* برلين- د,ب,أ
لقد ولت ايام اجهزة الكاسيت الصغيرة المحمولة ومشغلات الاسطوانات الممغنطة التي تتأثر كلما اعترضتك ثغرة في الطريق وانت تقود سيارتك, فالآن يمكنك شراء مشغل ام بي-3 الذي يوفر جودة صوت عالية رغم ان حجمه لا يتعدى حجم علبة الكبريت.
وتتيح تكنولوجيا ام,بي-3 لمحبي الموسيقى الدخول مباشرة الى شبكة الانترنت لتحميل الموسيقى منها وتشغيلها على اجهزة الكومبيوتر او على مشغل ام,بي-3 المحمول الذي يخزن الموسيقى على رقيقة مصغرة.
وقد اثارت هذه التكنولوجيا الجديدة القلق في اوساط صناعة الموسيقى لان عشاق الموسيقى لن يضطروا الآن الى شراء المنتجات المعبأة التي توزعها شركات الاسطوانات باسعار محددة سلفا, بل سيحملون الموسيقى التي يودون سماعها مباشرة من المواقع الخاصة بالفنانين على شبكة الانترنت, ويمكنهم بهذه الطريقة ان يحصلوا على البومات كاملة او ان يكونوا مجموعات منتقاة من اغان متفرقة,وهناك عدد متزايد من المصنعين الذين اتجهوا لانتاج اجهزة تشغيل ام,بي-3، وهو الاختصار المعتمد لجمعية خبراء الافلام المتحركة، اوديو ليير-3 .
ومن هؤلاء بعض اشهر الاسماء في المجال كجروندج وسامسونج.
غير ان هناك مشكلة كبيرة، وهي ان ام,بي وغيرها من النظم مثل ليكويد اوديو وام,اس اوديو، لا توفر حماية كاملة لحقوق الملكية الخاصة بالفنانين.
ويقول اندريا روثاوج المسئول بهيئة فونو التي تتولى تمثيل صناعة الصوتيات بالمانيا: تعد ام,بي-3 فرصة لصناعة الموسيقى لاتاحة الموسيقى عبر شبكة الانترنت , الا ان الهيئة تقدر نسبة القرصنة في الموسيقى التي توفرها ام,بي-3 بنحو 90 في المائة, وتتوقع ان تصل تكلفة هذه القرصنة على الخط المفتوح خسائر في المبيعات قدرها 21,6 مليون دولار هذا العام.
ولذلك فالشركات تفعل كل مافي وسعها لايجاد حلول تؤمنها من خطر التعرض لهذا النوع من القرصنة, وهم يودون ايجاد وسيلة تمكنهم من تخزين الموسيقى على الكومبيوتر او القرص الممغنط بشكل الكتروني بحيث لا يمكن نسخها, وبهذا الشكل لن يحصل على الموسيقى الا من دفع المال بهدف شرائها.
وكانت ميكروسوفت قد اعلنت ان صيغة ام,اس اوديو التي طرحتها تعد نظاما مؤمنا ضد القرصنة، ولكنها تعرضت مؤخرا للسرقة.
وقد اتحدت اكثر من 100 شركة لتكوين مبادرة الموسيقى الرقمية المؤمنة التي اصدرت في يونيو الماضي نشرة تحوي توجيهات خاصة بالارسال الامن للبيانات الموسيقية، وهو ما يمكن اعتباره خطوة اولى.
في الوقت نفسه، من المرجح ان يكون عشاق نجم الروك البريطاني ديفيد بوي من اوائل المتعاملين مع هذه التكنولوجيا الجديدة، حيث انه قرر ان يطرح احدث اعماله الذي يحمل اسم ساعات على الانترنت قبل اسبوعين من طرحه في الاسواق, وان كان بوي يأمل في الحصول على مقابل.