عزيزتي الجزيرة
تعيش المملكة العربية السعودية هذه الايام يومها الوطني، يوم التوحيد الذي يمثل رمزا من رموز الوطن الخالدة الذي جمع شتات هذه البلاد على يد القائد والامام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - والتي ارسى بها ومن خلالها قواعد الامن والامان والطمأنينة.
والحديث عن هذا اليوم وما كان من اثره لايمكن حصره او عده في هذا المقال المحدود كما ان ما قام به الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لاتحصيه مثل هذه السطور القليلة، فهو امر يحتاج الى مجلدات وكتب اجتهد الكثيرون من ابناء هذا البلد المخلصين وغيرهم من رجال الفكر والادب الاسلامي في اخراج العديد منها والتي تملأ المكتبات العامة والاسلامية والتي تبرز جهود ذلك الرجل الفذ في توحيد الجزيرة العربية على نهج الشريعة الاسلامية، وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع فئات الشعب المختلفة، كما تبرز ايضا جهود ابنائه البررة الذين ساروا على نفس نهج والدهم - رحمه الله - فنهضت المملكة العربية السعودية حتى اصبحت تساير ركب الحضارة المعاصرة, نعم ان المملكة العربية السعودية قد خطت خطوات كبيرة، وحققت انجازات عظيمة في وقت قصير جدا اذا ما قيس بعمر الشعوب والحضارات والامم، حتى صارت بالفعل تقف في مصاف الدول المتقدمة في جميع النواحي العلمية والعملية، وفي كافة الانشطة الزراعية والاقتصادية والسياسية والامنية والتعليم كما انها حققت معدلات متقدمة وارقاما قياسية في نشر التعليم في كافة ارجائها ويلقى تعليم المرأة السعودية نصيبا وافرا ومتميزا من اهتمام ولاة الامر وقادة هذا البلد المعطاء وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو نائبه، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - ولاشك ان ثمرة هذا الدعم المتواصل قد اينعت اليوم حيث تحتل المرأة مكانة مرموقة في الكثير من المجالات الحيوية وبما يوافق ديننا الاسلامي الحنيف، وما يتحقق معه دفع مسيرة هذا الوطن العزيز الى الامام.
ومما يفخر به المواطن ايضا - في مثل هذا اليوم - ذلك الامن الشامل الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، وخاصة امن الحج ، حيث يفد على هذه البلاد ملايين البشر من الحجاج والمعتمرين على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم وقد وفرت لهم المملكة كل امكاناتها حتى يؤدوا مناسكهم بكل يسر وامان واطمئنان، فالطرق - ولله الحمد - الى مكة المكرمة آمنة وميسرة بما يكفل الراحة والأمان لقاصد هذه البلاد والتوسعة العملاقة التي شهدها الحرمان الشريفان ومناطق المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومساجد المواقيت وغيرها تفوق الوصف ويعجز اللسان والقلم عن التعبير عنها, انه حقا يوم عظيم يستحق ان يفخر به كل مواطن، وما حققه الملك عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة، وادخله فسيح جناته - جدير بان يتباهى به ابناء الامة الاسلامية من مشرقها الى مغربها وليس ابناء المملكة فحسب فقد اثمر جهاده دولة رائدة تذود عن حمى الاسلام والمسلمين في كل مكان وتمد يد المساعدة لكل محتاج وفي خدمة الاسلام والمسلمين ونصرة القضايا العربية والاسلامية على كافة الاصعدة والمحافل الدولية.
سراب سدير