* المدينة المنورة - محمد العروي
نفى فضيلة رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة الدكتور صالح بن عبدالرحمن المحيميد أن يكون الزواج المبكر سببا من أسباب الطلاق، بل إن التبكير في الزواج كما ذكر من أسباب السعادة والاستقرار النفسي والعاطفي حيث قال عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .
والله سبحانه وتعالى بين لنا في كتابه أنه خلق لنا الزوجات لنسكن إليها وجعل بين الزوجين المودة والرحمة.
مضيفا فضيلته بهذا الصدد أن عدم فهم الزوج أو الزوجة لما يجب عليه نحو الآخر قد يكون من أسباب الطلاق لأن الزوج عليه للزوجة حقوق وواجبات وله عليها حقوق وواجبات.
قال تعالى: ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة , فإذا تجاوز الرجل أو المرأة الحد الذي له على الآخر أو قصر في الواجب عليه نحوه حصل نفور واختلاف قد يؤدي للطلاق لهذا كما يؤكد فضيلته فإن معرفة المرأة بالواجب لها والواجب عليها وبذلها لما عليها وتسامحها فيما لها من أعظم أسباب الاستقرار ومثل ذلك في الأهمية معرفة الرجل لما له وما عليه، وبذله لما عليه بكرم وطيب نفس وتغاضيه عما له تكرما وتسامحا هو من أسس الاستقرار الأسري ودوام العشرة.
قال عليه الصلاة والسلام: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي , وقال تعالى: وعاشروهن بالمعروف .
دور المادة في الطلاق
وفي سؤال آخر عن السبب في كثرة الطلاق في هذا الوقت وهل للمادة دور في ذلك قال فضيلته: الطلاق كثر لأن الزواج كثر لكثرة الناس وإلا فالطلاق موجود من القديم وأسباب الطلاق كثيرة منها عدم معرفة الرجل بالمرأة عند الخطبة معرفة دقيقة وعدم معرفتها به كذلك، فمن الزيجات ما تم بدون رؤية وبدون بحث وقد تكون الزوجة من بلد أو من قوم والزوج من آخرين, فإذا تعارفا وظهرت الحقائق تبين لأحدهما أن الآخر لا يصلح له فيبدأ في خلق المشاكل من أجل الخلاص ولو استبانا الأمر قبل الزواج ما حصل الزواج ولا الطلاق.
كما أشار فضيلته إلى بعض أسباب الطلاق الأخرى أيضا فقال إن من أسباب الطلاق أيضا عدم قيام أحد الزوجين أو كلاهما بواجبه نحو الآخر، إما أن يكون جاهلا به أو يكون ظالما لصاحبه، فقد يريد الزوج من زوجته أن تسلك مسلكا معينا، فلا تطاوعه أو هي تريده أن ينهج منهجا خلاف ما كان عليه فلا يرضى ذلك, ومن كثرة عتاب أحدهما للآخر يتولد الكره وعدم الوئام.
ويواصل فضيلته حديثه قائلا: من أسباب الطلاق كذلك عدم عناية أحد الزوجين بنفسه ونظافته ورائحته الشخصية، فمثلا يريد الرجل من قرينته أن تكون بحضرته على مستوى لائق من النظافة والرائحة الطيبة والتصرف الذي ينم عن احترامه وتقديره, ومن النساء من لا تهتم بذلك فيتولد عن الرجل شعور بعدم صلاحية هذه المرأة له فيطلقها ومثل ذلك تريد المرأة أن يكون زوجها حسن المظهر طيب الرائحة كريم الخلق حسن المنطلق وبعض الرجال يرى أن ذلك ليس من حقها، بل الواجب أن تحبه وترغب فيه على أي حال كان فعندها يكون الاختلاف المؤدي إلى الطلاق واستحسن من الزوجين الرفق بالآخر وإذا علم أنه يجهل الواجب عليه فيسعى إلى تعريفه بالواجب بطريق غير مباشر الكتاب والشريط وغير ذلك من وسائل ايصال المعلومة النافعة واستحسن من الرجل والمرأة ألا ينفر من تعليم صاحبه له فالاسرة التي تقوم على الإيمان والمعرفة والمصارحة والمحاورة للوصول للحق هي الأسرة الباقية والبقاء لله تعالى.
أما عن دور المادة فقد يكون سبب الطلاق ماديا، فالاسراف في المهور وفي حفلات الزواج واظهار الفرح الزائد عن المعتاد قد يثير الحسد عند من ابتلاهم الله بالحسد والحقد على الناس ولهذا فإن الأولى القصد في ذلك.
كذلك إذا كان الزوج محدود الإمكانات فالزامه بمصاريف الزواج من المهر والحفلات والاستئجار والأثاث وما يلحق بذلك فيما هو يلحق به الدين والاقتراض ومع مرور الزمن تبدأ المطالبات والمضايقات ولا يجد من يعينه وقد تستمر الزوجة في استنزافه بكثرة الطلبات مجاراة للآخرين وكل هذا يثقل كاهل الزوج ويجعله يسقط في أول الطريق ولذا فالحماية لعش الزوجية هو التعاون والتفاهم والفقر ليس عيبا وإنما العيب في البطالة والاتكال على الآخرين وأخذ أموالهم وصرفها في كماليات لا ضرورة لها ثم العجز عن اعطاء أصحاب الحق حقوقهم هذا ما أراه والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد.
|