Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


النقد بين الهدم والبناء

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
النقد المقصود في هذا المقال ليس النقود أو الأوراق المالية وإنما الانتقاد, والانتقاد سلاح ذو حدين وله وظيفتان، فقد يستخدم للهدم وقد يستخدم للبناء, والملاحظ ان كثيرا من النقد الذي نسمعه او نقرأه من النوع الأول، مع الأسف الشديد، فلا تجد احدا ينتقدك إلا لهوى في نفسه حتى ولو كان صديقا لك او أقرب المقربين اليك، فلا ينتقدك إلا حين يغضب منك, فمعنى ذلك انه اخفى النقد عنك تقديرا لك، وعندما أراد التشهير بك، نتيجة لغضبه منك، أطلق لنفسه العنان في نقدك نقدا جارحا، لا هدف منه لا الهدم والانتقاص والتشهير، في يومك وفي عملك وفي مكتبك تقابل العشرات من هذه الأصناف من البشر الذين لاهم لهم إلا الهدم والتشهير بالأخطاء وتسقطها بنية انتقاص الأشخاص الذين لا يسيرون حسب هوى المنتقد، فيطلق لسانه كالسكين يقطع هنا وهناك دون اي ضابط,, وبعض النقد يأتي متخفيا تحت ستار ابتغاء المصلحة للشخص، مثل المزح النابع من الحقد، فبعض الأشخاص يفرغ حقده وحسده عن طريق كلمات في ظاهرها المزح وفي باطنها الحقد والحسد والبغض، اذا ناقشته في كلامه قال لك بسيطة أمزح,,! هل تغضب من المزاح؟! ولو مازحته بأقل من كلامه لقلب الدنيا رأسا على عقب وغضب عليك, ومثله النقد الجارح الذي لا هدف منه إلا الهدم والسخرية والاستهزاء,, هؤلاء المنتقدون حين ينتقدون لهوى في نفوسهم، حين يجعلون الخطأ صحيحا والصحيح خطأ، ينتقد كل كلمة وكل حرف وكأنه موكل بك او بعباد الله كلهم!! مثل هذا النوع من النقد ينفضح صاحبه من أول مكاشفة ويسقط من أول مواجهة، حين تكتشف أكاذيبه وأدواته، حين ينكشف امام الملأ هدفه الذي يختفي وراءه,, اذا كان النقد هداما انهدم صاحبه,, وهناك مثل يقول: اذا كان بيتك من زجاج فلا ترم الناس بالأحجار,, أي أبدأ بنقصك وأبحث عن عيوبها ولا تنتقد الآخرين بما فيك انت، فإن هذا لا معنى له,,
ولا تثر الاشياء والحنق عليك بالافتراء والتطاول على الآخرين اذا كنت تحب ان يعاملك الناس بالإحسان,, وعامل الناس بما تحب ان يعاملوك به,, ولا تتوقع منهم المعاملة الحسنة وأنت تعاملهم معاملة سيئة!!
م ,عبدالعزيز بن محمدالسحيباني
البدائع

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved