Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


رأي الجزيرة
العلاقات الخليجية وملامح الرؤية السعودية

لغة الخطاب السياسي الناجح، لابد ان تستشف ضمير الجماعة، ومصالح الدولة، وعلاقات الإخاء,, وآفاق المستقبل، كما لابد ان تعي حقائق الواقع بما يمكن توظيفه في خدمة القضايا والمصالح المشتركة للدولة مع نظرائها في المستوى الإقليمي والدولي.
هذه الرؤية لأطر الخطاب السياسي,, تسجل حضوراً دائماً في الممارسة السعودية على كافة أصعدة المسؤولية,, حتى أصبحت دبلوماسية المملكة,, برؤيتها الواعية، وحسها العميق، ونظرتها الشاملة,, مثالاً قوياً للحكمة والوعي والعمق,, ترفد الآخرين بنهجها الهادىء المتزن,, فيستقون منها الأنموذج والقدوة والمثال في الممارسة الفعلية على أرض الواقع.
والمملكة وهي تعطي كل العناية لمفردات الخطاب السياسي، تعي أهمية ان تؤتي الكلمة مدلولها المقصود، ورسالتها المتوخاة، دون لبس أو غموض، خصوصاً وان الوضوح الكامل في النهج السعودي، مترسخ كممارسة سياسية لا تعرف سبل المراوغة أو مسارات التضليل.
على ذلك السياق,, كان تصريح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، حين أوضح لالجزيرة وسط حضور اعلامي,, ضرورة ان ننزع من أفكارنا كلمة نزاعات في تناول العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد بادر سموه الى تأكيد هذه الحقيقة وضعاً للمدلولات اللفظية في اطارها الصحيح,, حيث لا توجد نزاعات بين دول الخليج، وإنما هي - كما تفضل سموه- مجرد اختلافات بوجهات النظر تحل بطرق المحبة والتبادل الثنائي في الآراء بين الدول الأعضاء .
والدلالات العميقة التي حملها تصريح سمو النائب الثاني تقطع الخط أمام المتشككين في وحدة الصف الخليجي، فالدول المنضوية تحت اطار مجلس التعاون الخليجي، تملك من عناصر الانسجام والقربى ما لا يخفى على عين، بل إن مجلس التعاون الخليجي لم يأت إلا لتقنين واقع قائم، ومعطيات مرصودة، فكان ميلاده تأطيراً لذلك الواقع، وسعياً لتوظيفه في خدمة قضايا المنطقة وحماية مصالحها المشتركة.
أما ما ينشأ من تباين لوجهات النظر بين بعض الدول الخليجية، فهو لا يخرج عن كونه أمراً يتواتر حدوثه داخل كل بيت يضم أسرة واحدة، فيتم التعامل معه بطرق المحبة وتداول الرأي مثلما تفضل سمو النائب الثاني بإيضاحه.
وبهذه المعرفة العميقة لمدلولات المفردة في الخطاب السياسي، وظفت المملكة حكمتها ورؤيتها لاجلاء الحقائق، وتوضيح الصورة,, كتأكيد جديد على ان اللُّحمة الخليجية -كعهدها- قوية متينة، وان علاقات الإخاء السائدة بين دول المجلس تزداد قوة ورسوخاً,, خدمة لمصالح المنطقة، وارتقاءً بحياة أبناء الخليج الى المكان اللائق بهم في عالم اليوم.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved