القواعد الشكلية الغربية المسماة بالديموقراطية فالنتائج الانتخابية العربية لا مثيل لها باصقاع الدنيا!، ولا نسمع إلا لدينا فقط بانسحابات واعتراضات وهرج ومرج وبمشكلات تطبخ في المجالس الخاصة لتصبح معضلة محلية تؤرق بال القاصي والداني! إذن فنعم للتعيين ولا للانتخاب والوسائل المقاربة,, ولا ننسى: لا تهضموا الشباب حقهم ببناء أوطانهم؟! .
أخيرا حبيبتي الراحلة تطلب تصويتا نهائيا قبل الوداع قد لا يغير شيئا! ولكن قلمي لن يتوقف وسيعاود النزف اسبوعيا بمكان آخر يحدده الاستاذ رئيس التحرير.
BADERALSAUD* HOTMAILCOM
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved