Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


صمت العصافير
الكتاب وعلم الحياة

* سقسقة:
التفكير هو عيننا العاقلة
- حكمة انجليزية -
***
ما الذي يجعل البعض من الناس قادرا على حل مشاكله بينما يعجز الآخرون عن ذلك؟
هل هو العلم والحصول على اعلى الشهادات الاكاديمية,!
أم هو العقل الذي يستطيع ان يستثمر المعرفة بكافة انواعها,!
مواقف الحياة تستطيع ان تجيب على هذا التساؤل.
ولعل حكاية الكاتب امرسون مع بقرته دليل على ترديدنا للمثل الشائع اسأل مجرب ولا تسأل طبيب إيمانا منا بأهمية التجارب والخبرات مقارنة بالنظريات العلمية.
اما امرسون فقد وقف عاجزا هو وأولاده امام بقرته التي اعترضت على الفعل الروتيني الذي تقوم به يوميا وامتنعت عن الدخول الى الحظيرة وفشلت كل محاولات امرسون في اقناعها.
لكن الخادمة الذكية والتي اهتمت بتشغيل العقل كقدرة قوية على التفكير والتدبر دون الاستناد على النظريات العلمية وحدها نجحت في ادخال البقرة الحظيرة حين تقدمت تجاه البقرة ووضعت اصبها في فمها وكأن البقرة شعرت بالأمان فاستجابت طواعية الى الدخول الى الحظيرة.
أعجب امرسون بهذا الفعل او التصرف وقال لاولاده (لم تعلمني ألوف الكتب التي قرأتها شيئا من ذلك,, انني احب الذين في استطاعتهم ان يفعلوا شيئا) وهذه في رأيي - تحديدا - مشكلة الانسان في التأقلم مع متغيرات حياته, العلم وحده لا يكفي والا لكانت افضل العقول هي التي حازت على الشهادات العليا، العلم وحده لا يكفي والا لكانت حياة حملة الشهادات العليا خالية من المشاكل اننا احيانا نصطدم بعقول مغلقة رغم التعليم العالي الموشوم فيها.
ذلك لأننا نفصل بين العلم والوعي رغم أنهما لازمان للتطبيق والاستفادة.
ان في ثنايا الكتب عوالم مختلفة وابعاد عظيمة للمعرفة لكن يظل الانسان الركيزة الاولى لبناء صروح العلم والمعرفة, لذلك كان بناء الانسان اعظم وأسمى وبناء العقول افضل من حشوها بالعلم وحده,,, فالحياة ملأى بتضاريس المواقف المختلفة التي تنشد عقل الانسان بدءا قبل علمه.
ناهد باشطح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved