عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
النقد المقصود في هذا المقال ليس النقود أو الأوراق المالية وإنما الانتقاد, والانتقاد سلاح ذو حدين وله وظيفتان، فقد يستخدم للهدم وقد يستخدم للبناء, والملاحظ ان كثيرا من النقد الذي نسمعه او نقرأه من النوع الأول، مع الأسف الشديد، فلا تجد احدا ينتقدك إلا لهوى في نفسه حتى ولو كان صديقا لك او أقرب المقربين اليك، فلا ينتقدك إلا حين يغضب منك, فمعنى ذلك انه اخفى النقد عنك تقديرا لك، وعندما أراد التشهير بك، نتيجة لغضبه منك، أطلق لنفسه العنان في نقدك نقدا جارحا، لا هدف منه لا الهدم والانتقاص والتشهير، في يومك وفي عملك وفي مكتبك تقابل العشرات من هذه الأصناف من البشر الذين لاهم لهم إلا الهدم والتشهير بالأخطاء وتسقطها بنية انتقاص الأشخاص الذين لا يسيرون حسب هوى المنتقد، فيطلق لسانه كالسكين يقطع هنا وهناك دون اي ضابط,, وبعض النقد يأتي متخفيا تحت ستار ابتغاء المصلحة للشخص، مثل المزح النابع من الحقد، فبعض الأشخاص يفرغ حقده وحسده عن طريق كلمات في ظاهرها المزح وفي باطنها الحقد والحسد والبغض، اذا ناقشته في كلامه قال لك بسيطة أمزح,,! هل تغضب من المزاح؟! ولو مازحته بأقل من كلامه لقلب الدنيا رأسا على عقب وغضب عليك, ومثله النقد الجارح الذي لا هدف منه إلا الهدم والسخرية والاستهزاء,, هؤلاء المنتقدون حين ينتقدون لهوى في نفوسهم، حين يجعلون الخطأ صحيحا والصحيح خطأ، ينتقد كل كلمة وكل حرف وكأنه موكل بك او بعباد الله كلهم!! مثل هذا النوع من النقد ينفضح صاحبه من أول مكاشفة ويسقط من أول مواجهة، حين تكتشف أكاذيبه وأدواته، حين ينكشف امام الملأ هدفه الذي يختفي وراءه,, اذا كان النقد هداما انهدم صاحبه,, وهناك مثل يقول: اذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالأحجار,, أي أبدأ بنقصك وأبحث عن عيوبها ولا تنتقد الآخرين بما فيك انت، فإن هذا لا معنى له,,
ولا تثر الاشياء والحنق عليك بالافتراء والتطاول على الآخرين اذا كنت تحب ان يعاملك الناس بالإحسان,, وعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به,, ولا تتوقع منهم المعاملة الحسنة وأنت تعاملهم معاملة سيئة!!
م ,عبدالعزيز بن محمدالسحيباني
البدائع