Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين6
د , عبدالله الفوزان

هناك من يقول إن التعليم العام يقوم عندنا على التلقين والحفظ بينما الجامعة تعتمد على التفكير والتحليل والبحث الحر، أي أن الدراسة الجامعية تتطلب مهارات وقدرات لا تكشفها امتحانات الثانوية العامة,,,, وهناك من يقول إن مناهج مراحل التعليم العام فيها حشو وتكرار كثير، ولذلك يتشتت ذهن الطالب وتتواضع حصيلته في المواد العلمية التخصصية الصعبة مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية ولذلك يتخرج من الثانوية العامة وهو لا يملك الحصيلة العلمية الكافية لمواصلة الدراسة الجامعية في هذه التخصصات,,, وهنالك من يقول إن نتائج امتحانات الثانوية العامة لاتعبر عن المستوى الحقيقي لبعض الطلبة نظراً لأن بعض المدارس الأهلية وربما بعض المدارس الحكومية تتكرم على الطلبة بعلامات أكثر من المستحق بكثير في أعمال السنة وامتحان الفصل الأول لاعتبارات معروفة فتكون النتيجة أن يحصل بعض الطلبة على نسب نجاح عالية في الامتحان النهائي دون وجه حق,,.
هذه الانتقادات أو ربما غيرها هي التي تجعل بعض الجامعات أو الكليات تعقد امتحانات قبول للمتقدمين لها من خريجي وخريجات الثانوية العامة تجعل نتائجها هي معيار المفاضلة بين المتقدمين وليس نسب النجاح في الثانوية العامة، وحين يعبر المسؤول في الجامعة عن انتقاده- بإجراء هذا الامتحان- لأداء المسؤول الآخر في وزارة المعارف فإن هذا يكون مفهوما ومعقولا بصرف النظر عن حجم الصواب والخطأ فيه، ولكن أن تقوم الرئاسة العامة لتعليم البنات التي تشرف على الجهتين: التعليم العام وكليات البنات بإجراء امتحانات قبول في كلياتها لخريجات مدارسها الثانوية معبرة بذلك عن انتقادها لمناهج التعليم في التعليم العام لديها أو لامتحان الثانوية العامة التي تجريها هي فإن هذا يكون غير مفهوم ولا مقبول، لأن ذلك يعني أن الرئاسة تنتقد أداءها وتشكك في عملها ولا تثق في جهودها.
أن تقوم كليات طب الأسنان مثلا باختبارات عملية للمتقدمين والمتقدمات لها بهدف التأكد من قدرة الأصابع على الحركة المرنة الملائمة لطب الأسنان أو تقوم كليات التربية بإجراء مقابلة للتأكد من قدرة المتقدم على الإلقاء الحسن، فهذه الامتحانات وما يماثلها معقولة ومقبولة إذ من الطبيعي أن تجري بعض الكليات امتحانات تتعرف بها على أي استعدادات ضرورية مطلوبة لطلبتها لا يمكن أن تتضح من خلال نتائج الثانوية العامة ولا يشملها منهج التعليم العام,,, أما أن تقوم الجامعات أو كليات البنات بإجراء امتحانات للمتقدمين لها تتكون من أسئلة يفترض أن تكون إجاباتها موجودة في المعلومات التي تضمنتها مناهج التعليم العام، فهذا أمر لا أظنه مقبولا، لأنه يعني أمراً واحداً هو التشكيك في امتحانات التعليم العام ويكون الأمر أكثر غرابة حين تكون الامتحانات من كلية تابعة لنفس الجهة التي تشرف على التعليم العام كما يحصل الآن في كليات البنات.
أما بالنسبة لتلك الامتحانات التي توحي بقصور في مناهج التعليم العام وليس في امتحاناته فهي الأكثر تعبيرا عن ظلم الطلبة إذ لا يجوز لمؤسساتنا الجامعية السكوت عن خلل مثل هذا والاكتفاء عند مراجعة الطلبة لها للالتحاق بكلياتها باشتراط قدرات ومعلومات لم يكتسبوها أصلاً خلال دراستهم السابقة لخلو المنهج منها,,, وأظن أن معالي وزير المعارف لا يقرُّ بوجود هذا الخلل أصلاً، أما معالي رئيس تعليم البنات فلا أعرف رأيه ما دام أن من الكليات التي تجري تلك الامتحانات كليات يشرف عليها.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved