Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


المعلمون قد يقعون فيها
لنستكشف بعض أخطائنا في التربية والتعليم

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في بادىء الأمر اريد ان اصوب خلطا وخطأ في مجال التربية والتعليم وهو انه عندما يستمع بعض المتعلمين الى مصطلح التربية والتعليم يقفز الى اذهانهم ترادف هذين المصطلحين وحصرهما في بوتقة المؤسسة التعليمية فحسب ولا يتعدى ذلك الى مؤسسات حياتية تعليمية اخرى كالبيت والمسجد، والحقيقة ان هناك فرقا بين المصطلحين فليست كل كلمة منهما تدل على الأخرى عن طريق الترادف، فالتربية تعد الإنسان للحياة وهي عملية مستمرة مع الإنسان من المهد الى اللحد، اما التعليم فإنه يعد الإنسان لتقبل أمور دينه ودنياه بكل عقلانية وفهم كما انه يعده لمهنة او حرفة او عمل ما، لذا فإن التعليم وسيلة من وسائل التربية، او وسيلة من وسائل اكتساب مهنة ما, هذا هو أهم فرق بين التربية والتعليم، ومن خلال معايشة التعليم والتربية معا احس ان هناك اخطاء يقع بها بعض المربين في مجال التعليم، شعروا بها ام لم يشعروا فمن تلك الأخطاء ما يلي:
1 عدم احترام شخصية الطالب: فتجد بعض المعلمين لا يلقي للطالب أدنى احترام او تقدير ويعده جسدا بلا روح، وعلينا ان ندرك ان ذلك الطالب الذي قد نحتقره سيتولى يوما ما منصبا من المناصب فقد ينقم من التعليم وأهله، لذا يجب على المعلمين ان يأخذوا بيد أولئك الطلاب ويشحذوا هممهم وإمكاناتهم، ويشجعوهم ماديا ومعنويا، لأن الطالب بحاجة الى اللين والمرافقة كي يتقبل ما يقال، ويكتسب بالتدريج الجد والمثابرة والثقة بالنفس، كما يجب ان يعطى الطالب حريته بحدود الأدب في إبداء الرأي والحوار معه حوارا بناء يكشف ما يكن من آراء ومقترحات كي يحس بكيانه كإنسان ثم بشخصيته كطالب له حقوقه المحفوظة له.
2 ومن اخطائنا كذلك: عدم فهم نفسيات وظروف الطلاب، واعتقد ان من يتحمل تبعات هذا الخطأ اولا وأخيرا هو المرشد الطلابي، ذلك لأنه هو الأقرب الى نفسيات الطلاب وفهم ظروفهم الحياتية، فقد يكون الطالب مصابا بعاهة او بمرض او ظرف من الظروف، فيرغمه المدرس على شيء يتعارض وظرفه فيقع الطالب والمعلم بحرج كان السبب فيه هو المرشد الطلابي لانه لم يبلغ المعلم بظروف الطالب الفلاني، ومن الامثلة على ذلك: قد يكون أحد الطلاب مصابا بفشل كلوي لاسمح الله او بمرض السكر او بربو او مرض من الأمراض التي تتطلب منه الاستئذان المستمر لتناول بعض الأدوية او الخروج المستمر الى دورات المياه أعزكم الله فعندما يكثر الطالب من الاستئذان ويتكرر خروجه فمن الطبعي ان يمنعه المعلم من ذلك، فقد يصاب بمضاعفات مرضية والمعلم لا يعلم بها، وقد وقفت شخصيا على حالة مماثلة لتلك الحالة وكان الطالب هو الضحية والسبب عدم فهم ظروف الطالب الصحية من قبل المعلم.
3 كما أن من اخطائنا كذلك: عدم استخدام مبدأ الثواب والعقاب بين التلاميذ: فقد يتساوى لدى بعض المعلمين الطالب المهمل والمجد، ففي تلك الحالة يصاب الطالب النشيط المجد بالإحباط وخيبة الأمل والسبب لأنه يرى ان جهده ومذاكرته ومشاركته تذهب سدى لا يجد لها أدنى تقدير من ثواب معنوي او مادي، وبالمقابل سيتمادى الطالب المهمل في كسله وإهماله، لأنه لن يجد من يوجهه او يوبخه او يعاتبه او يؤنبه اذا أخطأ او أهمل او قصر، هذا مبدأ الثواب والعقاب المعنوي، واما المادي او الجسدي فقد يقع بعض المعلمين في اخطاء اخرى في مبدأ الثواب والعقاب او الترغيب والترهيب، فتجده يلجأ الى الضرب لأتفه الاسباب وأدناها، صحيح ان مبدأ العقاب والثواب قد أقره الإسلام فما لا يتم اصلاحه بالثواب قد يصلحه العقاب، على ان تظل السمة الغالبة هي الرحمة والرفق، وانني هنا لا أنكر ان الضرب احدى الوسائل التعليمية والتأديبية ولذلك فالمعلم ليس هو المخول بالضرب بل لا يتم ذلك إلا بعد اجتماع لجنة ادارية مكونة من المدير والوكيل وبعض المعلمين المكلفين في النظر في تلك المشكلة ويصدر بحق الطالب القرار الذي تراه تلك اللجنة، وإلا فالمعلم ليس له أمر الضرب ونحن لا ننكر ان التجاوزات موجودة ولكني أقول: لو حصل ما حصل فلن يرحمك احد فارحم نفسك اخي المعلم وكن على حذر قد ينفع الحذر، هذا وقد اثبت الواقع ان المعلم كثير الضرب قليل الهيبة، اعمل بقول العامة (اكرب وجهك وارخ يديك).
4 ومن اخطائنا الأخرى: عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب: فالطلاب مختلفون - ولا شك في قدراتهم وإمكاناتهم العقلية والاستيعابية: لذا ينبغي للمعلم ان يقدم من التعليم ما يناسب مستوى كل منهم, فلا يخاطب القاصر ذهنيا بما يخاطب به الذكي النبيه, ومن ناحية الواجبات والتطبيقات الفصلية يتوجب على المعلم ان يراعي ذلك التفاوت وتلك الفروق فيضاعف التطبيقات على الضعاف كي يرتقي بمستواهم الى مصاف زملائهم الآخرين، ولا يعنفهم او يوبخهم او يتهكم منهم امام زملائهم كي لا يصابوا بعقدة قد تجبرهم على ترك الدراسة او على الأقل كرهها او كره من يقوم بتدريسها.
5 ومن الأخطاء: عدم اشراك الطلاب في الدرس: بمعنى انك تجد بعض المعلمين يستأثر بالحديث لوحده ولا يدع فرصة للطالب ان يبدي رأيه او يشارك في طرح بعض المعلومات المختزنة عنده عن موضوع الدرس، وهذا مما يجلب الملل والسأم لدى الطلاب، لأن الدرس يسير على وتيرة واحدة دون تغيير في مجرى الحديث، لذا يجب على المعلم ان يراعي إشراك جميع التلاميذ في الدرس ويدع الفرصة للطلبة للتفكير فيه ويشجعهم على ذلك، ولكن ليحذر المعلم ان تكون تلك الطريقة وسيلة لضياع الوقت او العبث اثناء الدرس نظرا لفتح الباب للطلاب لابداء رأيهم حيال الموضوع المطروح,هذه بعض الأخطاء التي قد يقع فيها بعض المعلمين ولكنني اثق وأجزم ان الكثير من المعلمين قد يقعون في بعضها دون قصد منهم والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالله بن خليفة السويكت
ثانوية الأندلس - الرياض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved